محمد عطية يكشف كواليس تصميم ديكور افتتاح المتحف المصري الكبير: تحدي إسعاد الجمهور وإثارة فخره

في تصريح له تناول الضغوط والتحديات التي واجهها فريق العمل القائم على تصميم ديكورات حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، كشف محمد عطية، المشرف الفني العام ومسؤول الديكور، عن مشاعر الخوف والرعب التي تملكتهم. أكد عطية أن هذا الشعور لم يكن من ضعف، بل كان دافعًا قويًا لضمان تحقيق أقصى درجات السعادة والفخر لدى الجمهور المصري والعالمي، وهو ما يعكس حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في مثل هذه المناسبات التاريخية. تأتي هذه التصريحات لترسم صورة أعمق للجهد المبذول خلف الكواليس لإخراج احتفالية تليق بمكانة مصر وتاريخها العريق.

خلفية عن المتحف المصري الكبير ودور محمد عطية

يُعد المتحف المصري الكبير (GEM)، الذي يقع على مقربة من أهرامات الجيزة، أحد أضخم وأهم المشاريع الثقافية في العالم، حيث يُخصص لعرض كنوز الحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك المجموعة الكاملة لآثار الملك الذهبي توت عنخ آمون. لطالما كان افتتاحه المرتقب حدثًا عالميًا ينتظره الملايين، لما يمثله من قفزة نوعية في عرض التراث الإنساني وتجربة الزوار.

مشروع ضخم: يُعتبر المتحف الأكبر من نوعه في العالم، مصممًا ليستقبل ملايين الزوار سنويًا.
مركز ثقافي عالمي: ليس مجرد متحف، بل مركز بحثي وثقافي يهدف إلى إحياء الوعي بالحضارة المصرية.
كنوز توت عنخ آمون: سيجمع المتحف ولأول مرة كافة مقتنيات الملك توت عنخ آمون في مكان واحد.

لعب محمد عطية وفريقه دورًا محوريًا في إخراج العديد من الفعاليات الوطنية الكبرى التي حظيت بإشادة عالمية. فقد كان نفس الفريق الذي تولى مسؤولية تصميم الديكور والإشراف الفني في حدثين تاريخيين سابقين: موكب المومياوات الملكية الذي أذهل العالم في أبريل 2021، واحتفالية طريق الكباش بالأقصر في نوفمبر 2021. هذه التجارب السابقة منحت الفريق خبرة لا تقدر بثمن في التعامل مع الاحتفالات ذات الأبعاد التاريخية والثقافية العميقة، ورفعت سقف التوقعات لأي عمل مستقبلي لهم، خاصة حفل افتتاح المتحف المصري الكبير.

تحديات تصميم احتفالية تليق بالتاريخ

لم تكن تصريحات عطية حول مشاعر الخوف مجرد تعبير عن قلق بسيط، بل كانت انعكاسًا لعمق التحديات والمسؤوليات التي تتضمنها مهمة تصميم ديكور احتفالية بحجم افتتاح المتحف المصري الكبير. يمكن تلخيص هذه التحديات في عدة نقاط جوهرية:

العيون العالمية: كان فريق العمل على دراية بأن أنظار العالم أجمع ستكون متجهة نحو هذا الحدث، مما يضع ضغطًا هائلاً لضمان تقديم تجربة لا تشوبها شائبة.
توقعات الجمهور المصري: يُعد المتحف المصري الكبير مصدر فخر قومي، وكان إرضاء الشعب المصري وتجاوز توقعاته عاملاً حاسمًا في كل خطوة تصميمية وتنفيذية.
الدمج بين الأصالة والمعاصرة: تمثل التحدي في خلق تصميم ديكور يجمع بين عظمة الحضارة المصرية القديمة والتكنولوجيا الحديثة، مع الحفاظ على الهوية البصرية الفريدة للمتحف.
اللوجستيات المعقدة: يتطلب إخراج حدث بهذا الحجم تنسيقًا دقيقًا بين عشرات الجهات والفنانين والتقنيين، وهو ما يمثل تحديًا لوجستيًا ضخمًا.
الرسالة الثقافية: لم يكن الهدف مجرد عرض بصري، بل كان إيصال رسالة ثقافية عميقة حول استمرارية الحضارة المصرية وقدرتها على إلهام العالم.

هذا الشعور بـ “الرعب” الذي تحدث عنه محمد عطية لم يكن معيقًا، بل كان محفزًا نحو التميز والإبداع، دفع الفريق إلى بذل أقصى الجهود لضمان أن يكون كل تفصيل في الديكور والتصميم يعكس الجلال والفخامة التي تليق بهذا الصرح الثقافي العالمي.

الرؤية الفنية وتأثيرها المنتظر

تهدف الرؤية الفنية التي يقودها محمد عطية وفريقه إلى ما هو أبعد من مجرد ديكورات بصرية. تكمن الفكرة الأساسية في تحويل حفل الافتتاح إلى تجربة شاملة ومؤثرة تترك بصمة في الذاكرة الجمعية. تتضمن هذه الرؤية:

السرد البصري: استخدام الديكور كجزء من سرد بصري يحكي قصة الحضارة المصرية، من الفراعنة وصولاً إلى العصر الحديث، وكيف أن هذه الحضارة لا تزال حية وملهمة.
التفاعل مع المحيط: تصميم ديكورات تتفاعل بشكل مباشر مع المعالم الأثرية المحيطة بالمتحف، مثل أهرامات الجيزة، لخلق مشهد بانورامي فريد.
التكنولوجيا والإضاءة: دمج أحدث تقنيات الإضاءة والعروض المرئية لخلق أجواء ساحرة تبرز جمال وعظمة الآثار والمعروضات.
تعزيز الهوية الوطنية: تسهم هذه الاحتفاليات في تعزيز الشعور بالفخر الوطني لدى المصريين، وتذكرهم بإرثهم العظيم الذي قدموه للعالم.
دفع عجلة السياحة: يُعد افتتاح المتحف المصري الكبير فرصة ذهبية لجذب السياح من كافة أنحاء العالم، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني.

إن إشراف محمد عطية على هذه الاحتفالية يؤكد التزام مصر بتقديم أحداث ثقافية عالمية المستوى، تعكس عمق تاريخها وحداثة رؤيتها المستقبلية. وعلى الرغم من أن الافتتاح الرسمي الكامل للمتحف لا يزال في انتظار تحديده النهائي، فإن التحضيرات الجارية تعكس جدية وعمق التخطيط لحدث سيكون له صدى تاريخي كبير.

خاتمة

تُبرز تصريحات محمد عطية حجم الإخلاص والاحترافية التي تُبذل في التحضير لافتتاح المتحف المصري الكبير. إن شعور الرعب الذي تحول إلى دافع لإسعاد وفخر الناس، هو شهادة على الالتزام العميق بتقديم حدث يليق بمكانة مصر وحضارتها. من المتوقع أن يكون افتتاح هذا الصرح الثقافي الكبير حدثًا تاريخيًا، ليس فقط لمصر ولكن للعالم أجمع، وسيظل شاهدًا على جهود فريق عمل بذل قصارى جهده ليحقق أعلى مستويات الإبهار والفخر.