ميسي يُوضح موقفه من مونديال 2026

يُعد ليونيل ميسي، أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والعالمية، محور اهتمام وتكهنات متزايدة بشأن مستقبله الدولي، خاصة مع اقتراب موعد كأس العالم 2026 المقررة في أمريكا الشمالية. بعد قيادته منتخب بلاده لتحقيق اللقب الغالي في مونديال قطر 2022، الذي طال انتظاره، باتت الأنظار تتجه نحو ما إذا كان الساحر الأرجنتيني سيخوض غمار بطولة كأس العالم للمرة السادسة في مسيرته الاستثنائية.

الخلفية والتكهنات المستمرة

بعد تتويجه بلقب كأس العالم في سن 35 عاماً، وهو الإنجاز الذي أكمل خزانة ألقابه وجعله في نظر الكثيرين أعظم لاعب في تاريخ اللعبة، بدأت التساؤلات تتزايد حول إمكانية استمراره مع المنتخب حتى مونديال 2026. ففي ذلك الوقت، سيكون ليونيل ميسي قد بلغ عامه التاسع والثلاثين، وهو عمر يعتبر متقدماً جداً بالنسبة للاعبي كرة القدم على أعلى المستويات، خاصة في بطولة تتطلب جهداً بدنياً هائلاً. هذه التكهنات ليست جديدة، فمنذ فوز الأرجنتين بكأس العالم، ألمح ميسي في عدة مناسبات إلى أن قراره سيعتمد على عدة عوامل، مما أثار حماس الجماهير والقلق في آن واحد.

تصريحات ميسي الأخيرة حول مشاركته المحتملة

في سلسلة من التصريحات المتتالية على مدار الأشهر الماضية، قدم ليونيل ميسي رؤى واضحة حول موقفه من المشاركة في كأس العالم 2026. لم يحسم ميسي قراره بشكل قاطع بالإيجاب أو النفي، مفضلاً ترك الباب مفتوحاً مع ربط الأمر بشكل أساسي بحالته البدنية ومدى قدرته على المنافسة. ففي تصريحات حديثة، أكد ميسي أنه لا يفكر حالياً في المونديال القادم كهدف مباشر، مشيراً إلى أن كل شيء سيعتمد على شعوره الجسدي والذهني في الفترة التي تسبق البطولة. وصرح قائلاً: "سيعتمد الأمر على شعوري، وكيف أكون بدنياً. لا أفكر في ذلك الآن. سأرى ما سيحدث يومياً."

وأضاف أن الهدف الأسمى بالنسبة له كان الفوز بكأس العالم 2022، وأن أي مشاركة مستقبلية ستكون بمثابة مكافأة. هذه التصريحات، التي صدرت في أوقات متفرقة خلال أواخر عام 2023 ومطلع عام 2024، تؤكد أن اللاعب لا يزال يمتلك الرغبة في اللعب ولكن بواقعية كبيرة تتناسب مع متطلبات النخبة الكروية العالمية. كما أشار إلى أن انتقاله إلى إنتر ميامي في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) قد ساعده على الاستمتاع بكرة القدم بشكل أكبر، وهو ما قد يطيل من مسيرته المهنية.

العوامل المؤثرة في قراره النهائي

الحالة البدنية واللياقة: سيبلغ ميسي 39 عاماً وقت البطولة. الحفاظ على مستوى عالٍ من اللياقة البدنية والقدرة على تحمل ضغوط المباريات الدولية المتتالية سيكون التحدي الأكبر.
الرغبة والدافع: بعد تحقيق الحلم الأكبر بالفوز بكأس العالم، قد يختلف مستوى الدافع للمضي قدماً في بطولة أخرى. ومع ذلك، لا يزال ميسي يظهر شغفاً كبيراً باللعب.
ضغط الجماهير والتوقعات: سيكون هناك ضغط هائل من الجماهير الأرجنتينية والعالمية لرؤيته يشارك في الدفاع عن اللقب، لكن ميسي لطالما أظهر قدرة على التعامل مع هذه الضغوط.
موقع البطولة: تقام البطولة في أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة، كندا، المكسيك)، وهي المنطقة التي يقيم فيها ميسي حالياً ويلعب لفريق إنتر ميامي. هذا القرب الجغرافي قد يكون عاملاً إيجابياً.
دور المدرب ليونيل سكالوني: العلاقة القوية بين ميسي والمدرب سكالوني، ودور الأخير في إقناع اللاعب بالاستمرار، قد يكون له تأثير كبير.

ردود الفعل والتوقعات

المدرب ليونيل سكالوني وزملاء ميسي في المنتخب الأرجنتيني لم يخفوا أملهم وتوقعاتهم بأن يستمر قائدهم في قيادة الفريق. فغالباً ما يصرحون بأن وجود ميسي في أي قائمة يمنح الفريق دفعة معنوية وفنية لا تقدر بثمن. الجماهير الأرجنتينية بالطبع تحلم برؤية نجمها يقود "التانغو" للدفاع عن لقبه، وهو شعور تشاطره جماهير كرة القدم حول العالم التي تتمنى مشاهدة ميسي يلعب على أعلى المستويات لأطول فترة ممكنة. خبراء كرة القدم يرون أن ميسي، حتى وإن لم يكن بنفس القدرة البدنية في سن مبكرة، فإن خبرته ورؤيته الفريدة للملعب تظل قيمة لا تعوض.

أهمية هذا الموقف

يُعد موقف ميسي من كأس العالم 2026 ذا أهمية قصوى لعدة أسباب. أولاً، سيؤثر بشكل مباشر على استراتيجية المنتخب الأرجنتيني وخطط إعداد الفريق للبطولة. ثانياً، ستكون مشاركته المحتملة حدثاً تاريخياً، حيث سيصبح أحد اللاعبين القلائل الذين شاركوا في ست بطولات كأس عالم، وربما الأول الذي يدافع عن لقبه في هذا العمر المتقدم. ثالثاً، سيؤثر على الاهتمام العالمي بالبطولة نفسها، حيث يُعد ميسي واحداً من أكبر الأسماء في عالم الرياضة التي تجذب ملايين المشاهدين. ورغم أنه لم يحسم أمره، فإن تصريحاته تمنح الجماهير والأوساط الكروية بصيص أمل وتؤكد أن الباب لا يزال مفتوحاً، مما يبقي حالة الترقب قائمة حتى اللحظة الأخيرة.

في الختام، يظل قرار ليونيل ميسي بشأن كأس العالم 2026 معلقاً على عوامل ذاتية وشخصية، أبرزها حالته البدنية وشغفه المستمر باللعبة. وبينما لم يصدر أي إعلان نهائي، فإن تصريحاته الأخيرة توضح إطار تفكيره، مشيرة إلى أن المشاركة ليست مستحيلة ولكنها مرهونة بمدى شعوره بالقدرة على العطاء في أعلى المستويات. وستبقى أنظار العالم أجمع متجهة نحو الأسطورة الأرجنتينية بانتظار الفصل الأخير في هذه الملحمة الكروية.