معهد الآثار الألماني بالقاهرة يعرب عن ترقبه لافتتاح المتحف المصري الكبير

في تصريحات حديثة، أعرب البروفيسور ديتريش راوه، مدير معهد الآثار الألماني بالقاهرة (DAI)، عن حماس وترقب كبيرين في الأوساط الأكاديمية الدولية بشأن الافتتاح الرسمي المرتقب للمتحف المصري الكبير. وأشار راوه إلى أن هذا الحدث لا يمثل أهمية لمصر وحدها، بل للمجتمع العلمي العالمي بأسره، الذي ينتظر بفارغ الصبر رؤية هذا الصرح الثقافي الضخم يفتح أبوابه للجمهور والباحثين.

خلفية عن التعاون الأثري

يُعد معهد الآثار الألماني بالقاهرة، الذي تأسس عام 1907، أحد أقدم وأبرز المؤسسات الأثرية الأجنبية العاملة في مصر. على مدار أكثر من قرن، لعب المعهد دورًا حيويًا في عمليات التنقيب والبحث والترميم في العديد من المواقع الأثرية المصرية، بالتعاون الوثيق مع وزارة السياحة والآثار المصرية. وتأتي تصريحات مديره في سياق هذا التاريخ الطويل من الشراكة العلمية والثقافية، مما يمنحها ثقلًا وأهمية خاصة ويعكس وجهة نظر جزء مؤثر من المجتمع الدولي المتخصص في علم المصريات.

أهمية المتحف المصري الكبير

يُعتبر المتحف المصري الكبير أحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم خلال القرن الحادي والعشرين، وقد تم تصميمه ليصبح أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة. ويكمن جوهر أهميته في عدة نقاط رئيسية:

مجموعة توت عنخ آمون الكاملة: لأول مرة في التاريخ، سيتم عرض كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون، والتي يزيد عددها عن 5000 قطعة، في مكان واحد، مما يوفر رؤية شاملة ومتكاملة لمقتنيات المقبرة التي اكتُشفت عام 1922.
قدرة استيعابية هائلة: يمتد المتحف على مساحة شاسعة ويحتوي على قاعات عرض حديثة قادرة على استيعاب عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي لم يُعرض الكثير منها من قبل للجمهور بسبب ضيق المساحات في المتحف المصري القديم بالتحرير.
مراكز بحثية وترميم متطورة: يضم المتحف معامل ترميم على أحدث طراز عالمي، بالإضافة إلى مراكز بحثية ومكتبة ضخمة، مما يجعله مركزًا عالميًا للبحث العلمي في مجال المصريات وليس مجرد وجهة سياحية.

ترقب دولي وتأثيرات متوقعة

أكد ديتريش راوه أن اكتمال قاعات العرض في المتحف يمثل إنجازًا استثنائيًا سيُبهر ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم. وينظر المجتمع الأكاديمي الدولي إلى المتحف باعتباره نقلة نوعية في طريقة عرض التراث المصري، حيث يتيح السرد المتحفي الجديد فهمًا أعمق للسياق التاريخي والاجتماعي للقطع الأثرية. من المتوقع أن يؤدي افتتاح المتحف إلى إحداث طفرة كبيرة في قطاع السياحة الثقافية في مصر، كما سيعزز مكانتها كمركز عالمي رائد في الحفاظ على التراث الإنساني ودراسته، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي في مجال الآثار.