في تعليق يلقي الضوء على تذبذب مستويات اللاعبين البارزين في كرة القدم المصرية، أعرب أحمد شوبير، حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر السابق والإعلامي الرياضي المعروف، عن شعوره بالتعاطف مع نجم النادي الأهلي محمد مجدي أفشة. جاء هذا التصريح عقب الأداء الذي وصفه الكثيرون بالباهت لأفشة خلال مواجهة فريقه ضد نادي بتروجت في إحدى مباريات بطولة الدوري الممتاز السابقة. ويعكس هذا التعليق حالة من القلق المتزايد في الأوساط الرياضية حول مستوى أحد أبرز صانعي اللعب في الكرة المصرية.

خلفية الخبر
من هو أحمد شوبير؟
يُعد أحمد شوبير أحد أبرز الشخصيات الرياضية في مصر، حيث يتمتع بمسيرة حافلة كحارس مرمى عملاق للنادي الأهلي والمنتخب الوطني، قبل أن يتحول إلى العمل الإعلامي ليصبح أحد أشهر وأكثر المحللين والمعلقين تأثيراً في الساحة الكروية المصرية والعربية. يُعرف شوبير بآرائه الصريحة والجريئة، مما يجعل تعليقاته محط اهتمام ومتابعة واسعة من الجماهير ووسائل الإعلام.
من هو محمد مجدي أفشة؟
محمد مجدي أفشة هو لاعب وسط هجومي بارز في صفوف النادي الأهلي ومنتخب مصر، اشتهر بقدرته على صناعة الأهداف وتسجيلها من مسافات مختلفة، بالإضافة إلى مهاراته في التمرير والرؤية الثاقبة في الملعب. حفر أفشة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي الأهلي، خاصة بعد تسجيله لهدف الفوز الشهير الذي حسم لقب دوري أبطال إفريقيا عام 2020 المعروف باسم "القاضية ممكن". يُعد أفشة من الركائز الأساسية في تشكيلة الأهلي، ومصدر إلهام لجماهيره.
سياق المباراة: الأهلي وبتروجت
جاء تعليق شوبير تحديدًا بعد مباراة سابقة جمعت النادي الأهلي بفريق بتروجت، والتي انتهت بنتيجة التعادل الإيجابي 1-1. هذه المواجهة، التي أقيمت ضمن منافسات الجولة الثانية عشرة من بطولة الدوري الممتاز في موسم سابق، كانت لحظة فارقة في تقييم أداء اللاعبين، لا سيما محمد مجدي أفشة الذي لم يظهر بالمستوى المعهود منه. ورغم أن بتروجت كان آنذاك من الفرق التي لا تتمتع بنفس قوة الأهلي، إلا أن التعادل في مثل هذه المباراة قد زاد من الضغوط على لاعبي الأهلي وعرضهم للانتقادات، وخاصة أفشة الذي كان يُنتظر منه قيادة فريقه لتحقيق الفوز.
تفاصيل تعليق شوبير
لم يأتِ تعاطف أحمد شوبير مع محمد مجدي أفشة من باب المجاملة، بل كان تعبيرًا عن قلقه العميق على مستوى لاعب يعتبره من المواهب الكبيرة التي تحتاج إلى الدعم. أكد شوبير، في برنامجه التلفزيوني أو تصريحاته الصحفية التي صدرت في الآونة الأخيرة، أن أداء أفشة في تلك المباراة تحديدًا، وكذلك في مباريات أخرى سبقتها، لم يكن على المستوى المنتظر من لاعب بحجمه وقدراته. وأشار إلى أن هناك تراجعًا واضحًا في لمسة أفشة الأخيرة وقدرته على صناعة الفارق، وهو ما يثير الحيرة لدى المتابعين والنقاد.
أوضح شوبير أن اللاعبين الكبار يمرون بفترات تراجع في المستوى، وهذا أمر طبيعي في عالم كرة القدم، لكن المهم هو كيفية التعامل مع هذه الفترة. تعبيره بـ"صعبان عليا" (أشعر بالأسف لأجله) جاء ليؤكد أنه يرى أفشة يمر بضغوط نفسية وربما بدنية، أثرت على أدائه الفني والتكتيكي. لم يكن تعليقه انتقادًا مباشرًا بقدر ما كان محاولة لتسليط الضوء على وضع اللاعب الذي يحتاج إلى وقفة ودعم لاستعادة بريقه.
