RAKICI تطلق مبادرة متكاملة لتدريب خريجي تكنولوجيا المعلومات وتمكين ذوي الإعاقة

أعلنت شركة RAKICI، إحدى الشركات الرائدة في قطاع التكنولوجيا، عن إطلاق مبادرة متكاملة ومبتكرة في جمهورية مصر العربية تهدف إلى تأهيل خريجي تكنولوجيا المعلومات وصقل مهاراتهم، بالإضافة إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في سوق العمل الرقمي. تأتي هذه المبادرة، التي تم الكشف عنها في أكتوبر 2023، في إطار التزام الشركة بالمسؤولية المجتمعية والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في ظل التوسع المتسارع للاقتصاد الرقمي والحاجة الملحة للكفاءات المتخصصة.

خلفية وأهمية المبادرة

يواجه سوق العمل المصري تحديات متمثلة في الفجوة بين المهارات التي يمتلكها خريجو تكنولوجيا المعلومات ومتطلبات الصناعة الحديثة. فبينما تتجه مصر بخطى ثابتة نحو التحول الرقمي الشامل، تزداد الحاجة إلى كوادر تقنية مؤهلة قادرة على قيادة هذا التحول. في الوقت ذاته، يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة حواجز متعددة تعيق وصولهم إلى فرص التعليم والتدريب والتوظيف اللائق، على الرغم من امتلاك العديد منهم لإمكانيات وقدرات كبيرة يمكن استثمارها لدعم القطاع التكنولوجي.

تدرك شركة RAKICI أن تمكين هذه الشرائح من المجتمع ليس مجرد واجب إنساني واجتماعي، بل هو استثمار حيوي في رأس المال البشري ورافد أساسي للنمو الاقتصادي. ومن هذا المنطلق، تسعى المبادرة إلى توفير بيئة تعليمية شاملة وتدريب عملي مكثف يضمن تزويد المشاركين بالمهارات التقنية والشخصية اللازمة للتفوق في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، تطوير البرمجيات، وتحليل البيانات.

تفاصيل المبادرة ومكوناتها

تركز المبادرة على تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية، أبرزها:

رفع مستوى الكفاءة التقنية: تقديم برامج تدريب متخصصة تتوافق مع أحدث التطورات العالمية واحتياجات سوق العمل.
تطوير المهارات الشخصية: صقل مهارات الاتصال، حل المشكلات، العمل الجماعي، والقيادة، والتي تُعد ضرورية للنجاح المهني.
تسهيل التوظيف: بناء جسور بين الخريجين والشركات، وتوفير فرص تدريب عملي ومساعدة في إيجاد وظائف مناسبة.
تعزيز الدمج الشامل: تصميم برامج تدريبية وموارد تعليمية تراعي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير الدعم اللازم لضمان مشاركتهم الفعالة.

يشمل البرنامج التدريبي وحدات متقدمة في مجالات حيوية مثل علوم البيانات، تطوير التطبيقات السحابية، إدارة الشبكات، وتكنولوجيا البلوك تشين. ويتم تقديم هذه الدورات من قبل خبراء ومتخصصين في المجال، مع التركيز على التطبيق العملي والمشاريع الواقعية لضمان اكتساب المشاركين لخبرة عملية قابلة للتطبيق مباشرة في بيئة العمل.

لضمان أقصى درجات النجاح والوصول، تتعاون RAKICI مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين من الهيئات الحكومية المصرية، بما في ذلك وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في دعم ذوي الإعاقة. يهدف هذا التعاون إلى توفير الدعم اللوجستي والفني اللازمين، وتوسيع نطاق المبادرة لتشمل أكبر عدد ممكن من المستفيدين.

التأثير المتوقع وآفاق المستقبل

تُعد هذه المبادرة خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر، وستسهم بشكل مباشر في:

دعم الاقتصاد الرقمي: من خلال رفد سوق العمل بكفاءات تقنية عالية، مما يعزز القدرة التنافسية للقطاع التكنولوجي المصري.
تقليل معدلات البطالة: خاصة بين الشباب خريجي تكنولوجيا المعلومات، وتوفير فرص عمل مستقرة وذات دخل جيد.
تعزيز الدمج الاجتماعي: بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المساهمة الفعالة في المجتمع والاقتصاد، مما يحسن جودة حياتهم ويعزز كرامتهم.
بناء نموذج يحتذى به: للشركات الأخرى في تبني مبادرات المسؤولية المجتمعية ذات الأثر العميق والمستدام.

وفي تصريحات سابقة حول أهمية تمكين الشباب وصقل مهاراتهم، أشار مسؤولون حكوميون مصريون إلى أن هذا التوجه يمثل استثمارًا حقيقيًا في مستقبل مصر الرقمي، مؤكدين على أهمية الشراكات بين القطاع الخاص والحكومة لتحقيق هذه الرؤية.

الخطوات المستقبلية

لا تقتصر المبادرة على مرحلة التدريب فحسب، بل تمتد لتشمل دعمًا لما بعد التخرج، حيث تخطط RAKICI لإطلاق منتدى توظيفي أول قبل نهاية العام الجاري (2023). سيعمل هذا المنتدى كمنصة حيوية لربط الخريجين المؤهلين بالشركات الباحثة عن الكفاءات التقنية، مما يضمن تحويل التدريب إلى فرص عمل حقيقية ومستدامة. وتطمح الشركة إلى تطوير المبادرة وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من المحافظات والتخصصات التقنية في المستقبل، لتبقى في صدارة الجهود الرامية إلى بناء مجتمع رقمي شامل ومستدام في مصر.