أزمة قلبية تنهي حياة محامٍ حزناً على طفله المريض بالإسكندرية

في واقعة إنسانية مؤثرة شهدتها مدينة الإسكندرية في أواخر أكتوبر 2023، توفي محامٍ شاب يُدعى أحمد محمد البرنس إثر إصابته بأزمة قلبية حادة، وذلك أثناء تواجده في المستشفى لمتابعة حالة نجله الرضيع الذي كان يعاني من وضع صحي حرج. أثارت الحادثة حالة واسعة من الحزن والتعاطف في الأوساط القانونية والمجتمعية، وسلطت الضوء على حجم الضغوط النفسية التي يواجهها أهالي الأطفال المرضى.

تفاصيل الواقعة المأساوية

تعود تفاصيل الحادث إلى اللحظات الصعبة التي كان يعيشها المحامي أحمد البرنس، وهو يرافق طفله الوحيد ياسين، البالغ من العمر ستة أشهر، في رحلته العلاجية. وبحسب ما تم تداوله، فقد تلقى الأب خبراً صادماً من الفريق الطبي المعالج يفيد بتدهور حالة الطفل بشكل كبير، وأنه دخل في مرحلة حرجة. لم يتمكن الأب من تحمل هول الصدمة، وسقط مغشياً عليه ليفارق الحياة بعد فترة وجيزة متأثراً بأزمة قلبية مفاجئة، تاركاً وراءه قصة أبٍ أفنى حياته حباً وحزناً على فلذة كبده.

وقع الحادث داخل أحد المستشفيات التي كان يُعالج بها الطفل، حيث كان الأب ملازماً له بشكل دائم، ساعياً بكل السبل لتوفير أفضل رعاية ممكنة له، على أمل أن يتجاوز محنته الصحية. إلا أن جسده لم يقوَ على تحمل الضغط النفسي الهائل المصاحب لمرض ابنه.

خلفية مرض الطفل وتداعياته

كان الطفل ياسين يعاني منذ ولادته من مرض نادر وخطير أثّر على وظائف جسده الحيوية، وتشير المعلومات المتداولة إلى أنه كان يعاني من مشكلة صحية معقدة في الكبد تتطلب رعاية طبية فائقة وعلاجاً مكلفاً. استدعت حالة الطفل بقاءه في العناية المركزة لفترات طويلة، مما وضع الأسرة تحت ضغط مادي ونفسي كبيرين. كان الأب، أحمد البرنس، يبذل جهوداً مضنية لتغطية تكاليف العلاج الباهظة، إلى جانب معاناته اليومية وهو يرى طفله يتألم.

ردود الفعل وتضامن المجتمع

فور انتشار خبر الوفاة، سارعت نقابة المحامين بالإسكندرية إلى إصدار بيان نعي رسمي لزميلهم الراحل، معربة عن خالص مواساتها لأسرته. لم يقتصر الأمر على النعي الرسمي، بل تحولت القصة إلى قضية رأي عام على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر آلاف المواطنين والمحامين عن حزنهم العميق وتعاطفهم مع الأسرة المكلومة.

برزت العديد من ردود الفعل التي عكست حجم التأثر بالواقعة، ويمكن تلخيص أبرزها في النقاط التالية:

نعي رسمي واسع النطاق من نقابة المحامين بالإسكندرية والعديد من المؤسسات القانونية الأخرى.
حملة تعاطف ضخمة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسوم مرتبطة بالقصة، حيث شارك المستخدمون قصصاً مشابهة ودعوات بالرحمة للأب والشفاء للطفل.
إطلاق مبادرات مجتمعية وفردية لتقديم الدعم المادي والمعنوي لأسرة المحامي الراحل، وتحديداً لضمان استكمال علاج الطفل ياسين.

مصير الطفل ومبادرات الدعم

لم تنتهِ القصة بوفاة الأب، بل أدت المأساة إلى حشد دعم مجتمعي غير مسبوق لإنقاذ حياة الطفل ياسين. تجاوباً مع الدعوات المنتشرة على الإنترنت، أعلنت جهات عدة وشخصيات عامة عن تبنيها لحالة الطفل وتكفلها بمصاريف علاجه بالكامل. تحولت محنة الأسرة إلى ملحمة من التكافل الاجتماعي، حيث سارع الكثيرون لتقديم المساعدة، مؤكدين أن الطفل لن يُترك وحيداً في مواجهة مرضه بعد رحيل والده.

شكل هذا التضامن بارقة أمل لأسرة الطفل، حيث تم تأمين الموارد اللازمة لاستمرارية الرعاية الطبية المكثفة التي يحتاجها. وبذلك، تحولت قصة أحمد البرنس المأساوية إلى رمز للتضحية الأبوية التي حركت مشاعر مجتمع بأكمله ودفعته نحو التكاتف ومد يد العون في أوقات الشدائد.