تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة حدث بارز على الساحة التكنولوجية والاقتصادية العالمية، حيث ينطلق المنتدى السعودي الثالث للثورة الصناعية الرابعة في الفترة من 29 إلى 30 أكتوبر 2025. يُعقد المنتدى تحت شعار "آفاق التقنية العالمية"، ويأتي بتنظيم مشترك بين مركز الثورة الصناعية الرابعة في المملكة العربية السعودية، بالشراكة الاستراتيجية مع المنتدى الاقتصادي العالمي، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست). يمثل هذا التجمع الدولي منصة حيوية لتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للابتكار التكنولوجي، وتطبيق أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 الطموحة.

الرياض مركز الثورة الصناعية الرابعة: انطلاق المنتدى السعودي الثالث بمشاركة دولية حاشدة

خلفية وسياق المنتدى

يُعد تنظيم المملكة العربية السعودية للمنتدى السعودي الثالث للثورة الصناعية الرابعة دليلاً راسخاً على التزامها بتحقيق التحول الرقمي والاقتصادي الشامل. فقد أدركت القيادة السعودية أهمية تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كمحرك رئيسي للتنوع الاقتصادي والنمو المستدام، بعيداً عن الاعتماد على النفط. بدأت هذه المسيرة الاستراتيجية بإطلاق رؤية السعودية 2030، التي تضع الابتكار والتقنية في صميم أولوياتها.

جاء تأسيس مركز الثورة الصناعية الرابعة في المملكة، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، كخطوة محورية لتسريع هذه الأجندة الوطنية. يهدف المركز إلى تطوير السياسات والتشريعات الداعمة لتبني التقنيات المتقدمة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتشجيع البحث والتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، والروبوتات، وغيرها. المنتديات السابقة أدت دوراً فعالاً في وضع حجر الأساس لهذه الأهداف، وتقديم منصة للحوار وتبادل الخبرات بين الخبراء وصناع القرار.

مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) تلعب دوراً محورياً كشريك في التنظيم، مؤكدة على دورها كمؤسسة وطنية رائدة في دعم البحث العلمي والابتكار التقني. تعكس مشاركة كاكست التزام المملكة ببناء قدرات وطنية قوية في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتوفير البيئة المناسبة لتطوير حلول تقنية مبتكرة تلبي احتياجات المستقبل وتدعم النمو الاقتصادي.

المحاور الرئيسية والأهداف

يتطلع المنتدى إلى استكشاف "آفاق التقنية العالمية" من خلال مجموعة واسعة من المحاور التي تغطي أحدث الابتكارات والتحديات في عصر الثورة الصناعية الرابعة. من المتوقع أن تركز الجلسات النقاشية وورش العمل على:

الذكاء الاصطناعي (AI) وتطبيقاته: مناقشة التطورات الحديثة في التعلم الآلي والتعلم العميق، وتأثيرها على مختلف الصناعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل. كما سيتم التطرق إلى الجوانب الأخلاقية والتنظيمية للذكاء الاصطناعي.
إنترنت الأشياء (IoT) والمدن الذكية: استعراض كيفية استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في تطوير مدن مستقبلية مستدامة مثل نيوم، وتحسين كفاءة الخدمات العامة والبنية التحتية.
تقنيات البلوك تشين (Blockchain) والعملات الرقمية: بحث إمكانات البلوك تشين في تعزيز الأمن السيبراني، وتسهيل المعاملات المالية، وإعادة تعريف سلاسل الإمداد.
البيانات الضخمة والتحليلات المتقدمة: كيفية استثمار الكم الهائل من البيانات لاستخلاص رؤى قيمة تدعم اتخاذ القرارات الاستراتيجية في القطاعين العام والخاص.
الروبوتات والأتمتة: تسليط الضوء على دور الروبوتات الصناعية والخدمية في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة العمليات.
الابتكار والاستدامة: دمج تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لدعم أهداف التنمية المستدامة، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والاقتصاد الدائري.

تهدف هذه المناقشات إلى بناء فهم أعمق للفرص والتحديات التي تقدمها هذه التقنيات، وصياغة توصيات لسياسات مبتكرة تدعم تبنيها على نطاق واسع، وتنمية الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة هذا التحول.

المشاركة الدولية والتعاون

يتميز المنتدى بمشاركة عالمية واسعة، تجمع نخبة من القادة والخبراء وصناع القرار من مختلف دول العالم. هذه المشاركة لا تقتصر على تقديم وجهات نظر متنوعة وحسب، بل تتيح أيضاً فرصاً فريدة لـ تبادل المعرفة والخبرات وتشكيل شراكات استراتيجية دولية. يمثل المنتدى ملتقى لمناقشة التحديات العالمية المشتركة المتعلقة بالابتكار التقني، وسبل التعاون الدولي لمواجهتها.

إن الشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي تضفي على الحدث بعداً عالمياً، وتعزز من مكانة المنتدى كمنصة رئيسية ضمن شبكة مراكز الثورة الصناعية الرابعة التابعة للمنتدى حول العالم. هذه العلاقة تمكن المملكة من الاستفادة من أفضل الممارسات الدولية، والمساهمة في صياغة الأجندة العالمية للثورة الصناعية الرابعة، فضلاً عن جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في القطاعات التقنية الواعدة.

التأثير المتوقع والرؤية المستقبلية

من المتوقع أن يترك المنتدى السعودي الثالث للثورة الصناعية الرابعة تأثيراً عميقاً ومتعدد الأبعاد على المملكة والمنطقة ككل. على الصعيد الاقتصادي، سيساهم في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي غير النفطي، وخلق فرص عمل جديدة وذات قيمة مضافة عالية في القطاعات التقنية المبتكرة. كما أنه سيشجع على ريادة الأعمال والاستثمار في الشركات الناشئة القائمة على التقنية.

على الصعيد الاجتماعي، يمكن أن يؤدي تبني تقنيات 4IR إلى تحسين جودة الحياة من خلال توفير خدمات حكومية أكثر كفاءة، وتطوير البنية التحتية الذكية، وتعزيز الرعاية الصحية والتعليم. كما سيعمل المنتدى على تطوير رأس المال البشري السعودي، من خلال تسليط الضوء على المهارات المستقبلية المطلوبة وتشجيع الشباب على التخصص في مجالات العلوم والتقنية.

يعزز هذا المنتدى مكانة الرياض كـ مركز إقليمي وعالمي للابتكار والقيادة في مجال الثورة الصناعية الرابعة، وهو ما يتماشى تماماً مع طموحات رؤية السعودية 2030 لجعل المملكة نموذجاً رائداً في التنمية والازدهار. يمثل المنتدى خطوة استراتيجية نحو بناء اقتصاد معرفي مستدام، ومجتمع حيوي، ووطن طموح يعتمد على الابتكار كركيزة أساسية لتقدمه.