تحليل الأداء وتداعياته
تراجع المستوى وعوامله المحتملة
تراجع مستوى محمد مجدي أفشة لم يكن مقتصرًا على مباراة بتروجت فقط، بل لوحظ في عدة مباريات سابقة، مما أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع. من العوامل المحتملة التي قد تؤثر على أداء اللاعبين: الإرهاق البدني الناتج عن خوض عدد كبير من المباريات المحلية والقارية والدولية مع ناديه ومنتخب بلاده، الضغوط النفسية الهائلة المفروضة على لاعبي الأهلي لتحقيق الانتصارات المستمرة، وربما بعض التغييرات التكتيكية أو الفنية داخل الفريق التي لم تخدم أسلوب لعب أفشة بشكل مثالي.
يعتبر أفشة لاعبًا يعتمد بشكل كبير على الثقة والحرية في الحركة داخل الملعب لإظهار إبداعاته. أي تضييق لهذه المساحة أو فقدان للثقة يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة وتنفيذ التمريرات الحاسمة والتسديدات الدقيقة التي اشتهر بها.
تأثير ذلك على النادي الأهلي
يؤثر تراجع مستوى لاعب بحجم محمد مجدي أفشة بشكل مباشر على أداء النادي الأهلي، خاصة وأنه يلعب دورًا محوريًا في ربط خطوط الدفاع بالهجوم وفي بناء اللعب من الخلف إلى الأمام. غياب لمسة أفشة الساحرة وقدرته على فك التكتلات الدفاعية للخصوم يعني أن الفريق قد يفقد جزءًا كبيرًا من قدرته الهجومية والإبداعية، مما يجعل مهمة تسجيل الأهداف أصعب ويضع ضغطًا إضافيًا على زملائه في خط الهجوم. في بطولة مثل الدوري الممتاز، حيث كل نقطة لها ثمنها، يمكن أن يكون لأداء لاعب رئيسي مثل أفشة تأثير كبير على نتائج الفريق وتنافسيته على الألقاب.
ردود الفعل
من الجماهير والإعلام
تباينت ردود فعل الجماهير والإعلاميين حول أداء محمد مجدي أفشة. جزء كبير من الجماهير أعرب عن قلقه وخشيته من استمرار هذا التراجع، خاصة وأنهم يتوقعون منه دائمًا الأداء البطولي. بينما عبر آخرون عن دعمهم للاعب، مؤكدين أن جميع اللاعبين يمرون بفترات ضعف وأن أفشة قادر على استعادة مستواه. أما في الأوساط الإعلامية، فقد كانت تعليقات أحمد شوبير بمثابة إشارة لتناول الموضوع بشكل أعمق، حيث دعا العديد من المحللين إلى دراسة أسباب هذا التراجع وتقديم الحلول الممكنة.
موقف الجهاز الفني
عادة ما يتعامل الجهاز الفني للأندية الكبرى مع تراجع مستوى اللاعبين الكبار بحذر واهتمام بالغ. فمن المتوقع أن يقدم المدربون الدعم النفسي للاعب، بالإضافة إلى برامج تدريبية خاصة تهدف إلى استعادة لياقته البدنية والفنية. كما قد يلجأ الجهاز الفني إلى إراحة اللاعب في بعض المباريات لمنحه فرصة لالتقاط الأنفاس، أو تغيير مركزه في الملعب بحثًا عن دور جديد يبرز قدراته.
في الختام، يُظهر تعليق أحمد شوبير على أداء محمد مجدي أفشة مدى أهمية ودقة متابعة الإعلام الرياضي للاعبين المؤثرين في الكرة المصرية. إنه لا يعكس مجرد انتقاد، بل قلق على موهبة يعول عليها الكثيرون في النادي الأهلي والمنتخب الوطني. يبقى التحدي أمام أفشة هو كيفية تجاوز هذه الفترة واستعادة مستواه المعهود، وهو ما يتطلب دعمًا من جماهير ناديه وجهازه الفني، وإصرارًا منه على العودة للتألق.




