أسعار الذهب تقفز محلياً وعالمياً اليوم الاثنين 20 أكتوبر 2025، وعيار 21 يسجل مستوى جديداً
شهدت أسواق الذهب المحلية والعالمية ارتفاعاً ملحوظاً في مستهل تعاملات الأسبوع، اليوم الاثنين 20 أكتوبر 2025، حيث تأثرت الأسعار في مصر بشكل مباشر بالصعود الذي سجلته الأونصة في البورصات العالمية، بالإضافة إلى عوامل الطلب المحلي. وقد أدى هذا الارتفاع إلى تسجيل عيار 21، الأكثر تداولاً في السوق المصرية، قفزة سعرية جديدة، مما أثار اهتمام المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.

التطورات في السوق المحلية المصرية
في بداية التعاملات الصباحية، أظهرت البيانات الصادرة عن الشعبة العامة للذهب والمصوغات بالاتحاد العام للغرف التجارية تحركاً واضحاً في أسعار كافة الأعيرة. وارتفع سعر جرام الذهب من عيار 21 بنحو 10 جنيهات مقارنة بإغلاق تعاملات الأمس، وهو ما يمثل استمراراً للموجة الصعودية التي بدأت في نهاية الأسبوع الماضي. كما لحق به عيار 18 الذي سجل زيادة قُدرت بحوالي 8 جنيهات، بينما صعد عيار 24، الذي يُستخدم بشكل أساسي في صناعة السبائك، إلى مستويات قياسية جديدة.
وأوضح متعاملون في السوق أن هذه الأسعار المعلنة لا تشمل قيمة "المصنعية"، وهي تكلفة تضاف على سعر الجرام وتختلف من تاجر لآخر ومن قطعة ذهبية لأخرى بناءً على دقة التصنيع والتصميم. وأشاروا إلى أن الإقبال على شراء السبائك والجنيهات الذهبية كأداة للتحوط من التضخم لا يزال أحد المحركات الرئيسية للطلب في السوق المحلية.
العوامل العالمية الدافعة للارتفاع
يأتي هذا الصعود المحلي متزامناً مع تحركات قوية في الأسواق العالمية، حيث تخطى سعر الأونصة حاجزاً نفسياً مهماً مدفوعاً بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. ويمكن تلخيص أبرز هذه العوامل في النقاط التالية:
- بيانات التضخم العالمية: أظهرت أحدث التقارير الاقتصادية الصادرة عن اقتصادات كبرى أن معدلات التضخم ما زالت أعلى من المستهدف، مما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن للحفاظ على القيمة في مواجهة تآكل القوة الشرائية للعملات.
- توجهات السياسة النقدية: يترقب المستثمرون اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي القادم، حيث تشير التوقعات إلى احتمالية تثبيت أسعار الفائدة أو حتى التلميح ببدء دورة تيسير نقدي في أوائل العام المقبل. هذا التوجه يضعف عادةً من قيمة الدولار الأمريكي، وهو ما يرتبط بعلاقة عكسية مع سعر الذهب المقوم بالدولار.
- التوترات الجيوسياسية: ساهمت بعض التوترات المتجددة في مناطق استراتيجية حول العالم في زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، مما دفع المستثمرين إلى زيادة حيازاتهم من الأصول الآمنة وعلى رأسها المعدن الأصفر.
التأثير على المستهلكين والمستثمرين
انعكس ارتفاع أسعار الذهب بشكل مباشر على قرارات الشراء لدى فئات مختلفة. فبالنسبة للمقبلين على الزواج أو الراغبين في شراء المشغولات الذهبية كهدايا، يمثل الارتفاع عبئاً إضافياً. في المقابل، يرى المستثمرون الذين يحتفظون بالذهب ضمن محافظهم الاستثمارية أن هذا الصعود يعد تطوراً إيجابياً يعزز من قيمة أصولهم. ويؤكد الخبراء على أن سوق الذهب تتسم بالتقلب، وأن القرارات الاستثمارية يجب أن تُبنى على رؤية طويلة الأمد بدلاً من المضاربات اليومية قصيرة الأجل، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية التي تتسم بالضبابية.





