أحداث دوري الأبطال: انتصار كبير للسيتي، إنجاز تاريخي لبافوس، وتعادل محبط لتشلسي
شهدت الأمسية الكروية الأخيرة في دوري أبطال أوروبا مجموعة من النتائج المتباينة التي رسمت ملامح جديدة للمنافسة في دور المجموعات. تألق مانشستر سيتي بفوز مقنع عزز من موقعه في صدارة مجموعته، بينما كتب بافوس إف سي، ممثل قبرص، صفحة تاريخية في مشاركته بالبطولة. على الجانب الآخر، عاش تشلسي ليلة مخيبة بتعادل جعله يواجه تحديات أكبر في سعيه للتأهل للأدوار الإقصائية.

مانشستر سيتي يؤكد هيمنته ويقترب من التأهل
واصل حامل اللقب، مانشستر سيتي، سلسلة عروضه القوية في دوري أبطال أوروبا، محققاً فوزاً كبيراً على ضيفه يانغ بويز السويسري بنتيجة 3-0 في الجولة الرابعة من دور المجموعات. أقيمت المباراة على ملعب الاتحاد وشهدت سيطرة شبه مطلقة للفريق الإنجليزي بقيادة مدربه بيب غوارديولا. افتتح إيرلينغ هالاند التسجيل في الدقيقة 23 من ركلة جزاء، ليضيف هدفه الثاني في البطولة بعد عودته من إصابة طفيفة. وفي الشوط الثاني، عزز فيل فودين التقدم بهدف جميل قبل أن يختتم جوليان ألفاريز ثلاثية السيتي بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء.
هذا الانتصار رفع رصيد مانشستر سيتي إلى 12 نقطة من أربع مباريات، ليضمن عملياً صدارة المجموعة السابعة والتأهل إلى دور الستة عشر قبل جولتين من النهاية. يعكس أداء الفريق المستقر والتوازن بين خطوطه المختلفة جاهزيتهم للمضي قدماً في الدفاع عن لقبهم. وقد أشاد المحللون بالعمق الذي يمتلكه السيتي وقدرة لاعبيه على التكيف مع التحديات المختلفة، مما يجعله المرشح الأبرز للظفر باللقب مرة أخرى.
الفوز لم يكن مجرد إضافة لثلاث نقاط، بل كان تأكيداً على الفلسفة الهجومية التي يتبناها غوارديولا، حيث بلغ مجموع تمريرات السيتي أكثر من 700 تمريرة بدقة تجاوزت 90%، مما يدل على التحكم الكامل بمجريات اللعب. كما أن شباك السيتي ظلت نظيفة في هذه المباراة، وهو ما يعكس قوة المنظومة الدفاعية بقيادة روبن دياز ومانويل أكانجي.
بافوس إف سي يسطر إنجازاً تاريخياً في الظهور الأول
في إنجاز غير مسبوق لكرة القدم القبرصية، حقق فريق بافوس إف سي فوزاً تاريخياً في مشاركته الأولى على الإطلاق في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، بتغلبه على نظيره إف سي كوبنهاغن الدنماركي بنتيجة 2-1. جرت المباراة على أرضية ملعب "ستيلوس كيباريانوس" في بافوس، بحضور جماهيري غفير احتفل بهذا الإنجاز. افتتح لاعب الوسط أندرياس كارالامبوس التسجيل لبافوس في الدقيقة 35 بهدف رائع من تسديدة بعيدة المدى، ليشتعل الملعب فرحاً.
عادل كوبنهاغن النتيجة في بداية الشوط الثاني عبر مهاجمه محمد إليونوسي، مما أثار قلق الجماهير القبرصية. إلا أن إصرار لاعبي بافوس وعزيمتهم لم تتأثر. وفي الدقيقة 89، تمكن المهاجم البديل باولينيو من تسجيل هدف الفوز القاتل من رأسية متقنة، ليمنح فريقه النقاط الثلاث الأولى في تاريخه بالبطولة. هذا الفوز ليس مجرد ثلاث نقاط، بل هو نقطة تحول لكرة القدم القبرصية، ويثبت أن الفرق الصغيرة يمكنها أن تحدث المفاجآت الكبرى في المحافل الأوروبية.
