إدارة ترامب تقرر تمويل قسائم الطعام جزئيًا مع استمرار الإغلاق الحكومي
في إعلان صدر مؤخرًا، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خططها لتمويل جزء من استحقاقات برنامج قسائم الطعام (برنامج المساعدة الغذائية التكميلية، والمعروف اختصارًا بـ SNAP) لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك في ظل استمرار الإغلاق الحكومي الذي أثر على العديد من الخدمات الفيدرالية. جاء هذا القرار لتخفيف الضغط على ملايين الأسر الأمريكية ذات الدخل المنخفض التي تعتمد على هذه المساعدات الحيوية لشراء الغذاء، مع تجميد التخصيصات المالية العادية نتيجة لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية.

خلفية: برنامج SNAP والإغلاق الحكومي
يُعد برنامج SNAP حجر الزاوية في شبكة الأمان الاجتماعي الأمريكية، حيث يوفر مساعدة غذائية شهرية للأفراد والأسر المؤهلة ذات الدخل المنخفض. يتم صرف هذه المزايا عبر بطاقات التحويل الإلكتروني للمزايا (EBT) التي يمكن استخدامها لشراء الأطعمة المؤهلة من المتاجر. يخدم البرنامج ملايين المستفيدين في جميع أنحاء البلاد، ويعتبر مصدرًا رئيسيًا للغذاء للكثيرين.
في المقابل، يمثل الإغلاق الحكومي، الذي استمر لفترة طويلة في تلك الفترة، تحديًا كبيرًا. نشأ الإغلاق بسبب خلافات سياسية عميقة بين الكونغرس والإدارة بشأن تمويل جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. أدى هذا الجمود إلى تعليق العمليات التشغيلية للعديد من الوكالات الفيدرالية وتسريح مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين، مما تركهم بدون أجور وتسبب في اضطرابات واسعة النطاق في الخدمات الحكومية الأساسية. كان تأثير الإغلاق الحكومي عميقًا، حيث شمل توقف بعض خدمات الفحص الغذائي، وتأجيل دفع مستحقات التقاعد لبعض الفئات، وتأثيرًا على قدرة الأسر على تلبية احتياجاتها الأساسية، خاصة تلك التي تعتمد على المساعدات الحكومية.
قرار الإدارة ومنطقه
أكدت إدارة ترامب أن هذا التمويل الجزئي لاستحقاقات SNAP لشهر نوفمبر/تشرين الثاني سيتم من خلال سحب الأموال من صندوق الطوارئ المخصص لمثل هذه الظروف الاستثنائية. أوضح المسؤولون أن الهدف الأساسي من هذا الإجراء هو ضمان استمرار وصول الدعم الغذائي الضروري للمستفيدين، مع الأخذ في الاعتبار أن الإغلاق الحكومي قد أثر بشكل مباشر على قدرة وزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، المسؤولة عن إدارة برنامج SNAP، على صرف المزايا بشكل كامل وفي المواعيد المعتادة. كان القرار بمثابة محاولة عاجلة لمنع انقطاع شامل للمساعدات الغذائية، والذي كان من شأنه أن يضع عبئًا هائلاً على الأسر الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأسر التي تضم أطفالاً وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
أشارت الإدارة إلى أن هذا الإجراء هو حل مؤقت وضروري للحيلولة دون تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي يسببها الإغلاق. ففي غياب التمويل الفيدرالي المنتظم، أصبحت الأموال الاحتياطية هي الملاذ الأخير لضمان استمرارية الخدمات الحيوية، حتى لو بشكل جزئي. كان هذا القرار استباقيًا، حيث سعى إلى تدارك أزمة محتملة قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة، حيث كان عدم صرف هذه القسائم سيترك ملايين الأشخاص بدون وسيلة لشراء الطعام.
الآثار والتداعيات
على الرغم من أن قرار توفير تمويل جزئي لبرنامج SNAP قد جلب شعورًا بالراحة المؤقتة للملايين، إلا أنه لم يحل المشكلة الأساسية. فالتدابير الطارئة بطبيعتها لا توفر استقرارًا طويل الأمد. أثار هذا النهج تساؤلات حول كيفية تمويل المزايا إذا استمر الإغلاق الحكومي إلى ما بعد شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وما إذا كانت صناديق الطوارئ ستكون كافية لتغطية الاحتياجات المستقبلية. بالنسبة للمستفيدين، كانت هذه الخطوة بمثابة بصيص أمل، لكنها لم تبدد حالة عدم اليقين التي تسيطر على حياتهم اليومية، خاصةً مع استمرار تجميد أجور الموظفين الفيدراليين الذين قد يكونون هم أنفسهم مستفيدين من برامج أخرى أو معتمدين على الخدمات الحكومية المتوقفة.
كما سلط هذا القرار الضوء على التكاليف البشرية والاقتصادية المترتبة على الجمود السياسي. فبينما كان السياسيون يتنازعون، كانت حياة المواطنين العاديين تتأثر بشكل مباشر. أثر الإغلاق الحكومي أيضًا على خدمات أخرى حيوية، من الفحوصات الأمنية في المطارات إلى البحوث العلمية والخدمات البيئية، مما أظهر الترابط العميق بين مختلف أجزاء الحكومة والمجتمع.
ردود الفعل والتوقعات المستقبلية
تلقى قرار الإدارة بتمويل قسائم الطعام جزئيًا ردود فعل متباينة. أشاد بعض المدافعين عن الفقراء بالخطوة باعتبارها ضرورية لحماية الأسر الضعيفة من أسوأ تداعيات الإغلاق، مؤكدين على أهمية توفير الغذاء كحق أساسي. في المقابل، انتقد العديد من المعارضين هذا الإجراء باعتباره مجرد حل ترقيعي، مؤكدين أن الحاجة الحقيقية تكمن في إنهاء الإغلاق الحكومي بشكل كامل والتوصل إلى اتفاق ميزانية مستدام يضمن استمرارية جميع الخدمات الأساسية. كما أشاروا إلى أن اللجوء إلى صناديق الطوارئ ليس حلاً مستدامًا ويظهر مدى خطورة الموقف الذي تسببت فيه الخلافات السياسية.
ومع استمرار الجمود السياسي، ظل مصير برنامج SNAP والعديد من البرامج الفيدرالية الأخرى غير مؤكد. كان التركيز ينصب على الجهود المبذولة لإنهاء الإغلاق الحكومي، حيث كان ذلك هو السبيل الوحيد لضمان التمويل الكامل والمستقر لجميع الخدمات الحكومية الحيوية. كانت التحديات التي يواجهها الكونغرس والإدارة هائلة، حيث كان عليهم التوفيق بين الأولويات المتضاربة والتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، في وقت كانت فيه الملايين من الأسر تعتمد على قراراتهم لضمان أمنهم الغذائي واستقرارهم المالي.





