أبرز لحظات مواجهة مصر وفنزويلا في مونديال الناشئين تحت 17 عامًا
في يوم 7 سبتمبر 1997، واجه منتخب مصر للناشئين نظيره الفنزويلي في مباراة حاسمة ضمن مرحلة المجموعات ببطولة كأس العالم تحت 17 عامًا. بصفتها الدولة المضيفة، دخلت مصر البطولة بآمال عريضة، حيث أقيمت المباراة على استاد بورسعيد وسط حضور جماهيري كبير. شكلت هذه المواجهة لحظة محورية في مشوار الفراعنة الصغار، حيث كانت ستحدد مسارهم في هذه البطولة العالمية المرموقة.

خلفية المباراة وأهميتها
شكلت استضافة بطولة كأس العالم للناشئين عام 1997 حدثًا كبيرًا لمصر، مما أبرز دورها كمنظم لبطولة كرة قدم دولية كبرى. أوقعت القرعة المنتخب المصري في مجموعة صعبة ضمت إسبانيا، القوة الكروية المعروفة، إلى جانب كوستاريكا وفنزويلا. بالنسبة للمنتخب المصري، كانت البداية القوية ضرورية لبناء الزخم وتأمين طريق نحو الأدوار الإقصائية، خاصة مع حمله لضغوط وتطلعات الجماهير المصرية.
على الجانب الآخر، وصل منتخب فنزويلا إلى البطولة بهدف ترك بصمة على الساحة العالمية. لذلك، لم تكن المباراة مجرد صراع على النقاط، بل كانت أيضًا تتعلق بالفخر الوطني والرغبة في إثبات الذات أمام البلد المضيف في مواجهة افتتاحية مرتقبة لكلا الفريقين في المجموعة.
أحداث اللقاء وتفاصيله
جاءت المباراة متوترة وتنافسية إلى حد كبير، حيث أظهر كلا الفريقين مزيجًا من الطاقة الشبابية والانضباط التكتيكي. على الرغم من ميزة اللعب على أرضه، وجد المنتخب المصري صعوبة في اختراق الدفاع الفنزويلي المنظم. وشهد اللقاء مفاجأة بتقدم فنزويلا في النتيجة، مما أدى إلى صمت مؤقت في المدرجات. جاء الهدف عن طريق الموهبة الشابة خورخي "زوردو" روخاس، الذي أصبح لاحقًا شخصية بارزة في كرة القدم الفنزويلية.
لكن الفراعنة الصغار ردوا بعزيمة وإصرار. وبدعم من الجماهير، كثفوا من هجماتهم ونجحوا في إدراك التعادل. سجل هدف مصر المهاجم الواعد أحمد بلال، الذي أظهر حسه التهديفي في تلك اللحظة. أعاد هدف بلال الحماس إلى الملعب وأعاد مصر إلى أجواء المباراة. انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي بنتيجة 1-1، وهي نتيجة عكست التكافؤ بين الفريقين.
ما بعد المباراة وتأثيرها
أبقى التعادل الإيجابي 1-1 كلا الفريقين برصيد نقطة واحدة، مما جعل مهمة التأهل من دور المجموعات أكثر صعوبة. بالنسبة لمصر، اعتُبرت النتيجة مخيبة للآمال بعض الشيء، نظرًا لكونها الدولة المضيفة. لم يتمكن المنتخب من تحقيق الانتصارات اللازمة في مبارياته التالية، ليودع البطولة في النهاية من مرحلة المجموعات بعد احتلاله المركز الثالث خلف إسبانيا وكوستاريكا، كما فشلت فنزويلا أيضًا في التأهل.
على الرغم من الخروج المبكر للفريق، كانت البطولة تجربة قيمة للاعبين المصريين الشباب. انطلق العديد من أعضاء ذلك الجيل، وأبرزهم الهداف أحمد بلال، لتحقيق مسيرات احترافية ناجحة مع أندية كبرى في مصر ومع المنتخب الوطني الأول. تظل المباراة لحظة لا تُنسى في تاريخ كرة القدم المصرية للشباب، حيث ترمز إلى الفخر والضغوط المصاحبة للمنافسة على أرض الوطن في إحدى بطولات كأس العالم.





