نصيحة خبيرة تجميل: السمسم بديل طبيعي واعد للواقي الشمسي في الصيف

في ظل الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة وموجات الصيف الحارة التي تشهدها المنطقة، تتزايد الحاجة إلى حماية فعالة للبشرة من أشعة الشمس الضارة. وفي هذا السياق، برز اهتمام متجدد بالحلول الطبيعية للعناية بالبشرة. وقد ألقت خبيرة التجميل هويدا نصار الضوء مؤخراً على وصفة طبيعية بالسمسم، مقترحةً إياها كبديل أو مكمل محتمل للواقي الشمسي التقليدي خلال أشهر الصيف.

الخلفية: تحديات الصيف وحماية البشرة

تتعرض البشرة في فصل الصيف للكثير من التحديات، أبرزها الأشعة فوق البنفسجية (UV) التي تسبب حروق الشمس، والشيخوخة المبكرة، وحتى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد على المدى الطويل. لطالما كان الواقي الشمسي الكيميائي أو الفيزيائي هو الحل الأمثل الموصى به من قبل أطباء الجلد، لكن مع تزايد الوعي بالمكونات الكيميائية ورغبة البعض في تبني أساليب أكثر طبيعية للعناية بالجمال، يبحث الكثيرون عن بدائل آمنة وفعالة. يأتي هذا الاهتمام المتجدد بالمواد الطبيعية كجزء من توجه عالمي نحو الصحة الشاملة والمنتجات الصديقة للبيئة.

الوصفة الطبيعية بالسمسم: التفاصيل والفوائد

وفقًا لـ خبيرة التجميل هويدا نصار، يمكن لزيت السمسم النقي، المستخلص من بذور السمسم، أن يوفر طبقة حماية طبيعية للبشرة، بالإضافة إلى فوائده المغذية والمرطبة. تقترح نصار استخدام زيت السمسم كجزء من روتين العناية اليومي بالبشرة في الصيف، لاسيما لأولئك الذين يفضلون المكونات الطبيعية. وتستند هذه التوصية إلى الخصائص المعروفة للسمسم:

مضادات الأكسدة: يحتوي السمسم على مركبات قوية مضادة للأكسدة مثل السيسامول والسيسامين، والتي تساعد في مكافحة الجذور الحرة الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس، وبالتالي تقلل من تلف الخلايا وتبطئ علامات الشيخوخة.
مرطبات طبيعية: زيت السمسم غني بالأحماض الدهنية الأساسية التي تساعد على ترطيب البشرة بعمق والحفاظ على حاجزها الواقي، مما يجعلها أكثر مرونة ومقاومة للجفاف الذي قد يسببه التعرض للشمس والحرارة.
فيتامينات ومعادن: يضم السمسم فيتامينات مثل فيتامين E، المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة والمفيدة لصحة الجلد، بالإضافة إلى معادن مثل الزنك والنحاس والمغنيسيوم التي تلعب دورًا في تجديد الخلايا وصيانة البشرة.
خصائص مضادة للالتهابات: قد تساعد بعض مكونات السمسم في تهدئة البشرة وتقليل الالتهابات الناتجة عن التعرض للشمس.

وتشير نصار إلى أن الوصفة تتضمن عادة تدليك البشرة بزيت السمسم النقي قبل التعرض للشمس بفترة كافية، مع إمكانية مزجه بزيوت طبيعية أخرى أو خلاصات نباتية لتعزيز الفعالية والرائحة.

مقارنة مع الواقي الشمسي التقليدي

لطالما كان الواقي الشمسي التجاري هو الركيزة الأساسية في الحماية من الشمس، بفضل قدرته المحددة والمقاسة (SPF) على حجب الأشعة فوق البنفسجية. ومع ذلك، تثير بعض الواقيات الكيميائية مخاوف بشأن امتصاصها في مجرى الدم وتأثيراتها المحتملة على الهرمونات، بالإضافة إلى تأثيرها البيئي على الشعاب المرجانية. في المقابل، يقدم زيت السمسم بديلاً طبيعيًا قد يكون أقل تكلفة وأكثر توافقًا مع الرغبة في استخدام منتجات خالية من المواد الكيميائية الاصطناعية. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن الحماية التي يوفرها زيت السمسم قد لا تكون مكافئة للحماية العالية التي يوفرها الواقي الشمسي ذو عامل حماية شمسي (SPF) مرتفع، خاصة في حالات التعرض الشديد أو لفترات طويلة.

التوصيات والتحذيرات

بينما يمكن أن يكون زيت السمسم إضافة قيمة لروتين العناية بالبشرة الصيفي، من الضروري التعامل مع هذه التوصيات بحذر. خبيرة التجميل هويدا نصار وغيرهم من الخبراء يؤكدون أن الوصفات الطبيعية، على الرغم من فوائدها، قد لا توفر نفس مستوى الحماية الذي تقدمه منتجات الواقي الشمسي المصممة خصيصًا بمعامل حماية شمسي محدد (SPF). لذلك، يُنصح بما يلي:

لا تستبدل بالكامل: لا يجب اعتبار زيت السمسم بديلاً كاملاً للواقي الشمسي التقليدي، خاصة للأشخاص ذوي البشرة الحساسة أو الذين يخططون للتعرض للشمس لفترات طويلة.
استخدمه كعامل مساعد: يمكن استخدامه كطبقة مغذية ومرطبة داعمة، بالتزامن مع استخدام واقي شمسي موثوق به.
تدابير حماية إضافية: يجب الاستمرار في اتباع تدابير الحماية الأخرى، مثل ارتداء الملابس الواقية، والقبعات واسعة الحواف، والنظارات الشمسية، والبحث عن الظل خلال ساعات الذروة (من 10 صباحًا حتى 4 عصرًا).
اختبار الحساسية: يُنصح دائمًا بإجراء اختبار حساسية على منطقة صغيرة من الجلد قبل استخدام أي منتج طبيعي جديد على نطاق واسع.
استشارة الخبراء: للحصول على أفضل نصيحة لحالتك الجلدية الفردية، يُفضل دائمًا استشارة طبيب جلدية أو خبير عناية بالبشرة.

تُظهر هذه التوصيات تزايد الاهتمام بالحلول الطبيعية والمتكاملة للعناية بالبشرة. وبينما يقدم زيت السمسم فوائد مغذية ومضادة للأكسدة، فإنه يمثل جزءًا من منظومة أوسع للحماية من الشمس، لا يلغي أهمية الواقيات الشمسية المثبتة علمياً، بل يكملها لمن يبحثون عن نهج أكثر شمولية وطبيعية للعناية بجمالهم وصحتهم في الصيف. (نشرت هذه المعلومات في أواخر ربيع عام 2024 ضمن سياق الاستعداد لموسم الصيف).