إجراءات جديدة من سناب شات: 440 ألف مراهق في أستراليا مهددون بحظر حساباتهم
أعلنت منصة سناب شات عن تطبيق إجراءات جديدة للتحقق من العمر في أستراليا تستهدف ما يقرب من 440 ألف مستخدم يُعتقد أن أعمارهم تقل عن 16 عامًا. وتأتي هذه الخطوة، التي تم الكشف عنها في أواخر عام 2023، استجابةً للضغوط التنظيمية المتزايدة في البلاد، حيث يواجه المستخدمون الذين لا يتمكنون من إثبات أعمارهم خطر تعليق حساباتهم أو حظرها بشكل دائم.
خلفية الإجراءات التنظيمية
تأتي هذه المبادرة في سياق تشديد الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي لحماية القاصرين عبر الإنترنت. وتُعد أستراليا من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث منحت صلاحيات واسعة لهيئة السلامة الإلكترونية (eSafety Commissioner) بموجب قانون السلامة على الإنترنت (Online Safety Act). تهدف هذه القوانين إلى إجبار الشركات التقنية على تحمل مسؤولية أكبر تجاه المحتوى المتداول على منصاتها، وخاصة حماية الأطفال والمراهقين من المواد الضارة مثل التنمر الإلكتروني، والمحتوى العنيف، والاستغلال.
وقد وجهت هيئة السلامة الإلكترونية، بقيادة المفوضة جولي إنمان غرانت، دعوات متكررة للشركات لتطبيق أنظمة أكثر فعالية للتحقق من العمر، بدلاً من الاعتماد فقط على إقرار المستخدمين بتاريخ ميلادهم، والذي يمكن التحايل عليه بسهولة. تعتبر خطوة سناب شات استجابة مباشرة لهذه المطالب، وتهدف إلى ضمان التزام المستخدمين بالحد الأدنى للعمر المطلوب لاستخدام التطبيق وهو 13 عامًا، بالإضافة إلى توفير تجربة أكثر أمانًا للمراهقين الصغار.
آلية التحقق الجديدة وتأثيرها
تعتمد سناب شات على نظام يحدد المستخدمين الذين قد تكون أعمارهم الحقيقية غير متطابقة مع الأعمار المسجلة في حساباتهم، وتحديدًا الفئة العمرية بين 13 و15 عامًا. سيُطلب من هؤلاء المستخدمين تقديم إثبات لعمرهم من خلال أداة تحقق تابعة لجهة خارجية. وفي حال فشل المستخدم في إكمال عملية التحقق بنجاح أو تجاهلها، قد تترتب على ذلك عدة عواقب، منها:
- تقييد الوصول إلى بعض الميزات المخصصة للبالغين.
- منع الحساب من الظهور في اقتراحات الأصدقاء لغرباء.
- تعليق الحساب مؤقتًا إلى حين إتمام التحقق.
- الحظر النهائي للحساب في حال عدم الامتثال للمتطلبات.
تهدف هذه الآلية إلى إنشاء بيئة رقمية أكثر أمانًا عبر تصنيف المستخدمين حسب فئاتهم العمرية الحقيقية، مما يسمح للمنصة بتطبيق سياسات محتوى وإعلانات مناسبة لكل فئة، وحماية المراهقين من التواصل مع أشخاص بالغين غير معروفين.
الأهمية في سياق السلامة الرقمية
تكتسب خطوة سناب شات أهمية بالغة لأنها تمثل تطبيقًا عمليًا للتشريعات الرقمية الصارمة، وتضع معيارًا جديدًا قد تتبعه منصات أخرى. ورغم أن شركات مثل ميتا (المالكة لإنستغرام) قد طبقت أنظمة مماثلة، فإن هذه الحملة المركزة في أستراليا تُظهر التأثير المباشر للسياسات الحكومية على عمليات شركات التكنولوجيا العالمية. يعكس هذا التطور اتجاهًا عالميًا نحو تحميل المنصات مسؤولية قانونية عن سلامة مستخدميها، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا. وفي حين تثير هذه الإجراءات بعض المخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات، إلا أنها تُعتبر خطوة ضرورية في النقاش الأوسع حول كيفية الموازنة بين حماية القاصرين واحترام خصوصية المستخدمين في العصر الرقمي.



