غارة إسرائيلية في الدوحة تثير شعورًا بـ«الخيانة» لدى مسؤولين أمريكيين

أثارت غارة جوية إسرائيلية استهدفت مسؤولاً بارزًا في حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، في أواخر شهر أكتوبر 2024، توترات دبلوماسية حادة، حيث عبّر مسؤولون أمريكيون عن شعورهم بما وصفوه بـ«الخيانة» جراء هذه العملية. وجاءت الضربة في وقت حرج كانت فيه الولايات المتحدة وقطر تقودان وساطة حساسة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، مما وضع جهودهما في خطر.

تفاصيل العملية وتداعياتها الفورية

نفذت إسرائيل، بحسب تقارير إعلامية دولية، غارة دقيقة في الدوحة أسفرت عن مقتل قيادي كبير في حماس. اللافت في هذه العملية هو أنها تمت على أراضي دولة تعد شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة وتلعب دور الوسيط الرئيسي في الصراع. الأهم من ذلك، أن المسؤولين الأمريكيين المشاركين في المفاوضات لم يتم إبلاغهم مسبقًا بالهجوم، وهو ما اعتبروه تقويضًا مباشرًا لمصداقيتهم وتهديدًا لسلامة المحادثات الجارية.

خلفية الوساطة ودور قطر المحوري

تستضيف قطر المكتب السياسي لحركة حماس منذ سنوات، وهو ترتيب تم بموافقة ضمنية من واشنطن بهدف الحفاظ على قناة اتصال مفتوحة لإدارة الأزمات والتفاوض. وقد أثبت هذا الدور أهميته القصوى في المحادثات المتعلقة بتبادل الأسرى والرهائن والتوصل إلى هدن إنسانية. تعتمد هذه الوساطة بشكل كبير على الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف، بما في ذلك ضمان أمن المفاوضين والأجواء الدبلوماسية اللازمة لإنجاحها.

مواقف الأطراف وردود الفعل

أعرب المسؤولون الأمريكيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن إحباطهم الشديد من توقيت ومكان الغارة الإسرائيلية. وينبع شعور «الخيانة» من أن إسرائيل، الحليف المقرب، أقدمت على خطوة عسكرية أحادية الجانب كان من شأنها إفشال جهود دبلوماسية تقودها الإدارة الأمريكية نفسها. كان القلق الرئيسي هو أن حماس قد تنسحب من المفاوضات، معتبرة أن الوسطاء غير قادرين على توفير بيئة آمنة للمحادثات. من جانبها، لم تعلق إسرائيل رسميًا على تفاصيل العملية، لكنها تتبنى سياسة معلنة بملاحقة قادة حماس في أي مكان. أما قطر، فقد أدانت بشدة الهجوم، معتبرة إياه انتهاكًا لسيادتها وتصعيدًا خطيرًا يعرض جهود الوساطة للخطر.

الأهمية والتأثير المستقبلي للحدث

تكمن أهمية هذا التطور في أنه يكشف عن عمق الخلافات في وجهات النظر بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إدارة الصراع. كما يضع الحادث قطر في موقف حرج، حيث تواجه ضغوطًا متزايدة بشأن استضافتها لقادة حماس. ومن أبرز التداعيات المحتملة لهذه الغارة:

تعقيد المفاوضات الجارية بشأن الرهائن وزيادة صعوبة التوصل إلى اتفاق.
تفاقم التوتر في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية حول الاستراتيجية العسكرية والدبلوماسية.
احتمالية إعادة قطر تقييم دورها كوسيط إذا استمر استهداف أراضيها.
زيادة مخاطر انهيار القنوات الدبلوماسية، مما قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي أوسع.

في المجمل، سلطت هذه الغارة الضوء على التوازن الدقيق والصعب بين الأهداف العسكرية المباشرة والحاجة الماسة إلى حلول دبلوماسية لإنهاء الأزمة الإنسانية والصراع المستمر.