حفيد الأسطورة محمد علي يتعادل في نزال بمناسبة ذكرى 'ثرلّا في مانيلا'

أقيم مساء الأربعاء الماضي نزال ملاكمة استثنائي في قاعة أرانيتا كوليسيوم بمدينة كيزون في مانيلا، الفلبين، حيث تعادل الملاكم الأمريكي نيكو علي والش، حفيد أسطورة الملاكمة العالمية محمد علي كلاي، مع منافسه التايلندي كيتيساك كلينسون. هذا النزال الرمزي أتى احتفالًا بالذكرى السنوية الخمسين لواحدة من أشهر وأعنف المباريات في تاريخ الملاكمة، وهي مواجهة «ثرلّا في مانيلا» التاريخية بين جده محمد علي وجو فريزر عام 1975، والتي أقيمت في نفس القاعة.

خلفية: إرث الأسطورة ومسيرة الحفيد

يمثل محمد علي كلاي قامة فريدة في تاريخ الرياضة العالمية، ليس فقط ببراعته الفائقة داخل الحلبة وسلسلة انتصاراته المذهلة، بل أيضًا بشخصيته الكاريزمية وتأثيره الاجتماعي والسياسي. كانت مواجهته مع جو فريزر في «ثرلّا في مانيلا» ذروة التنافس بينهما، ونزالًا أيقونيًا يعكس قمة العزيمة والقدرة البشرية، حيث استمر لـ 14 جولة قاسية، ما جعله يترسخ في ذاكرة الجماهير كأحد أعظم النزالات على الإطلاق.

أما حفيده، نيكو علي والش، فقد اختار السير على خطى جده في عالم الملاكمة المحترفة. بدأت مسيرته في عام 2021، ومنذ ذلك الحين، كان يحمل على عاتقه إرثًا ثقيلًا وتوقعات عالية. تميز نيكو بأسلوبه الهجومي وقوة لكماته، وقد أظهر في عدة مناسبات لمحات من تألق جده، ما جعله محط أنظار عشاق الملاكمة حول العالم. قبل هذا النزال، كان سجله الاحترافي يضم عددًا من الانتصارات، ما جعل التعادل في هذا النزال تحديدًا حدثًا يستدعي التحليل والتأمل.

النزال: تكريم وتحدٍ جديد

كان الهدف من إقامة نزال نيكو علي والش في أرانيتا كوليسيوم في هذا التوقيت هو تكريم الذكرى الخمسين لـ «ثرلّا في مانيلا» وتقديم الجيل الجديد من عائلة علي أمام الجمهور الذي شهد مجد جده. لم يكن النزال مجرد مواجهة رياضية، بل كان بمثابة احتفال رمزي وتذكير باللحظات الخالدة التي شهدتها هذه الحلبة.

خاض نيكو علي والش نزالًا قويًا ضد كيتيساك كلينسون. شهدت الجولات تبادلًا للكمات القوية ومحاولات مستمرة للسيطرة على وسط الحلبة. وعلى الرغم من أن نيكو أظهر لمحات من أسلوب جده الأسطوري، من حيث السرعة وخفة الحركة وبعض الحركات الدفاعية المميزة، إلا أن النزال اتسم بالتقارب الشديد. مع نهاية الجولات، لم يتمكن أي من الملاكمين من تحقيق ضربة قاضية أو السيطرة بشكل حاسم يؤهله للفوز بقرار الحكام بالإجماع، مما أدى إلى قرار التعادل. هذا التعادل لم يكن متوقعًا بالنظر إلى مسيرة نيكو السابقة، لكنه يعكس قوة منافسه والضغط النفسي المصاحب لخوض نزال بهذه الأهمية الرمزية.

الأهمية والتداعيات المستقبلية

يحمل هذا التعادل أهمية رمزية كبيرة لـ نيكو علي والش. ففي حين أنه لم يحقق الفوز الذي كان يطمح إليه في هذا الحدث التاريخي، إلا أنه لم يتعرض لهزيمة أيضًا، مما يحافظ على سجله خالياً من الخسائر بشكل مباشر. يضع هذا النزال نيكو تحت دائرة الضوء مجددًا، ويثير تساؤلات حول قدرته على الارتقاء إلى مستوى التوقعات الهائلة المرتبطة باسم جده. النزال في حد ذاته، بغض النظر عن النتيجة، كان تكريمًا مؤثرًا لإرث محمد علي وربطًا بين الماضي والحاضر في عالم الملاكمة.

بالنسبة لمسيرة نيكو علي والش المهنية، فإن هذا التعادل قد يكون نقطة تحول. سيتعين عليه الآن التركيز على تجاوز هذا الحدث وتطوير أساليبه لتحقيق انتصارات حاسمة في نزالاته المستقبلية. يبقى التحدي الأكبر لنيكو هو كيفية المضي قدمًا وبناء هويته الخاصة كملاكم محترف مع الاستفادة من الإرث العظيم الذي يحمله، دون أن يطغى عليه. يواصل عالم الملاكمة متابعة مسيرته بترقب، لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من صياغة إرثه الخاص في ظل الشهرة التي تسبقه.