محمود صلاح: من هو هداف الزمالك الذي تفاوض الخطيب لضمه في كواليس الأهلي؟

في سجلات كرة القدم المصرية، تبرز قصص اللاعبين الذين أثاروا اهتمام الأندية الكبرى، ومن بينها حكاية محمود صلاح، المهاجم الذي خطف الأضواء بتألقه اللافت وتسجيله أهدافاً حاسمة، أبرزها في مرمى الغريم التقليدي الزمالك. هذه الإنجازات لم تمر مرور الكرام، بل وضعت صلاح على رادار مسؤولي الأندية الجماهيرية، وفي القلب منهم، أسطورة النادي الأهلي ورئيسه الحالي، محمود الخطيب، الذي يُقال إنه دخل في مفاوضات لضمه في فترة سابقة، ما يثير تساؤلات حول شخصية هذا اللاعب ومسيرته.

خلفية اللاعب: من هو محمود صلاح؟

ولد محمود صلاح عام 1982، وبدأ رحلته الكروية كموهبة واعدة في خط الهجوم. تميز بقدرته على المراوغة والتسديد القوي والتحركات الذكية داخل منطقة الجزاء، مما جعله لاعباً مزعجاً لدفاعات الخصوم. لمع اسمه لأول مرة وبشكل بارز مع نادي بلدية المحلة، حيث كان أحد أعمدته الأساسية في الدوري المصري الممتاز. خلال هذه الفترة، وتحديداً في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة، أصبح صلاح محط أنظار العديد من الأندية الكبرى، التي كانت تسعى لتعزيز صفوفها بمهاجمين من طرازه.

اللحظة الفارقة: الهدف في شباك الزمالك

تعد اللحظات التي يسجل فيها لاعب من نادٍ صغير في شباك أحد القطبين الكبيرين (الأهلي أو الزمالك) بمثابة شهادة ميلاد لنجوميته. هذا بالضبط ما حدث مع محمود صلاح. ففي موسم 2004-2005، على سبيل المثال، وفي مباراة مثيرة جمعت بلدية المحلة بنادي الزمالك في بطولة الدوري الممتاز، تمكن صلاح من تسجيل هدف هام. هذا الهدف، بالإضافة إلى أدائه العام في المباراة والموسم، لم يمنح فريقه دفعة معنوية فحسب، بل دفع اسمه بقوة إلى واجهة الاهتمام الإعلامي والجماهيري، وفتح الأبواب أمام احتمالية انتقاله لنادٍ أكبر.

تفاصيل مفاوضات الخطيب والنادي الأهلي

في أعقاب تألق محمود صلاح، وبعد رصده من قبل الكشافة والإداريين، دخل النادي الأهلي في مفاوضات جادة لضم اللاعب. في تلك الفترة التي امتدت تقريباً من 2004 إلى 2006، كان محمود الخطيب شخصية محورية وذات نفوذ كبير داخل مجلس إدارة النادي الأهلي، حيث شغل مناصب مثل عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الكرة في فترات مختلفة. كانت رؤية الخطيب الثاقبة للمواهب الكروية معروفة، وقد رأى في صلاح المهاجم القادر على إضافة الكثير لخط هجوم القلعة الحمراء.

تشير التقارير الصحفية والإعلامية التي كانت رائجة في ذلك الوقت إلى أن الأهلي كان عازماً على ضم صلاح، وأن المفاوضات قد وصلت إلى مراحل متقدمة. التقى مسؤولون من الأهلي، منهم الخطيب، بمسؤولي بلدية المحلة، وتمت مناقشة التفاصيل المالية وشروط الانتقال. كانت الرغبة في ضمه تعكس حاجة الأهلي لتعزيز قوته الهجومية والحفاظ على تفوقه في البطولات المحلية والقارية. ورغم أن اللاعب نفسه أبدى ترحيباً بالانتقال إلى صفوف الشياطين الحمر، إلا أن عوامل متعددة حالت دون إتمام الصفقة، ربما تتعلق بالمغالاة في طلبات بلدية المحلة المالية أو بوجود خيارات أخرى في مفكرات الأهلي آنذاك.

مسيرة اللاعب بعد فشل الانتقال للأهلي

بعد عدم اكتمال صفقة انتقاله إلى النادي الأهلي، واصل محمود صلاح مسيرته في الدوري المصري. انتقل اللاعب إلى أندية أخرى في الدوري الممتاز، مثل نادي إنبي (ENPPI)، حيث قضى فترة قدم خلالها مستويات جيدة، ثم انتقل بعد ذلك إلى نادي تلكوم مصر. استمر صلاح في إثبات قدراته التهديفية ومهاراته الفنية، وكان دائماً لاعباً يعتمد عليه في خط الهجوم، وإن لم يحظ بفرصة اللعب لأحد القطبين الكبيرين، الأهلي أو الزمالك. مسيرته الكروية تعد نموذجاً للاعب المصري الموهوب الذي ترك بصمته في أندية مختلفة.

الأهمية التاريخية والقيمة الرمزية للقصة

لا تزال قصة محمود صلاح ومفاوضات الأهلي لضمه تحت قيادة أو إشراف محمود الخطيب تثير الاهتمام لعدة أسباب. أولاً، تؤكد على الدور المحوري والفعال للخطيب في رسم السياسات الكروية للنادي الأهلي حتى قبل توليه منصب الرئاسة، وكيف كان له تأثير كبير في تحديد الصفقات المستهدفة. ثانياً، تعكس هذه القصة طبيعة سوق الانتقالات المصرية في تلك الحقبة، حيث كانت المنافسة على المواهب شديدة، وكانت الأندية الصغيرة تحاول الاستفادة القصوى من نجومها. ثالثاً، تُسلط الضوء على اللاعبين الذين، رغم عدم انضمامهم للأندية الكبرى، إلا أنهم تركوا إرثاً كروياً مهماً وأصبحوا جزءاً من ذاكرة الكرة المصرية، مما يثري تاريخها ويزيد من قصصها المثيرة التي تتناقلها الأجيال.