فينيسيوس جونيور: كابوس ليفربول المتجدد في قلعة أنفيلد

أصبح المهاجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، نجم نادي ريال مدريد الإسباني، شخصية محورية في تاريخ المواجهات الحديثة بين فريقه ونادي ليفربول الإنجليزي. بفضل أدائه الاستثنائي وأهدافه الحاسمة، تحول اللاعب الشاب إلى مصدر قلق دائم لدفاعات الفريق الإنجليزي وجماهيره، خاصة في المباريات التي تقام على ملعب أنفيلد، الذي يُعتبر أحد أصعب الملاعب الأوروبية على الخصوم.

خلفية المواجهات الحاسمة

بدأت بصمة فينيسيوس جونيور تظهر بوضوح في مواجهات الفريقين خلال السنوات الأخيرة في بطولة دوري أبطال أوروبا. في ذهاب ربع نهائي البطولة لموسم 2020-2021، سجل فينيسيوس هدفين ساهما في فوز ريال مدريد بنتيجة 3-1، ليعلن عن نفسه كأحد أبرز الأوراق الرابحة في تشكيلة النادي الملكي. ورغم انتهاء مباراة العودة في أنفيلد بالتعادل السلبي، إلا أن أداءه في مباراة الذهاب كان كافيًا لترك انطباع قوي.

تكرر المشهد في نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2022 في باريس، حيث كان فينيسيوس جونيور هو صاحب الكلمة العليا مرة أخرى. سجل اللاعب البرازيلي الهدف الوحيد في المباراة، ليقود ريال مدريد لتحقيق لقبه الرابع عشر في تاريخ البطولة على حساب ليفربول، مما رسخ صورته كلاعب حاسم في اللحظات الكبرى.

الزلزال في أنفيلد

وصلت العلاقة المعقدة بين فينيسيوس وأنفيلد إلى ذروتها في ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا في فبراير 2023. في تلك الليلة، شهد ملعب ليفربول التاريخي واحدة من أكثر المباريات إثارة ودراماتيكية. تقدم ليفربول بهدفين مبكرين، وبدا أن الفريق في طريقه لتحقيق فوز مريح، إلا أن فينيسيوس كان له رأي آخر.

قاد النجم البرازيلي عودة مذهلة لفريقه، حيث سجل الهدف الأول بتقنية عالية، ثم استغل خطأ فادحًا من حارس مرمى ليفربول، أليسون بيكر، ليضيف الهدف الثاني ويعيد المباراة إلى نقطة الصفر قبل نهاية الشوط الأول. لم يتوقف تأثيره عند هذا الحد، بل صنع هدفًا آخر في الشوط الثاني، لتنتهي المباراة بفوز تاريخي لريال مدريد بنتيجة 5-2. كانت هذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها ليفربول خمسة أهداف على ملعبه في مباراة أوروبية، وكان فينيسيوس هو المهندس الرئيسي لهذا الانهيار.

الأثر والإحصائيات

عزز أداء فينيسيوس جونيور ضد ليفربول مكانته كأحد أفضل اللاعبين في العالم، وأظهر قدرته على التألق تحت الضغط وفي أكبر المناسبات. تحول اللاعب إلى عقدة حقيقية للفريق الإنجليزي، حيث تشير الأرقام إلى هيمنته الواضحة في مواجهات الفريقين.

أصبح فينيسيوس أكثر لاعب يسجل أهدافًا في شباك ليفربول في تاريخ دوري أبطال أوروبا برصيد 5 أهداف.
ساهم بشكل مباشر (تسجيلًا وصناعة) في انتصارات حاسمة أدت إلى إقصاء ليفربول من البطولة في عدة مناسبات.
أداؤه في مباراة أنفيلد تحديدًا غيّر من ديناميكية المواجهة، وأثبت قدرته على تحويل مسار المباريات بمفرده.

أهمية الأداء

تكمن أهمية ما قدمه فينيسيوس في أنه لم يقتصر على مجرد تسجيل الأهداف، بل عكس نضجًا تكتيكيًا وقوة ذهنية كبيرة. إن قدرته على قلب تأخر فريقه في ملعب صعب مثل أنفيلد، وتحويل ضغط الجماهير إلى دافع، هي ما يميز اللاعبين الكبار. وبفضل هذه الإسهامات، أصبح اسمه يرتبط بذكريات مؤلمة لجماهير ليفربول، ويؤكد على دوره كلاعب يصنع الفارق في تاريخ الصراع الأوروبي الحديث بين الناديين الكبيرين.