آرسين فينغر يشكر قطر على استضافتها لبطولة كأس العالم تحت 17 عاماً
عبر الفرنسي آرسين فينغر، الرئيس الحالي لتطوير كرة القدم العالمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، عن تقديره وشكره لدولة قطر لاستضافتها المرتقبة لبطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً. تأتي تصريحات فينغر في أعقاب قرار مجلس الفيفا في فبراير 2024 بمنح قطر حق استضافة خمس نسخ متتالية من البطولة، وذلك بدءاً من عام 2025 وحتى عام 2029. هذا القرار يمثل نقلة نوعية في تاريخ البطولة، لا سيما مع التوسع الكبير في عدد المنتخبات المشاركة.
وتجدر الإشارة إلى أن البطولة بنسختها الجديدة ستشهد مشاركة 48 منتخباً وطنياً، وهو ما يشكل زيادة ملحوظة عن الصيغ السابقة. وقد ركز فينغر في تصريحاته على أهمية هذا التوسع، مشيراً إلى أن مشاركة هذا العدد من الدول يمثل ما يقارب ربع دول العالم، مما يوفر فرصاً غير مسبوقة للمواهب الشابة على مستوى الكوكب لإبراز قدراتها وتطوير مهاراتها في بيئة تنافسية دولية.
خلفية القرار التاريخي للفيفا
يعكس قرار مجلس الفيفا بمنح قطر استضافة بطولة كأس العالم تحت 17 عاماً لعدة نسخ متتالية استراتيجية جديدة من الاتحاد الدولي تهدف إلى تعزيز الاستقرار وتوفير بيئة مثالية لتطوير كرة القدم للشباب. وقد جاء اختيار قطر استناداً إلى سجلها الحافل في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، وأبرزها استضافة كأس العالم للكبار عام 2022. هذه التجربة الثرية، بالإضافة إلى البنية التحتية المتطورة والمرافق الرياضية عالمية المستوى التي أصبحت جاهزة، جعلت من قطر خياراً مثالياً لاستضافة هذا الحدث الهام.
كما أن الفيفا تسعى من خلال هذه الاستضافة المركزية والممتدة إلى بناء إرث مستدام للبطولة، وتوفير تجربة متكاملة للمنتخبات المشاركة، بدءاً من المنشآت التدريبية وصولاً إلى أماكن الإقامة والنقل. ويهدف هذا النهج إلى تقليل التكاليف اللوجستية على المدى الطويل، والتركيز بشكل أكبر على الجوانب الفنية والتطويرية للبطولة.
دلالات تصريحات فينغر وأهمية التوسع
بوصفه أحد أبرز العقول الكروية في العالم وخبيراً في اكتشاف وتطوير المواهب، تحمل كلمات آرسين فينغر وزناً كبيراً. فإن شكره لدولة قطر يؤكد على الثقة في قدرتها التنظيمية والتزامها بدعم كرة القدم. أما تركيزه على عدد المنتخبات المشاركة (48 منتخباً) فهو يسلط الضوء على البعد الشمولي والرؤية العالمية للفيفا في جعل كرة القدم متاحة لأكبر شريحة ممكنة من الدول.
إن تمثيل 25% من دول العالم في بطولة واحدة للناشئين ليس مجرد رقم، بل هو مؤشر على:
- تعزيز الشمولية: منح الفرصة لدول ربما لم تتمكن من التأهل في ظل النظام القديم للمشاركة في محفل عالمي.
- اكتشاف المواهب: توسيع قاعدة اكتشاف المواهب الشابة من مختلف القارات والثقافات، مما يثري مستقبل كرة القدم العالمية.
- التطوير المستدام: تحفيز الاتحادات الوطنية على الاستثمار في برامج الناشئين لديها، بهدف المنافسة على أعلى المستويات.
- التبادل الثقافي: توفير منصة فريدة للاعبين الشباب للتعرف على ثقافات ولغات مختلفة، مما يعزز روح الرياضة العالمية.
هذا التوسع يتوافق تماماً مع مهمة فينغر في الفيفا، التي تركز على الارتقاء بمستوى اللعبة وتطويرها على مستوى العالم، بدءاً من الفئات العمرية الصغيرة.
التأثير المستقبلي على كرة القدم العالمية
من المتوقع أن يكون لاستضافة قطر المتواصلة لكأس العالم تحت 17 عاماً، بالتعاون مع رؤية الفيفا التوسعية، تأثيرات إيجابية بعيدة المدى على مستقبل كرة القدم. فبالإضافة إلى الفرص المباشرة للاعبين والمنتخبات، ستسهم هذه البطولات في:
- تطوير الكفاءات الفنية: من خلال الاحتكاك بمدارس كروية متنوعة، سيكتسب اللاعبون والمدربون خبرات قيمة.
- بناء الإرث: ستترك كل نسخة من البطولة إرثاً من الخبرات والمعرفة التي يمكن للدول المشاركة الاستفادة منها.
- زيادة الشعبية: جذب المزيد من الاهتمام بكرة القدم للشباب، وربما إلهام أجيال جديدة من اللاعبين والمشجعين.
- تعزيز مكانة قطر: ترسيخ مكانة قطر كمركز عالمي للرياضة، ليس فقط في استضافة الأحداث الكبرى، بل في المساهمة الفاعلة في تطويرها.
وفي الختام، تعكس تصريحات آرسين فينغر حول استضافة قطر وتوسع البطولة رؤية طموحة لمستقبل كرة القدم العالمية، حيث يتم التركيز على الشمولية والتطوير المستمر للمواهب الشابة، مما يضمن أن تظل اللعبة الأكثر شعبية في العالم مزدهرة ومتاحة للجميع.




