ميريام أديلسون: الطبيبة الإسرائيلية التي أصبحت من أغنى نساء العالم وذات نفوذ سياسي واسع

تُعد ميريام أديلسون شخصية بارزة تجمع بين الطب والثروة الهائلة والنفوذ السياسي العميق في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. بعد وفاة زوجها، قطب الكازينوهات شيلدون أديلسون، ورثت حصة الأغلبية في شركة "لاس فيغاس ساندز"، مما جعلها واحدة من أغنى النساء في العالم. لكن تأثيرها يتجاوز عالم الأعمال، حيث تُعرف بأنها من أكبر المانحين السياسيين للقضايا اليمينية والمحافظة، مما يمنحها صوتاً قوياً في تشكيل السياسات على الساحة الدولية.

خلفية عن مسيرتها المهنية والشخصية

وُلدت ميريام فاربستين في فلسطين الانتدابية عام 1945 ونشأت في مدينة حيفا. تابعت مسيرتها الأكاديمية في مجال الطب، حيث تخرجت من كلية الطب بجامعة تل أبيب وتخصصت في الطب الباطني. في وقت لاحق، ركزت أبحاثها وممارستها الطبية على علاج الإدمان، وأسست مراكز لعلاج مدمني المخدرات في تل أبيب ولاس فيغاس. كان لعملها في هذا المجال دور كبير في تشكيل جزء من هويتها العامة كطبيبة وخبيرة في الصحة العامة قبل أن تصبح معروفة على نطاق أوسع كفاعلة سياسية.

كان زواجها من رجل الأعمال الأمريكي شيلدون أديلسون في عام 1991 نقطة تحول رئيسية في حياتها. وقد تشاركا معاً رؤى سياسية واقتصادية متوافقة، حيث عملا سوياً على بناء إمبراطورية أعمال ضخمة ودعم القضايا التي يؤمنان بها، وعلى رأسها دعم الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة وتعزيز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من منظور يميني.

مصادر الثروة وإمبراطورية الأعمال

تأتي الثروة الرئيسية لميريام أديلسون من حصتها في شركة "لاس فيغاس ساندز"، وهي واحدة من أكبر شركات الكازينوهات والمنتجعات المتكاملة في العالم. بعد وفاة زوجها في عام 2021، أصبحت المساهم الأكبر في الشركة، مما وضعها على رأس قائمة أغنى الشخصيات في العالم. ورغم أن مصدر الثروة مرتبط بصناعة الترفيه والمقامرة، إلا أن عائلة أديلسون وظفت هذه الموارد المالية بشكل استراتيجي لتحقيق أهداف سياسية واضحة.

التأثير السياسي في الولايات المتحدة وإسرائيل

يُعتبر نفوذ ميريام أديلسون السياسي نتاجاً مباشراً لدعمها المالي السخي. هي وزوجها الراحل كانا من أكبر المتبرعين للحزب الجمهوري الأمريكي على الإطلاق، حيث قدما مئات الملايين من الدولارات لدعم الحملات الانتخابية للمرشحين الجمهوريين، بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب.

في الولايات المتحدة: كان دعمهما حاسماً في تعزيز سياسات معينة، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. وقد أشاد ترامب علناً بميريام في مناسبات عدة، بما في ذلك خلال خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي، معتبراً إياها صديقة عظيمة وداعمة قوية.
في إسرائيل: تمتلك أديلسون صحيفة "إسرائيل هيوم" (إسرائيل اليوم)، وهي صحيفة مجانية التوزيع وواحدة من أكثر الصحف انتشاراً في إسرائيل. استخدمت الصحيفة كمنصة لدعم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وسياساته اليمينية، مما منحها تأثيراً كبيراً على الرأي العام الإسرائيلي.

تقدير وتكريمات بارزة

نتيجة لنشاطها السياسي ودعمها المالي، حظيت ميريام أديلسون بالعديد من التكريمات. في عام 2018، منحها الرئيس دونالد ترامب وسام الحرية الرئاسي، وهو أرفع وسام مدني في الولايات المتحدة، تقديراً لعملها الخيري في مجال أبحاث الإدمان ودعمها للقضايا السياسية. كما تم تكريمها من قبل منظمات صهيونية، مثل حصولها على "وسام صهيون" من حركة "إم ترتسو" اليمينية في إسرائيل، تقديراً لجهودها في تعزيز الهوية الصهيونية ودعم دولة إسرائيل. تعكس هذه الجوائز مكانتها كشخصية محورية في دوائر السياسة المحافظة والمؤيدة لإسرائيل على مستوى العالم.