هيئة الأفلام السعودية تختتم مؤتمر النقد السينمائي في الرياض تحت شعار "السينما.. فن المكان"

اختتمت هيئة الأفلام السعودية في الرياض مطلع نوفمبر 2023 فعاليات مؤتمر النقد السينمائي الأول، الذي أقيم تحت شعار "السينما.. فن المكان". يمثل هذا المؤتمر، الذي شهد مشاركة واسعة من نقاد سينمائيين وأكاديميين ومخرجين من داخل المملكة وخارجها، علامة فارقة في المشهد الثقافي والسينمائي السعودي المتنامي. وقد استمرت فعالياته لعدة أيام، وشهدت نقاشات معمقة حول مستقبل النقد السينمائي ودوره في صناعة السينما.

خلفية المؤتمر وأهدافه

يأتي تنظيم هذا المؤتمر ضمن جهود هيئة الأفلام السعودية لدعم وتطوير قطاع السينما في المملكة، وذلك من خلال تعزيز ثقافة النقد السينمائي وتأكيد أهميته كجزء لا يتجزأ من العملية الإبداعية. كانت الأهداف الرئيسية للمؤتمر تتمثل في:

إثراء الحوار حول النقد السينمائي وقضاياه المعاصرة.
تسليط الضوء على العلاقة بين السينما والمكان، وكيف يؤثر المحيط الجغرافي والثقافي في الرواية الفيلمية.
توفير منصة لتبادل الخبرات والمعارف بين النقاد السينمائيين والمهتمين بالصناعة.
تشجيع الجيل الجديد من النقاد السعوديين ودعم مساهماتهم في هذا المجال.

وقد أكدت الهيئة أن النقد السينمائي يمثل ركيزة أساسية لتطور الصناعة، حيث يسهم في رفع مستوى الوعي الفني لدى الجمهور ويقدم توجيهات قيّمة للمخرجين والمنتجين.

أبرز فعاليات ومحاور المؤتمر

على مدار ثلاثة أيام، تضمن المؤتمر مجموعة متنوعة من الجلسات الحوارية وورش العمل المتخصصة التي تناولت محاور متعددة. من أبرز هذه المحاور:

دور النقد السينمائي في العصر الرقمي: ناقشت الجلسات التحديات التي يواجهها النقد التقليدي في ظل انتشار المنصات الرقمية وتزايد المحتوى السينمائي، وكيف يمكن للنقد أن يتكيف ويحافظ على فاعليته.
السينما والمكان: ركزت عدة جلسات على شعار المؤتمر، "السينما.. فن المكان"، مستكشفة كيف تعكس الأفلام الهوية الثقافية والجغرافية، وكيف يمكن للمكان أن يصبح شخصية رئيسية في الفيلم. وقد تم استعراض أمثلة من السينما السعودية والعربية والعالمية.
مستقبل السينما السعودية والنقد المحلي: خصصت أجزاء من المؤتمر لمناقشة التطورات المتسارعة في السينما السعودية، والفرص والتحديات التي تواجه صناع الأفلام والنقاد السعوديين. وتم طرح رؤى حول كيفية بناء قاعدة نقدية قوية تدعم هذا النمو.
منهجيات النقد السينمائي: تناولت ورش العمل والنقاشات الأكاديمية الأسس المنهجية للنقد، بدءاً من التحليل السردي والبصري وصولاً إلى النقد الاجتماعي والثقافي للأفلام.

وقد شارك في هذه الفعاليات نخبة من أبرز الأسماء في مجال النقد السينمائي، مما أثرى النقاشات وقدم منظورات متنوعة للحاضرين.

أهمية الحدث وتداعياته

تكتسب هذه الفعالية أهمية خاصة كونها المرة الأولى التي تستضيف فيها المملكة مؤتمراً بهذا الحجم والتخصص في مجال النقد السينمائي. تعكس هذه المبادرة التزام هيئة الأفلام السعودية ليس فقط بدعم إنتاج الأفلام، بل أيضاً بتعزيز البنية التحتية الفكرية والثقافية المحيطة بها. من المتوقع أن يكون للمؤتمر تأثيرات إيجابية عدة، منها:

تطوير الكوادر النقدية: من خلال تبادل الخبرات وورش العمل، يسهم المؤتمر في صقل مهارات النقاد الحاليين وتأهيل جيل جديد.
إثراء المحتوى السينمائي: النقد البناء يشجع صناع الأفلام على تقديم أعمال ذات جودة أعلى وعمق فكري أكبر.
تعزيز مكانة المملكة الثقافية: استضافة مثل هذه الفعاليات تضع الرياض كمركز إقليمي للحوار الفني والثقافي، وتساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 المتعلقة بتعزيز جودة الحياة والثقافة.

وقد أشار المنظمون إلى أن نجاح هذا المؤتمر يمهد الطريق لإطلاق مبادرات مستقبلية تهدف إلى ترسيخ مكانة النقد السينمائي كرافد أساسي للنهضة السينمائية في السعودية.