يعد هذا الانتصار حدثاً مهماً يضع بافوس إف سي على خريطة الأندية الأوروبية، ويمنح أملاً جديداً للفرق من الدوريات الأقل تصنيفاً. وقد أشارت الصحف الرياضية إلى الروح القتالية والتنظيم التكتيكي الذي أظهره الفريق القبرصي، والذي مكنه من مقارعة فريق ذو خبرة أوروبية أكبر مثل كوبنهاغن. هذا الإنجاز سيبقى محفوراً في ذاكرة جماهير بافوس وكل محبي كرة القدم في قبرص.
تعثر تشلسي المحبط يضع مصيره على المحك
في المقابل، لم تكن الأجواء احتفالية في معسكر تشلسي الإنجليزي، الذي اكتفى بتعادل محبط 1-1 أمام ضيفه الصربي النجم الأحمر بلغراد على ملعب ستامفورد بريدج. كان تشلسي يطمح لتحقيق فوز ضروري لتعزيز حظوظه في التأهل من المجموعة الخامسة، لكنه واجه دفاعاً منظماً وهجمات مرتدة خطيرة من الفريق الصربي. تقدم تشلسي أولاً في الدقيقة 55 عن طريق المدافع تياغو سيلفا من ركلة ركنية، ليعتقد الجميع أن الفوز في المتناول.
إلا أن النجم الأحمر أظهر عزيمة كبيرة، وتمكن من إدراك التعادل في الدقيقة 78 عن طريق عثمان بوكاري الذي استغل خطأ دفاعياً في عمق دفاع تشلسي، ليضع الكرة في الشباك. فشل تشلسي في استغلال الفرص الكثيرة التي أتيحت له، خاصة في الشوط الأول، مما أثار استياء المدرب ماوريسيو بوتشيتينو والجماهير. هذا التعادل رفع رصيد تشلسي إلى 5 نقاط فقط من أربع مباريات، ليحتل المركز الثالث في المجموعة، بفارق نقطتين عن المركز الثاني المؤهل.
الضغط يتزايد الآن على المدرب بوتشيتينو ولاعبيه، حيث أصبحت المباريات المتبقية حاسمة لمصير الفريق في البطولة. وقد أشار المحللون إلى أن تشلسي يعاني من نقص في الفعالية الهجومية والقدرة على حسم المباريات التي يكون فيها الطرف الأفضل. الجماهير أعربت عن قلقها من تكرار سيناريو الموسم الماضي في دوري أبطال أوروبا، ودعت إلى ضرورة مراجعة الأداء وتصحيح الأخطاء قبل فوات الأوان. هذا التعادل لا يعقد موقف الفريق في البطولة وحسب، بل يؤثر أيضاً على معنويات اللاعبين وثقتهم بأنفسهم في الفترة المقبلة.
تداعيات النتائج وتأثيرها على مسار المجموعات
تلك النتائج كان لها تأثير مباشر على حسابات التأهل في المجموعات المختلفة. فوز مانشستر سيتي جعله أول المتأهلين من مجموعته، مما يمنحه فرصة لإراحة بعض لاعبيه في الجولات المتبقية والتركيز على المنافسات المحلية. أما بافوس إف سي، فمع أن طريقه لا يزال طويلاً وصعباً، إلا أن هذا الفوز التاريخي قد يمنحه دفعة معنوية كبيرة لمواصلة المنافسة على أمل تحقيق مفاجأة أخرى أو حتى التأهل للدوري الأوروبي كمركز ثالث.
أما بالنسبة لتشلسي، فإن التعادل جعله في وضع حرج، حيث بات يتوجب عليه الفوز في مبارياته القادمة، خاصة أمام المنافسين المباشرين، لضمان التأهل. الخسارة المحتملة للنقاط في الجولات المقبلة قد تعني خروجاً مبكراً من البطولة، وهو ما لن يكون مقبولاً لجماهير النادي وطموحاته الأوروبية. الجولات القادمة ستكون حاسمة لتحديد مصير الفرق الثلاثة في هذه النسخة المثيرة من دوري أبطال أوروبا.





