أمير عبد الحميد يدعو للاستقرار الفني في الأهلي ويؤكد حاجة المدرب توروب للوقت
في تصريح لافت أثار نقاشاً واسعاً داخل الأوساط الرياضية المصرية، شدد حارس مرمى الأهلي الأسبق والمدرب الحالي، أمير عبد الحميد، على أهمية الاستقرار الفني للنادي، محذراً من التسرع في اتخاذ قرار تغيير الجهاز الفني الحالي. يأتي هذا التصريح في ظل حالة من الترقب والضغط الجماهيري المحيطة بأداء الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، خصوصًا مع تباين النتائج تحت قيادة المدرب الدنماركي ياس توروب.

وأكد عبد الحميد، الذي يتمتع بخبرة واسعة كلاعب ومدرب، أن فكرة الإطاحة بالمدرب الحالي ليست بالخطوة الصائبة في هذا التوقيت، وأن المدرب توروب يحتاج للمزيد من الوقت لفرض فلسفته وتطبيق رؤيته الفنية بشكل كامل. وقد أدلى عبد الحميد بهذه التصريحات في اليوم الموافق 15 أكتوبر 2024، في ظل فترة حرجة يمر بها النادي العريق.
خلفية التصريحات والوضع الحالي للنادي الأهلي
يمر النادي الأهلي بفترة تتسم بتقلبات في الأداء، حيث يواجه تحديات على الصعيد المحلي والقاري. وقد تولى المدرب ياس توروب مهام الإدارة الفنية للفريق قبل عدة أشهر، خلفًا لمدرب سابق كان قد حقق بعض الإنجازات لكنه واجه صعوبات في المرحلة الأخيرة. منذ قدوم توروب، أظهر الفريق لمحات من الأداء الجيد في بعض المباريات، لكنه تعثر في أخرى، مما أثار حفيظة جزء من الجماهير وبعض المحللين الذين بدأوا يتساءلون عن مدى ملاءمة المدرب للفريق الأحمر.
تتعاظم الضغوط على الأندية الكبرى مثل الأهلي، التي اعتادت على حصد الألقاب بشكل مستمر. ومع كل نتيجة غير مرضية، تتزايد الأصوات المطالبة بالتغيير، وهي ظاهرة متكررة في كرة القدم المصرية. هذه المطالبات السريعة بتغيير المدربين غالبًا ما تأتي دون النظر إلى السياق الأوسع للتحديات التي تواجه الفريق، مثل إصابات اللاعبين، أو فترة الانسجام للاعبين الجدد، أو جدول المباريات المزدحم.
رؤية أمير عبد الحميد: دعوة للصبر والاستقرار
تتمحور وجهة نظر أمير عبد الحميد حول عدة نقاط رئيسية تدعم بقاء ياس توروب ومنحه الفرصة الكافية:
- الحاجة للوقت في بناء الفريق: يرى عبد الحميد أن أي مدرب جديد، خاصة الأجنبي، يحتاج إلى فترة زمنية كافية تتراوح بين عدة أشهر وسنة كاملة ليفهم طبيعة الدوري المصري، ويتعرف على إمكانيات لاعبيه بشكل دقيق، ويطبق أفكاره التكتيكية بسلاسة. التغيير المتسرع يعيق هذا البناء ويجعل الفريق يدور في حلقة مفرغة.
- فلسفة المدرب: يؤكد عبد الحميد أن توروب لديه فلسفة واضحة ومغايرة قد تحتاج إلى وقت لتستوعبها المجموعة وتظهر آثارها بشكل كامل على أرض الملعب. تغيير المدرب الآن يعني البدء من الصفر مع فلسفة جديدة تمامًا.
- الضغط النفسي على اللاعبين: التغييرات المتكررة في الجهاز الفني تؤثر سلبًا على استقرار اللاعبين النفسي والمعنوي، وتجعلهم في حالة عدم يقين دائم، مما ينعكس على أدائهم الفني والتكتيكي.
- تجنب تكرار الأخطاء السابقة: يشير عبد الحميد إلى أن تاريخ الأندية المصرية، بما في ذلك الأهلي نفسه في بعض الفترات، مليء بحالات التغيير المتكرر للمدربين التي لم تسفر عن نتائج إيجابية مستدامة على المدى الطويل، بل أدت في بعض الأحيان إلى تراجع مستمر.
السياق الأوسع للنادي الأهلي والضغوط الجماهيرية
يعتبر النادي الأهلي أحد أكبر الأندية في إفريقيا والعالم العربي، ويتميز بقاعدة جماهيرية عريضة تضع دائمًا سقفًا عاليًا للتوقعات. هذه الجماهير، وإن كانت محبة وداعمة، إلا أنها قد تصبح عاملاً ضاغطاً على الإدارة في حال تراجع النتائج. تاريخ النادي حافل بالإنجازات، مما يجعل أي فترة يمر فيها الفريق بتذبذب في الأداء قابلة لتوليد حالة من القلق وعدم الرضا.
تُعد تصريحات أمير عبد الحميد بمثابة دعوة للإدارة والجماهير على حد سواء للتحلي بالصبر والحكمة في التعامل مع الأزمة الفنية الحالية. فهو يرى أن الاستقرار هو المفتاح لتحقيق الأهداف الكبرى للنادي، وأن منح المدرب الوقت اللازم هو استثمار طويل الأجل قد يؤتي ثماره لاحقًا.
التداعيات المحتملة للتغيير أو الاستقرار
إذا ما قررت إدارة الأهلي الرضوخ للضغوط وتغيير المدرب ياس توروب، فإن ذلك قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الفني، مع ضرورة البحث عن مدرب جديد، وتكبد تكاليف فسخ العقد، وبدء مرحلة جديدة من التكيف للفريق. هذا المسار قد يضعف من فرص الفريق في المنافسات الهامة وقد لا يضمن تحسناً فورياً.
على الجانب الآخر، فإن دعم الإدارة للمدرب ومنحه الوقت الذي يطالب به عبد الحميد قد يساهم في بناء فريق قوي ومتجانس على المدى الطويل، حيث يتمكن المدرب من غرس أفكاره بشكل كامل واختيار اللاعبين الأنسب لخططه. ورغم أن هذا الخيار قد يتطلب بعض الصبر من الجماهير والإدارة، إلا أنه قد يكون الأكثر استدامة لنجاح النادي.
تبقى قضية مستقبل المدرب ياس توروب مع النادي الأهلي محل ترقب، وتأتي تصريحات أمير عبد الحميد لتضيف صوتًا مهمًا يدعو إلى الروية والحفاظ على الاستقرار الفني في أحد أكبر قلاع كرة القدم العربية والإفريقية.





