أكوا باور والسعودية للكهرباء: الإغلاق المالي لمشروع محطة القرية للطاقة بقيمة 10.8 مليار ريال
أعلنت شركة أكوا باور والشركة السعودية للكهرباء، عبر شركتهما التابعة المشتركة شركة هجر الثانية للكهرباء، عن تحقيق الإغلاق المالي بنجاح لمشروع توسعة محطة القريّة المستقلة لإنتاج الطاقة الكهربائية. وقد تم هذا الإنجاز المهم في مايو 2014، وشكل خطوة حاسمة لمشروع تبلغ قيمته الإجمالية 10.8 مليار ريال سعودي (ما يعادل 2.88 مليار دولار أمريكي تقريباً).

تُعد محطة القريّة، الواقعة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، أحد الأصول الحيوية للبنية التحتية للطاقة في البلاد. ويركز هذا المشروع التوسعي على إضافة قدرة إنتاجية كبيرة تبلغ 3010 ميجاواط باستخدام تقنية الدورة المركبة المتقدمة، والتي تُعرف بكفاءتها العالية في استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات مقارنة بالتقنيات التقليدية. يهدف هذا التوسع إلى تعزيز قدرة الشبكة الوطنية على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في المملكة.
خلفية المشروع وأهميته الاستراتيجية
يمثل مشروع محطة القريّة المستقلة لإنتاج الطاقة الكهربائية (IPP) نموذجاً محورياً للشراكة بين القطاعين العام والخاص في تطوير البنية التحتية الحيوية. ففي ظل النمو الاقتصادي السريع والتوسع السكاني الذي تشهده المملكة العربية السعودية، يزداد الطلب على الطاقة الكهربائية بشكل مطرد، مما يتطلب استثمارات ضخمة ومتواصلة في هذا القطاع. وقد جاء هذا المشروع كجزء من استراتيجية أوسع للمملكة تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز أمنها.
- زيادة القدرة الإنتاجية: يسهم المشروع بفعالية في رفع إجمالي القدرة التوليدية للكهرباء في المملكة، مما يدعم استقرار الشبكة ويضمن توفر الطاقة للمنازل والقطاعات الصناعية والتجارية.
- تعزيز كفاءة الطاقة: استخدام نظام الدورة المركبة يضمن استغلالاً أمثل للغاز الطبيعي، مما يقلل من هدر الوقود ويخفض التكاليف التشغيلية على المدى الطويل، بالإضافة إلى تقليل البصمة الكربونية للمحطة.
- تطبيق نموذج الشراكة الناجحة: يعتبر هذا المشروع دليلاً على نجاح نموذج المشاريع المستقلة لإنتاج الطاقة (IPP)، حيث تتولى شركات القطاع الخاص مسؤولية التطوير والتمويل والتشغيل، بينما تلتزم الشركة السعودية للكهرباء بشراء الطاقة المنتجة بموجب اتفاقيات طويلة الأجل، مما يحفز الاستثمار الخاص ويزيد الكفاءة.
تفاصيل الإغلاق المالي والهيكل التمويلي
يعني تحقيق الإغلاق المالي أن جميع الاتفاقيات التعاقدية والمالية اللازمة للمشروع قد تم توقيعها وتفعيلها، وأن التمويل المطلوب قد تم تأمينه من قبل المقرضين. وقد بلغ إجمالي قيمة المشروع 10.8 مليار ريال سعودي، وتم تأمين هذا المبلغ من خلال هيكل تمويلي يتضمن مساهمات حقوق ملكية من الشركاء، بالإضافة إلى قروض بنكية ضخمة.
تم توفير جزء كبير من التمويل عن طريق قروض طويلة الأجل من كونسورتيوم يضم مجموعة من المؤسسات المالية المحلية والدولية البارزة. وشمل هذا الكونسورتيوم بنوكاً سعودية رائدة وبنوكاً تجارية عالمية، إلى جانب وكالات ائتمان الصادرات، مما يعكس الثقة الكبيرة في جدوى المشروع واستقراره الاقتصادي. تُعد هذه المشاركة الواسعة دليلاً على جاذبية سوق الطاقة السعودي وثقة المستثمرين في بيئة الأعمال بالمملكة.
تضمنت الاتفاقيات أيضاً عقود شراء طاقة طويلة الأجل (PPA) مع الشركة السعودية للكهرباء، تضمن للمشروع إيرادات مستقرة على مدى فترة زمنية محددة، مما يقلل من مخاطر الاستثمار ويجعل المشروع جذاباً للممولين.
الأثر على أهداف التنمية ورؤية المملكة
على الرغم من أن الإغلاق المالي لهذا المشروع سبق الإعلان الرسمي عن رؤية المملكة 2030، إلا أنه يتماشى بشكل وثيق مع الأهداف الاستراتيجية التي تجسدها الرؤية. فقد ساهم هذا المشروع وغيره من مشاريع الطاقة الكبرى في تعزيز المكون المحلي في الصناعة، وتوفير فرص العمل، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وكلها ركائز أساسية لتحقيق التنويع الاقتصادي المستهدف.
كما أن اعتماد تقنيات متقدمة مثل الدورة المركبة يعكس التزام المملكة بالبحث عن حلول طاقة أكثر استدامة وكفاءة، وهو ما يتوافق مع التوجهات الحديثة نحو تحسين الأداء البيئي للقطاع. وتُظهر نجاحات مثل مشروع القريّة قدرة المملكة على تنفيذ مشاريع بنية تحتية عملاقة بكفاءة عالية، بدعم من شراكات قوية بين القطاعين العام والخاص، مما يمهد الطريق لمزيد من التطورات في قطاع الطاقة وخارجها.
التطورات اللاحقة وآفاق المستقبل
بعد إتمام الإغلاق المالي في عام 2014، بدأت الأعمال الإنشائية في المشروع، والتي استغرقت عدة سنوات. وقد تم تشغيل محطة القريّة التوسعية بنجاح ودخلت حيز الخدمة، لتسهم بفعالية في تزويد الشبكة الوطنية بالكهرباء. وتواصل الشراكة بين أكوا باور والشركة السعودية للكهرباء تقديم نموذج للتعاون المثمر في قطاع الطاقة، حيث تستمر الشركتان في لعب دور محوري في تلبية احتياجات المملكة من الطاقة ودعم مسيرتها التنموية.
يؤكد هذا المشروع على مكانة أكوا باور كشركة رائدة عالمياً في تطوير وتشغيل محطات توليد الطاقة وتحلية المياه، وعلى دور الشركة السعودية للكهرباء كعمود فقري لقطاع الطاقة في المملكة، والتزامهما المشترك بدعم النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.





