بن زكري يعلق على أنباء مفاوضات الزمالك لخلافة أوسوريو

في خضم البحث الذي أجرته إدارة نادي الزمالك عن مدير فني جديد، برز اسم المدرب الجزائري المعروف نور الدين بن زكري كأحد أبرز المرشحين لتولي المهمة خلفًا للكولومبي خوان كارلوس أوسوريو. وقد أدلى بن زكري بتصريحات إعلامية خلال تلك الفترة، وتحديدًا في نوفمبر 2023، كشف فيها عن موقفه من هذه الأنباء وطبيعة التواصل الذي تم معه، مبديًا ترحيبه بتدريب فريق بحجم وقيمة القلعة البيضاء.

خلفية إقالة أوسوريو والبحث عن بديل

جاءت هذه التطورات في أعقاب قرار مجلس إدارة نادي الزمالك بإقالة المدرب الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو في أوائل نوفمبر 2023. استند هذا القرار إلى سلسلة من النتائج السلبية التي عانى منها الفريق في مختلف المسابقات، والتي لم تكن تليق بطموحات النادي وجماهيره. عقب الإقالة، أسندت الإدارة المهمة بشكل مؤقت للكابتن معتمد جمال، الذي قاد الفريق في فترة انتقالية، بينما بدأت الإدارة رحلة البحث عن مدرب أجنبي صاحب سيرة ذاتية قوية وقادر على إعادة الفريق إلى المسار الصحيح.

طُرحت العديد من الأسماء على طاولة مجلس الإدارة، وتداولت وسائل الإعلام قوائم طويلة من المرشحين المحتملين، مما يعكس حالة الترقب التي سيطرت على الشارع الرياضي المصري. كان الهدف هو التعاقد مع مدرب يمتلك خبرة في التعامل مع الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي تصاحب تدريب الأندية الكبرى في المنطقة.

ظهور اسم بن زكري في قائمة المرشحين

وسط قائمة المرشحين، ظهر اسم المدرب الجزائري نور الدين بن زكري بقوة. يمتلك بن زكري خبرة واسعة في الملاعب العربية، خاصة في الدوري السعودي حيث قاد عدة أندية أبرزها الفيحاء وضمك، بالإضافة إلى تجاربه في الدوري الجزائري. عُرف عنه شخصيته القوية وقدرته على فرض الانضباط داخل غرف خلع الملابس، وهي سمات كانت إدارة الزمالك تبحث عنها في تلك الفترة الحرجة.

وفقًا للتقارير الإعلامية التي انتشرت آنذاك، فإن التواصل مع بن زكري لم يكن عبر القنوات الرسمية للنادي في البداية، بل تم من خلال وكلاء لاعبين ومسؤولين مقربين من الإدارة، وذلك بهدف استطلاع رأيه ومعرفة شروطه المبدئية قبل تقديم عرض رسمي. هذه الطريقة شائعة في عالم كرة القدم لاستكشاف الخيارات المتاحة قبل الدخول في مفاوضات جادة.

أول تعليق من المدرب الجزائري

في أول رد فعل له، علق نور الدين بن زكري على الأنباء المتداولة في تصريحات صحفية وتلفزيونية متعددة. أكد المدرب الجزائري وجود اتصالات غير مباشرة بالفعل، معبرًا عن سعادته وفخره الكبيرين بمجرد طرح اسمه لتدريب نادٍ عريق مثل الزمالك، الذي وصفه بأنه "أحد أكبر الأندية في إفريقيا والعالم العربي".

أبدى بن زكري ترحيبًا كبيرًا واستعدادًا تامًا لخوض هذا التحدي، مشيرًا إلى أنه يتابع الكرة المصرية جيدًا ويعرف قيمة وشعبية نادي الزمالك. وفيما يلي أبرز النقاط التي تضمنها تعليقه:

تأكيد التواصل: أقر بوجود محادثات أولية عبر وسطاء لاستطلاع موقفه من تدريب الفريق.
الترحيب بالخطوة: وصف تدريب الزمالك بأنه "شرف كبير" لأي مدرب، مؤكدًا أنه لن يتردد في قبول المهمة في حال وصول عرض رسمي وجاد.
الثقة في القدرات: ألمح إلى قدرته على التعامل مع التحديات التي يواجهها الفريق، مشددًا على أهمية فرض الانضباط والعمل الجاد لإعادة الفريق إلى منصات التتويج.
احترام المرحلة المؤقتة: أثنى على المدرب المؤقت معتمد جمال، مؤكدًا على ضرورة دعمه في مهمته حتى يتم حسم ملف المدير الفني الجديد بشكل نهائي.

عكست تصريحات بن زكري رغبة واضحة في قبول العرض، لكنها في الوقت نفسه اتسمت بالاحترافية من خلال التأكيد على أن الأمور لم تصل بعد إلى مرحلة المفاوضات الرسمية والنهائية.

سياق الخبر ومآلاته

تكتسب هذه الأنباء أهميتها من كونها جاءت في فترة انتقالية حساسة لنادي الزمالك، حيث كانت الجماهير تنتظر قرارًا حاسمًا من الإدارة الجديدة برئاسة الكابتن حسين لبيب. كان اسم بن زكري يمثل خيارًا منطقيًا للبعض نظرًا لمعرفته بالكرة العربية وقدرته على التكيف السريع، بينما رأى آخرون ضرورة البحث عن مدرب من مدرسة أوروبية أكثر حداثة.

على الرغم من الترحيب الكبير الذي أبداه بن زكري، فإن مفاوضات الزمالك لم تقتصر عليه، حيث استمرت الإدارة في دراسة عدد من السير الذاتية لمدربين آخرين. وفي نهاية المطاف، لم تكلل هذه المحادثات الأولية بالنجاح، واستمر معتمد جمال في منصبه لعدة أشهر، قبل أن يتعاقد النادي رسميًا مع المدرب البرتغالي جوزيه جوميز في فبراير 2024، ليتم إغلاق هذا الملف بشكل نهائي.