المتحف المصري الكبير: موعد الافتتاح المرتقب وأسعار التذاكر المبدئية

تتجه أنظار العالم نحو مصر ترقباً للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الصرح الثقافي والحضاري الأضخم الذي يُنتظر أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع السياحة والآثار. ورغم عدم الإعلان عن تاريخ نهائي ومحدد حتى الآن، تشير التصريحات الرسمية إلى أن الافتتاح الكامل أصبح وشيكاً، مع توقعات بأن يتم خلال نهاية عام 2024 أو مطلع عام 2025. وفي غضون ذلك، تم طرح أسعار مبدئية للتذاكر ضمن جولات محدودة تتيح للزوار استكشاف أجزاء من هذا المشروع العملاق.

خلفية عن المشروع الحضاري الضخم

يقع المتحف المصري الكبير على هضبة الأهرامات في الجيزة، ويمتد على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع، مما يجعله أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة. بدأت فكرة المشروع في مطلع الألفية بهدف إنشاء منارة ثقافية عالمية تليق بعظمة التاريخ المصري القديم، وتوفير مساحة عرض حديثة ومجهزة بأحدث التقنيات لحفظ وعرض كنوز مصر الأثرية التي لم تُعرض من قبل. واجه المشروع تحديات عدة على مدار عقدين من الزمن، بدءاً من التمويل ووصولاً إلى الاضطرابات السياسية وجائحة كورونا، مما أدى إلى تأجيل موعد افتتاحه عدة مرات.

مقتنيات فريدة ومجموعة توت عنخ آمون الكاملة

يتميز المتحف باحتوائه على ما يزيد عن 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور المصرية القديمة. وتعد مجموعة كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون هي درة تاج المتحف، حيث سيتم عرضها بالكامل لأول مرة في التاريخ، بما في ذلك أكثر من 5000 قطعة تم اكتشافها في مقبرته عام 1922. إلى جانب ذلك، يستقبل تمثال رمسيس الثاني العظيم الزوار في البهو الرئيسي، كما يضم المتحف مركب خوفو الأول (مركب الشمس) الذي تم نقله بعناية فائقة في عملية هندسية معقدة، بالإضافة إلى آلاف القطع الأخرى التي تم ترميمها ونقلها من المتحف المصري بالتحرير ومخازن وزارة الآثار.

آخر التطورات وموعد الافتتاح

شهدت الفترة الأخيرة تسارعاً في وتيرة العمل للانتهاء من اللمسات النهائية للمشروع. وقد أكد المسؤولون المصريون، وعلى رأسهم وزير السياحة والآثار، أن نسبة الإنجاز في الأعمال الهندسية والإنشائية قد تجاوزت 99%. وفي خطوة تمهيدية، بدأ المتحف في تنظيم جولات إرشادية محدودة في بعض قاعاته المكتملة، مثل البهو العظيم والدرج العظيم، بهدف اختبار الأنظمة التشغيلية وقياس تجربة الزوار قبل الإطلاق الكامل. أما حفل الافتتاح الرسمي، فيُخطط له أن يكون حدثاً عالمياً ضخماً يليق بأهمية المشروع، ومن المتوقع أن يشهد حضور عدد من قادة وزعماء العالم وشخصيات دولية بارزة.

أسعار التذاكر المبدئية المعلنة

قامت إدارة المتحف بتحديد أسعار التذاكر الخاصة بالجولات المحدودة المتاحة حالياً، مع التنويه بأن هذه الأسعار قد تختلف عن تلك التي سيتم اعتمادها بعد الافتتاح الكلي. وقد تم تقسيم الأسعار إلى فئات مختلفة لتناسب جميع الزوار، وهي كالتالي:

الزائر الأجنبي البالغ: 1500 جنيه مصري.
الطالب الأجنبي: 750 جنيهاً مصرياً.
المصريون والعرب البالغون: 300 جنيه مصري.
الطلاب المصريون والعرب: 150 جنيهاً مصرياً.

تشمل هذه التذاكر الدخول إلى المناطق المتاحة حالياً، بينما من المتوقع أن تكون هناك تذاكر إضافية مخصصة للقاعات الرئيسية مثل قاعة توت عنخ آمون عند افتتاحها بشكل كامل.

الأهمية الثقافية والاقتصادية للمشروع

يمثل افتتاح المتحف المصري الكبير حدثاً محورياً لمصر على الصعيدين الثقافي والاقتصادي. ثقافياً، فهو يوفر مركزاً عالمياً للحفاظ على التراث الإنساني ودراسته وعرضه بأسلوب يواكب متاحف القرن الحادي والعشرين. أما اقتصادياً، فيُعول عليه أن يكون قاطرة أساسية لإنعاش قطاع السياحة، وجذب ملايين الزوار سنوياً، مما يساهم في زيادة الدخل القومي وتوفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية وثقافية رائدة على خريطة العالم.