السيطرة على حريق بمركب سياحي في الأقصر وإجلاء جميع الركاب بسلام

في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء، تمكنت قوات الحماية المدنية بمحافظة الأقصر من السيطرة الكاملة على حريق مفاجئ اندلع في أحد المراكب السياحية النيلية الكبرى أثناء إبحاره بالقرب من مدينة إسنا جنوب المحافظة. وقد أسفرت الاستجابة السريعة عن إجلاء جميع الركاب والطاقم بنجاح، والذين بلغ عددهم الإجمالي حوالي 298 شخصًا، دون تسجيل أي إصابات أو خسائر في الأرواح.

تفاصيل الحادث والاستجابة الفورية

اندلع الحريق في المركب السياحي المعروف باسم "تاي كنغ توت" بينما كان في طريقه من الأقصر إلى أسوان. ووفقًا للمعلومات الأولية، بدأ الحريق نتيجة ماس كهربائي في مطبخ المركب، ثم امتدت ألسنة اللهب إلى أجزاء أخرى. فور تلقي البلاغ، تحركت السلطات المعنية على وجه السرعة، حيث تم الدفع بعدد من سيارات الإسعاف ولنشات الإنقاذ النهري وفرق الإطفاء التابعة لإدارة الحماية المدنية.

عملت فرق الإنقاذ على إخلاء الركاب، الذين كان من بينهم 220 سائحًا من جنسيات مختلفة بالإضافة إلى طاقم المركب المكون من 78 فردًا. تمت عملية الإجلاء بشكل منظم وآمن إلى البر، حيث تم توفير الدعم اللازم لهم والتأكد من سلامتهم جميعًا. وقد أثنى شهود عيان على كفاءة وسرعة تعامل الطاقم والسلطات مع الموقف الطارئ، مما حال دون وقوع كارثة.

الإجراءات اللاحقة والتحقيقات

عقب إخماد الحريق بشكل كامل، بدأت النيابة العامة في إجراء تحقيقات موسعة لمعرفة الأسباب الدقيقة وراء الحادث وتحديد المسؤوليات. وشملت الإجراءات الأولية انتداب فريق من الأدلة الجنائية لمعاينة موقع الحريق وفحص المركب لتقييم الأضرار والتأكد من مدى الالتزام بمعايير السلامة والأمان المعتمدة للمراكب السياحية النيلية.

من جانبها، تابعت محافظة الأقصر، ممثلة في المحافظ المستشار مصطفى ألهم، تطورات الموقف لحظة بلحظة، حيث أصدر توجيهاته بتوفير كافة سبل الراحة للركاب الذين تم إجلاؤهم، وتسهيل إجراءات نقلهم إلى فنادق بديلة أو مراكب أخرى لاستكمال برامجهم السياحية دون أي معوقات، مؤكدًا على أن سلامة السياح والمواطنين تأتي على رأس الأولويات.

الأهمية والسياق العام

يأتي هذا الحادث ليلقي الضوء مجددًا على أهمية تطبيق إجراءات السلامة الصارمة في قطاع السياحة النيلية، الذي يُعد أحد أهم ركائز الاقتصاد السياحي في صعيد مصر. تعتبر الرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان تجربة فريدة تجذب آلاف السياح سنويًا، وأي حوادث من هذا النوع قد تؤثر على سمعة هذا القطاع الحيوي.

ومع ذلك، فإن نجاح السلطات المصرية في إدارة الأزمة بكفاءة عالية وإجلاء جميع الأفراد بسلام يعكس جاهزيتها وقدرتها على التعامل مع الطوارئ، وهو ما قد يبعث برسالة طمأنة للأسواق السياحية العالمية حول أمان المقصد السياحي المصري. وتستمر التحقيقات لتحديد أي أوجه قصور قد تكون موجودة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.