سقوط مقاتلة أمريكية في بحر الصين الجنوبي خلال تدريبات عسكرية

في حادث يسلط الضوء على التوترات المتزايدة والمخاطر التشغيلية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، تعرضت مقاتلة شبح متطورة تابعة للبحرية الأمريكية لحادث تحطم في بحر الصين الجنوبي أواخر يناير 2022. المقاتلة، من طراز F-35C Lightning II، كانت تحاول الهبوط على متن حاملة الطائرات USS Carl Vinson عندما وقع ما وصفته البحرية بأنه "حادث هبوط"، مما أدى إلى سقوطها في المياه. تمكن الطيار من قذف نفسه بأمان وتم انتشاله، بينما أصيب سبعة بحارة في الحادث.

تفاصيل الحادث وظروفه

وقع الحادث أثناء ما وصفته البحرية الأمريكية بأنه "عمليات طيران روتينية". كانت حاملة الطائرات USS Carl Vinson، ومعها مجموعتها الهجومية، تجري تدريبات في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة تشهد نزاعات على السيادة بين الصين والعديد من دول الجوار. ووفقًا لتقارير البحرية، فإن المقاتلة اصطدمت بسطح الطيران لحاملة الطائرات قبل أن تنزلق وتسقط في البحر. نتج عن الحادث إصابات طفيفة لستة بحارة، بالإضافة إلى الطيار، الذين تلقوا جميعًا الرعاية الطبية اللازمة وكانت حالتهم مستقرة.

السياق والتوترات الإقليمية

يأتي هذا الحادث في سياق جيوسياسي معقد. يُعد بحر الصين الجنوبي أحد أكثر الممرات المائية أهمية وتنازعًا في العالم، حيث تدعي بكين السيادة على معظمه، وهو ما ترفضه دول أخرى في المنطقة ومحكمة دولية. تقوم الولايات المتحدة بشكل منتظم بتسيير دوريات بحرية وجوية، تُعرف باسم "عمليات حرية الملاحة"، لتحدي ما تعتبره مطالبات إقليمية صينية مفرطة. كان وجود المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات USS Carl Vinson في المنطقة جزءًا من هذه الاستراتيجية المستمرة لإظهار القوة وتأكيد الحق في المرور عبر المياه الدولية.

عملية الانتشال وردود الفعل

فور وقوع الحادث، بدأت البحرية الأمريكية عملية سباق مع الزمن لانتشال حطام الطائرة. كانت المهمة ذات أولوية قصوى نظرًا لأن مقاتلة F-35C تحتوي على بعض من أكثر التقنيات العسكرية سرية وتطورًا في الترسانة الأمريكية، بما في ذلك أنظمة الشبح وأجهزة الاستشعار المتقدمة. كان هناك قلق حقيقي من أن تحاول الصين أو روسيا الوصول إلى الحطام أولاً للاطلاع على هذه التكنولوجيا. بعد أسابيع من البحث في ظروف صعبة، أعلنت البحرية الأمريكية في أوائل مارس 2022 نجاحها في انتشال الطائرة من عمق يبلغ حوالي 12,400 قدم (3,780 مترًا).

من جانبها، علقت وزارة الخارجية الصينية على الحادث بنفي اهتمامها بالطائرة الأمريكية المحطمة. وصرح المتحدث باسم الوزارة قائلاً: "ليس لدينا أي اهتمام بطائرتهم"، مضيفًا دعوة للولايات المتحدة للقيام بأمور تساهم في السلام والاستقرار الإقليميين بدلاً من "استعراض القوة" بشكل متكرر في بحر الصين الجنوبي.

الأهمية والتداعيات

أثار الحادث نقاشًا واسعًا حول سلامة العمليات العسكرية في البيئات المتوترة، فضلاً عن التحديات التقنية واللوجستية التي تواجه القوات البحرية الحديثة. كما أكد على أهمية الأصول العسكرية المتقدمة في سياق التنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى. أصبح حطام المقاتلة F-35C رمزًا لهذه المنافسة، حيث تحولت عملية انتشالها إلى مهمة جيوسياسية بقدر ما كانت مهمة تقنية. يظل الحادث تذكيرًا بالمخاطر الكامنة في الدوريات والتدريبات العسكرية التي تجري في نقاط التوتر العالمية.