إبراهيم نور الدين: افتتاح المتحف الكبير رسالة مصر الحضارية للعالم بقيادة الرئيس السيسي

في تصريحات حديثة، أعرب الحكم الدولي السابق إبراهيم نور الدين عن فخره الكبير واعتزازه بالمشروع القومي المتمثل في المتحف المصري الكبير، واصفًا افتتاحه المرتقب بأنه إنجاز تاريخي و"رسالة حضارية عظيمة" توجهها مصر للعالم أجمع. وتأتي هذه التصريحات لتعكس حالة من الترقب والفخر الشعبي تجاه هذا الصرح الثقافي الذي يُعد أحد أضخم المشاريع التراثية على مستوى العالم.

خلفية عن المشروع الضخم

يُعتبر المتحف المصري الكبير (GEM)، الواقع على هضبة الأهرامات بالجيزة، أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة. بدأت فكرة المشروع في أواخر التسعينيات، وتم وضع حجر الأساس في عام 2002، ليمر بعدها بسنوات طويلة من التخطيط والبناء والتحديات. يهدف المتحف إلى عرض التراث المصري القديم بأسلوب حديث وتفاعلي، مستخدمًا أحدث التقنيات المتحفية لحماية وعرض أكثر من 100 ألف قطعة أثرية.

يمتد المتحف على مساحة شاسعة تقارب 500 ألف متر مربع، ويضم قاعات عرض ضخمة، ومركزًا للترميم يُعد من الأكبر في العالم، بالإضافة إلى مساحات خضراء ومناطق خدمية وترفيهية. وقد شهد المشروع دفعة قوية في السنوات الأخيرة تحت رعاية مباشرة من الدولة المصرية، التي اعتبرت إنجازه أولوية قومية تعكس وجه مصر الحديثة وقدرتها على تنفيذ مشاريع عملاقة.

أهمية المتحف ورسالته الحضارية

تكمن أهمية المتحف الكبرى في كونه سيضم لأول مرة المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، والتي تتجاوز 5000 قطعة، بعد أن كانت موزعة في أماكن متفرقة. هذا العرض المتكامل يُنتظر أن يكون عامل الجذب الرئيسي لملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم. وبالإضافة إلى كنوز الملك الذهبي، يقدم المتحف سردًا متكاملًا لتاريخ مصر القديمة عبر عصورها المختلفة.

تتجاوز أهمية المتحف حدود كونه مجرد مكان لعرض الآثار، ليمثل رسالة متعددة الأوجه:

• رسالة ثقافية: يؤكد المتحف على عمق الحضارة المصرية وتفردها، ويقدمها للأجيال الجديدة وللعالم بطريقة مبتكرة تليق بعظمتها.
• رسالة سياسية: يبرز إتمام هذا المشروع الضخم قدرة الدولة المصرية على تحقيق إنجازات كبرى، ويعكس الاستقرار والتطور الذي تشهده البلاد، وهو ما أشار إليه نور الدين في حديثه عن دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم المشروع.
• رسالة اقتصادية: من المتوقع أن يُحدث المتحف طفرة هائلة في قطاع السياحة المصري، مما يساهم في توفير فرص عمل ودعم الاقتصاد الوطني بشكل مباشر وغير مباشر.

السياق والتطورات الأخيرة

جاءت تصريحات إبراهيم نور الدين في ظل الاستعدادات النهائية للافتتاح الرسمي الكامل للمتحف، وهو الحدث الذي يترقبه العالم بأسره. ورغم أن المتحف قد استقبل زيارات محدودة وجولات تجريبية خلال الفترات الماضية لاختبار جاهزيته التشغيلية، إلا أن حفل الافتتاح الكبير سيكون بمثابة إعلان عالمي عن انطلاق هذا الصرح الثقافي العملاق. وأكد نور الدين أن هذا الإنجاز ليس مجرد مبنى، بل هو تجسيد لحلم مصري طال انتظاره، ويعبر عن هوية أمة بأكملها ويمثل إضافة فريدة للتراث الإنساني.