وفاة المدرب الأرجنتيني المخضرم ميغل أنخل روسو عن 69 عاماً، قائد النصر سابقاً

أعلنت الأوساط الكروية الأرجنتينية والدولية، يوم الأربعاء، عن وفاة المدرب المخضرم ميغل أنخل روسو عن عمر يناهز 69 عاماً، بعد مسيرة تدريبية حافلة امتدت لعقود وشهدت قيادته للعديد من الأندية الكبرى في أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط. وقد أكد نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني، الذي يرتبط روسو بتاريخ طويل ونجاحات بارزة معه، هذا النبأ المحزن. ويُعرف روسو بأنه أحد الأسماء اللامعة في عالم التدريب، وله بصمات واضحة في كل محطة عمل بها، بما في ذلك فترة إشرافه على نادي النصر السعودي.

جاء الإعلان عن وفاة روسو ليصدم عشاق كرة القدم، خاصة في الأرجنتين والمملكة العربية السعودية حيث ترك بصمته التدريبية. ولم تُفصح المصادر المقربة عن تفاصيل دقيقة حول سبب الوفاة، لكن الإشارة كانت إلى صراع مع المرض لم يتم الكشف عن طبيعته علناً. وتنتظر الجماهير والمتابعون مزيداً من التفاصيل حول مراسم الجنازة والتكريمات المتوقعة لقامة كروية بحجم روسو.

مسيرة حافلة بالإنجازات

يُعد ميغل أنخل روسو من المدربين القلائل الذين نجحوا في ترك إرث تدريبي عميق ومؤثر. بدأ مسيرته كلاعب خط وسط قبل أن ينتقل إلى عالم التدريب في منتصف الثمانينات. تميز روسو بشخصيته الهادئة وقدرته على غرس الروح القتالية في لاعبيه، مما جعله محط أنظار العديد من الأندية الطموحة. فلسفته التدريبية كانت ترتكز على التنظيم الدفاعي القوي واللعب الجماعي، مع المرونة التكتيكية التي سمحت له بالتكيف مع مختلف الظروف.

تولى روسو قيادة أندية أرجنتينية عريقة مثل بوكا جونيورز، فيليز سارسفيلد، سان لورينزو، و روساريو سنترال.
كانت أبرز إنجازاته قيادته لبوكا جونيورز للفوز بلقب كوبا ليبرتادوريس عام 2007، وهو إنجاز وضعه في مصاف المدربين الأساطير للنادي.
كما حقق ألقاباً محلية مهمة مع أندية أخرى، مما أكسبه احترام وتقدير الجماهير والنقاد على حد سواء.
تجاوزت شهرته حدود الأرجنتين، حيث خاض تجارب احترافية في دول أخرى منها المكسيك وإسبانيا والمملكة العربية السعودية.

تأتي فترة تدريبه لنادي النصر السعودي بين أواخر 2021 ومطلع 2022 كواحدة من المحطات البارزة في مسيرته الدولية. ورغم قصر هذه الفترة، إلا أنه ترك بصمة واضحة على أداء الفريق، حيث قاده في تحديات محلية وقارية، وحظي باحترام اللاعبين والإدارة والجماهير بفضل خبرته العميقة ومعاملته الاحترافية. كانت هذه التجربة خير دليل على قدرته على التأقلم مع بيئات كروية مختلفة وتقديم مستويات تنافسية.

ردود الفعل والوداع

فور انتشار نبأ وفاة ميغل أنخل روسو، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الأندية بالنعوات ورسائل التعزية. سارع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم والأندية التي دربها، على رأسها بوكا جونيورز، إلى تقديم تعازيهم، مشيدين بمسيرة المدرب الراحل وإسهاماته الكبيرة في اللعبة. كما عبر العديد من اللاعبين الذين تدربوا تحت إشرافه، عن حزنهم العميق لفقدان معلم وملهم، مستذكرين نصائحه وتوجيهاته التي شكلت جزءاً من مسيرتهم الكروية. من المتوقع أن تشهد الملاعب الأرجنتينية ودول أخرى وقفات حداد وتكريمات خاصة لروحه في المباريات القادمة.

إرث كروي خالد

سيُذكر ميغل أنخل روسو كأحد الرموز التدريبية التي تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ كرة القدم. لم تقتصر مساهماته على الألقاب والبطولات، بل امتدت لتشمل تطوير العديد من المواهب الشابة وغرس القيم الرياضية النبيلة. كان يُنظر إليه كمدرب يمتلك رؤية تكتيكية ثاقبة، ويجمع بين الصرامة في العمل والأبوة في التعامل مع لاعبيه. إرثه سيستمر من خلال الأجيال التي دربها والفرق التي قادها، وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة عشاق اللعبة.