البيت الأبيض يشيد بمنح جائزة نوبل للسلام للناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي

أصدر البيت الأبيض بياناً قوياً رحب فيه بقرار لجنة نوبل النرويجية منح جائزة السلام لعام 2023 للناشطة الحقوقية الإيرانية المسجونة نرجس محمدي، في خطوة سلطت الضوء على الموقف الأمريكي الداعم لحقوق الإنسان في إيران. وفي بيان صدر بعد وقت قصير من الإعلان في 6 أكتوبر 2023، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بشجاعة محمدي التي لا تتزعزع، واصفاً الجائزة بأنها تقدير لالتزامها الراسخ ببناء مستقبل أفضل للنساء والرجال في إيران.

تفاصيل الموقف الأمريكي

أكد الرئيس بايدن في بيانه أن منح الجائزة لنرجس محمدي هو بمثابة رسالة واضحة للعالم بأن الأصوات المطالبة بالحرية لا يمكن إسكاتها. ودعت الإدارة الأمريكية الحكومة الإيرانية إلى إطلاق سراحها فوراً مع جميع المدافعين عن حقوق الإنسان المسجونين ظلماً في البلاد. وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة ستواصل دعم الشعب الإيراني في سعيه لتحقيق مستقبل تسوده الحرية والديمقراطية والكرامة، وأن هذه الجائزة تأتي لتكريم جميع الإيرانيين، خاصة النساء والفتيات، الذين يقودون حركة "المرأة، الحياة، الحرية".

ولم يقتصر رد الفعل على الرئيس فقط، بل صدرت تصريحات مماثلة من كبار المسؤولين في الإدارة، بمن فيهم وزير الخارجية، مما يعكس إجماعاً داخل السياسة الخارجية الأمريكية على ضرورة الضغط على طهران في ملف الحريات العامة وحقوق المرأة.

خلفية عن نرجس محمدي والجائزة

تُعد نرجس محمدي واحدة من أبرز المدافعات عن حقوق الإنسان في إيران، وهي نائبة رئيس "مركز المدافعين عن حقوق الإنسان" الذي أسسته شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003. أمضت محمدي سنوات طويلة في السجون الإيرانية بسبب نشاطها، حيث تواجه حالياً حكماً بالسجن لسنوات طويلة بتهم تشمل "الدعاية ضد النظام".

أوضحت لجنة نوبل أن الجائزة مُنحت لها تقديراً "لكفاحها ضد قمع النساء في إيران ونضالها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع". واعتبرت اللجنة أن منحها الجائزة وهي لا تزال خلف القضبان يمثل اعترافاً ودعماً للحركة الاحتجاجية الواسعة التي شهدتها إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني في عام 2022.

الأهمية والتداعيات

يحمل الترحيب الأمريكي بالجائزة أهمية دبلوماسية كبيرة، إذ يأتي في سياق العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني ودور إيران الإقليمي. ويُظهر هذا الموقف أن قضية حقوق الإنسان لا تزال عنصراً محورياً في السياسة الأمريكية تجاه إيران، وأن واشنطن تستخدم مثل هذه المناسبات الدولية لتجديد ضغوطها السياسية والأخلاقية على النظام الإيراني.

على الصعيد الدولي، انضم موقف البيت الأبيض إلى موجة واسعة من الإشادة بقرار لجنة نوبل من قبل الحكومات الغربية والمنظمات الحقوقية العالمية، التي دعت بدورها إلى إطلاق سراح محمدي. في المقابل، أدانت الحكومة الإيرانية القرار، واصفة إياه بأنه "تدخل في الشؤون الداخلية" وخطوة "مُسيّسة" تهدف إلى تشويه صورة البلاد.

الدعم الدولي: الجائزة عززت من مكانة محمدي كرمز عالمي للنضال السلمي.
الضغط على إيران: يزيد التكريم من الضغوط الدولية على طهران لتحسين سجلها في حقوق الإنسان.
رمزية الحركة: يُنظر إلى الجائزة على أنها تكريم مباشر لحركة "المرأة، الحياة، الحرية" وشجاعة المحتجين في الشارع الإيراني.

في الختام، يعكس تعليق البيت الأبيض على جائزة نوبل للسلام استراتيجية واضحة لدعم الأصوات المعارضة داخل إيران، ويعزز السردية الدولية التي تصور النظام الإيراني ككيان قمعي، مما يضع قضية نرجس محمدي في قلب الاهتمام العالمي.