فوزي إبراهيم يوجه انتقادًا لعمرو أديب بسبب تجاهل محمد يحيى ويشكو مرارة المؤلفين والملحنين

شهدت الأوساط الفنية والإعلامية في مصر مؤخرًا تفاعلاً واسعًا إثر رسالة حادة وجهها الشاعر الغنائي فوزي إبراهيم إلى الإعلامي البارز عمرو أديب، وذلك بعد تجاهل الأخير للملحن محمد يحيى في أحد برامجه التلفزيونية. وقد أثارت هذه الرسالة، التي تضمنت عبارة «المؤلفين والملحنين شاربين المر»، نقاشًا حول حقوق المبدعين وتقدير جهودهم في صناعة الموسيقى.

خلفية الخلاف

يُعد فوزي إبراهيم أحد أبرز شعراء الأغنية في مصر والعالم العربي، وله تاريخ طويل من التعاون مع كبار الفنانين، ومن المعروف عنه دفاعه عن حقوق العاملين في المجال الفني. أما عمرو أديب، فهو إعلامي شهير ومقدم برنامج «الحكاية» على قناة «إم بي سي مصر»، والذي يُعد من أكثر البرامج التلفزيونية مشاهدة وتأثيرًا في المنطقة. بينما محمد يحيى هو ملحن موهوب قدم العديد من الألحان الناجحة لأغانٍ عربية شهيرة، وساهم في مسيرة نجوم كثر.

جاء الخلاف عندما قام عمرو أديب في إحدى حلقات برنامجه، التي عرضت ضمن الأسابيع القليلة الماضية، بتناول عدد من الأغاني الناجحة والموسيقى الرائجة، ولكنه، وفقًا لرسالة إبراهيم، أغفل تمامًا ذكر الملحن محمد يحيى كأحد المساهمين الرئيسيين في هذه الأعمال، مركزًا على المطربين ومنفذي الأغاني فقط. هذا التجاهل المزعوم أثار حفيظة فوزي إبراهيم، الذي رأى فيه استمرارًا لنمط إعلامي شائع يتجاهل صُنّاع العمل الفني الحقيقيين الذين يعملون خلف الكواليس.

تفاصيل رسالة فوزي إبراهيم

لم يتردد فوزي إبراهيم في توجيه رسالته العلنية إلى عمرو أديب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معبرًا عن استيائه الشديد وغضبه من تجاهل الملحنين والمؤلفين. وقد لخص إبراهيم رسالته بالعبارة القوية «المؤلفين والملحنين شاربين المر»، في إشارة إلى المعاناة والتهميش المستمر الذي يواجهه المبدعون في مجال التأليف والتلحين. وشدد على أن هؤلاء هم أساس الصناعة الفنية، وأن تجاهلهم لا يقلل من قيمتهم الأصيلة ولكنه يعكس خللاً عميقًا في منظومة التقدير والاعتراف داخل الوسط الإعلامي والفني.

أبرزت الرسالة عدة نقاط رئيسية:

التجاهل الممنهج: اتهام ضمني للإعلام، وعلى رأسه برنامج عمرو أديب، بعدم منح الملحنين والمؤلفين حقهم في التقدير أمام الجمهور، رغم مساهماتهم الجوهرية في نجاح الأغاني.
معاناة المبدعين: تسليط الضوء على الأوضاع الصعبة التي يمر بها العديد من المؤلفين والملحنين، سواء من ناحية التقدير المعنوي أو ضعف المردود المادي والحقوق المالية، مقارنة بالشهرة والأرباح التي يحققها المطربون.
دعوة للإنصاف: مطالبة صريحة للإعلاميين والمنصات الإعلامية بضرورة إعطاء الأهمية اللائقة لجميع أطراف العملية الإبداعية، والتعريف بجهودهم المضنية التي غالبًا ما تبقى بعيدة عن الأضواء.

تداعيات الرسالة وأهميتها

تكتسب هذه الرسالة أهمية خاصة كونها تأتي من شخصية فنية مرموقة ومؤثرة مثل فوزي إبراهيم، وتوجه إلى إعلامي بحجم وشهرة عمرو أديب، مما يضمن وصولها إلى شريحة واسعة من الجمهور والمهتمين بالشأن الفني. وقد أدت الرسالة إلى إثارة نقاش مجتمعي وفني حول قضايا محورية تتعلق بـ:

حقوق الملكية الفكرية: ضرورة ضمان حقوق المؤلفين والملحنين في أعمالهم وتقديرها بشكل عادل وواضح، وتوفير آليات تضمن حصولهم على مستحقاتهم.
دور الإعلام في تسليط الضوء: مسؤولية الإعلام في إبراز جميع أركان العمل الفني، وعدم الاقتصار على الجانب الأكثر بريقًا أو الشخصيات التي تتصدر الواجهة، بل تسليط الضوء على كل من يساهم في إنجاح العمل.
أوضاع الصناعة الموسيقية: الكشف عن التحديات المستمرة التي يواجهها صُنّاع الموسيقى «خلف الكواليس»، من غياب الدعم الكافي إلى ضعف المردود المادي وقلة الفرص المتاحة، مقارنة بجهودهم الجبارة.

تُعكس هذه الواقعة مشكلة أعمق وأكثر تعقيدًا تتمثل في عدم التوازن في تقدير المساهمات الفنية وتركيز الأضواء على فئة دون أخرى. ويأمل الكثيرون أن تساهم مثل هذه الانتقادات العلنية في لفت الانتباه إلى هذه القضية المحورية، والدفع نحو إيجاد حلول تضمن الإنصاف والتقدير لجميع من يعملون بجد في إثراء المشهد الفني العربي، وتحقيق التوازن المنشود بين جميع عناصر الإبداع الموسيقي.