أسعار الذهب ترتفع بدعم من ضعف الدولار وترقب نتائج القمة الأمريكية الصينية
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم الخميس، مدعومة بتراجع أداء الدولار الأمريكي وحالة من الترقب الحذر التي تسيطر على الأسواق العالمية قبيل الكشف عن نتائج المحادثات التجارية الحاسمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ. ويأتي هذا الصعود في ظل بحث المستثمرين عن الملاذات الآمنة وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، مما يعزز جاذبية المعدن الأصفر.

تفاصيل حركة الأسعار في الأسواق
في التعاملات الفورية، سجل سعر أونصة الذهب صعودًا ليقترب من أعلى مستوياته في عدة سنوات، مدفوعًا بزيادة الطلب. وتزامن هذا الارتفاع مع تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية. ويؤدي ضعف الدولار عادةً إلى خفض تكلفة الذهب المقوم به لحاملي العملات الأخرى، وهو ما يحفز الطلب عليه ويدعم أسعاره.
القمة التجارية بين واشنطن وبكين في دائرة الضوء
تتجه أنظار المستثمرين والمحللين بشكل كامل نحو نتائج الاجتماع المرتقب بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم، والذي يُعقد على هامش قمة مجموعة العشرين. يُنظر إلى هذه المحادثات على أنها نقطة مفصلية في مسار الحرب التجارية المستمرة منذ أشهر بين الولايات المتحدة والصين. وأدى هذا النزاع إلى تبادل فرض رسوم جمركية على سلع بمليارات الدولارات، مما أثار مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
تسود الأسواق حالة من التفاؤل الحذر بإمكانية توصل الطرفين إلى هدنة تجارية تمنع فرض المزيد من الرسوم الجمركية، إلا أن حالة عدم اليقين بشأن التوصل إلى اتفاق شامل لا تزال قائمة. وتسببت هذه الضبابية في تعزيز الإقبال على الأصول الآمنة، وفي مقدمتها الذهب، كوسيلة للتحوط ضد المخاطر المحتملة في حال فشل المفاوضات.
العوامل الداعمة الأخرى لأسعار الذهب
إلى جانب التوترات التجارية، يستمد الذهب دعمًا إضافيًا من التوقعات المتزايدة بأن البنوك المركزية الكبرى حول العالم، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تتجه نحو تيسير سياساتها النقدية. وتشير التوقعات إلى احتمالية قيام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام لمواجهة أي تباطؤ اقتصادي محتمل. ويعد خفض الفائدة عاملاً إيجابيًا للذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائدًا.
- ضعف البيانات الاقتصادية: أظهرت بعض المؤشرات الاقتصادية الأخيرة تباطؤًا في بعض القطاعات، مما يعزز من التكهنات حول ضرورة تدخل البنوك المركزية لدعم النمو.
- التوترات الجيوسياسية: تساهم التوترات المستمرة في مناطق أخرى من العالم في زيادة جاذبية الذهب كأصل آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الاضطرابات.
نظرة مستقبلية وتأثيرات السوق
يجمع المحللون على أن الاتجاه قصير الأجل لأسعار الذهب سيعتمد بشكل كبير على نبرة ونتائج القمة الأمريكية الصينية. ففي حال التوصل إلى اتفاق أو هدنة، قد يتجه المستثمرون نحو الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم، مما قد يؤدي إلى عمليات جني أرباح وضغط على أسعار الذهب. أما في حال فشل المحادثات وتصاعد التوترات التجارية، فمن المرجح أن يشهد الذهب موجة صعود قوية جديدة، معززًا مكانته كملاذ آمن رئيسي في الأسواق المالية العالمية. ويبقى المسار المستقبلي للسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي هو المحرك الأساسي الآخر الذي سيشكل أداء المعدن على المدى المتوسط.





