أبو ريدة يكشف كواليس طلبه تأجيل مباريات بيراميدز لدعم المنتخب في كأس العرب

كشف هاني أبو ريدة، عضو المجلس التنفيذي في الاتحادين الدولي (فيفا) والإفريقي (كاف) لكرة القدم، عن كواليس طلبه من أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية المصرية المحترفة، تأجيل مباريات نادي بيراميدز التي كانت مقررة خلال فترة إقامة بطولة كأس العرب 2021. جاء هذا الطلب في إطار السعي لدعم المنتخب الوطني المصري وتوفير كافة الظروف الملائمة لتركيز لاعبيه خلال البطولة التي أقيمت في قطر أواخر عام 2021.

خلفية الأزمة: تضارب المواعيد بين الدوري وكأس العرب

تزامن انطلاق بطولة كأس العرب 2021، التي نظمها الفيفا، مع استمرار منافسات الدوري المصري الممتاز، مما خلق تحدياً كبيراً للأندية التي تم استدعاء عدد من لاعبيها للمشاركة مع المنتخب الوطني. كان نادي بيراميدز من بين أكثر الأندية تضرراً، حيث ضم المنتخب في قائمته عدداً من أعمدته الأساسية، مما كان سيؤثر بشكل كبير على قدرته التنافسية في المباريات المحلية المقررة خلال نفس الفترة.

أدت هذه الظروف إلى نشوء نقاش واسع في الأوساط الرياضية المصرية حول كيفية الموازنة بين مصلحة المنتخب الوطني، الذي يمثل الدولة في محفل دولي هام، وبين التزامات الأندية وحقوقها في خوض المنافسات بكامل قوتها لضمان مبدأ تكافؤ الفرص.

تفاصيل طلب أبو ريدة ودوافعه

أوضح هاني أبو ريدة في تصريحات إعلامية آنذاك، أنه تواصل بشكل مباشر مع أحمد دياب بصفته مسؤولاً عن إدارة وتنظيم مسابقة الدوري، ونقل إليه ضرورة النظر في تأجيل مباراتي بيراميدز. وشدد أبو ريدة على أن طلبه لم يكن يهدف إلى محاباة نادٍ بعينه، بل كان ينبع من رؤية أوسع تضع مصلحة المنتخب المصري في المقام الأول. كان الهدف الأساسي هو ضمان عدم تشتيت اللاعبين الدوليين بين مهامهم مع المنتخب والتزاماتهم مع أنديتهم، بالإضافة إلى تجنيب نادي بيراميدز خوض مباريات حاسمة في الدوري وهو منقوص من لاعبيه الأساسيين.

أشار أبو ريدة إلى أن دعم المنتخبات الوطنية هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع عناصر المنظومة الكروية، بما في ذلك الاتحاد ورابطة الأندية والأندية نفسها، وأن مثل هذه المواقف تتطلب مرونة وتنسيقاً عالي المستوى لتجاوز التحديات التنظيمية.

موقف رابطة الأندية والتحديات اللوجستية

من جانبها، وجدت رابطة الأندية المحترفة برئاسة أحمد دياب نفسها أمام موقف معقد. فبينما كان هناك تفهم كامل لأهمية دعم المنتخب، كان هناك أيضاً ضغط كبير لضمان انتظام جدول الدوري وتجنب التأجيلات التي قد تؤدي إلى تراكم المباريات لاحقاً في الموسم، وهو ما يمثل تحدياً لوجستياً كبيراً. كانت الرابطة، التي كانت حديثة التأسيس في ذلك الوقت، حريصة على إثبات قدرتها على إدارة المسابقة بكفاءة ووفق جدول زمني محدد مسبقاً.

دارت النقاشات حول إيجاد حل يرضي جميع الأطراف، حيث تم بحث إمكانية إعادة جدولة المباريات المتأثرة في تواريخ لاحقة لا تتعارض مع الارتباطات الأخرى للأندية أو المنتخب.

الأهمية والتأثير

تكمن أهمية هذه الواقعة في أنها سلطت الضوء على العلاقة التنظيمية بين مختلف الهيئات المسؤولة عن كرة القدم في مصر، وكشفت عن تحدي "النادي مقابل المنتخب" الذي يظهر بشكل متكرر في عالم كرة القدم. كما أبرزت الدور الذي يلعبه شخصيات نافذة مثل هاني أبو ريدة، بخبرته الدولية، في التنسيق بين الجهات المختلفة لحل المشكلات الطارئة. في النهاية، شكلت هذه الأزمة اختباراً لقدرة رابطة الأندية الجديدة على التعامل مع الضغوط وتحقيق التوازن بين المتطلبات المتنافسة لضمان سير كل من المسابقات المحلية والمشاركات الدولية بنجاح.