إسرائيل تعرض لقطات قالت إنها لزعيم حماس يحيى السنوار في نفق بغزة
في تطور لافت ضمن الحرب الدائرة في قطاع غزة، نشر الجيش الإسرائيلي في 13 فبراير 2024 مقطع فيديو قال إنه يظهر زعيم حركة حماس في القطاع، يحيى السنوار، في ما وصفه بأنه أول ظهور مصور له منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023. وقُدم المقطع، الذي تم توزيعه على وسائل الإعلام، باعتباره إنجازاً استخباراتياً مهماً في إطار الملاحقة المستمرة لقادة الحركة.

تفاصيل الفيديو والسياق الزمني
يُظهر المقطع، وهو عبارة عن لقطات بالأبيض والأسود من كاميرا مراقبة وبدون صوت، رجلاً قالت إسرائيل إنه السنوار يسير داخل نفق. وكان يسير خلف شخص آخر، قيل إنه شقيقه إبراهيم السنوار، وتبعتهما امرأة وثلاثة أطفال، تم تعريفهم على أنهم زوجة السنوار وأبناؤه. وتُظهر اللقطات المجموعة وهي تتحرك في ممر خرساني ضيق ومضاء بشكل خافت.
وفقاً للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن الفيديو تم تسجيله في 10 أكتوبر 2023، أي بعد ثلاثة أيام فقط من الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل. وأضاف أن اللقطات تم الحصول عليها من كاميرا أمنية عثرت عليها القوات الإسرائيلية خلال عملياتها العسكرية داخل شبكة أنفاق تحت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وتعتبر خان يونس، مسقط رأس السنوار، معقلاً رئيسياً لحماس وهدفاً محورياً للعملية البرية الإسرائيلية.
الأهمية والدلالات
يحمل نشر هذا الفيديو أهمية استراتيجية ونفسية كبيرة. من وجهة نظر إسرائيل، يهدف المقطع إلى إثبات نجاح جهودها الاستخباراتية في تعقب السنوار والإيحاء بأنها تضيق الخناق عليه. كما يُستخدم كأداة في الحرب الإعلامية لتصوير زعيم حماس على أنه يختبئ في أنفاق تحت الأرض مع عائلته بينما يستمر القتال والمعاناة فوقها، وهو ما يهدف إلى التأثير على معنويات مقاتلي الحركة وسكان غزة.
وقد استغل المسؤولون الإسرائيليون الفيديو لتأكيد عزمهم على الوصول إلى قادة حماس. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأن "المطاردة لن تتوقف حتى نصل إليه، حياً أو ميتاً". وجاء نشر المقطع في وقت كانت فيه إسرائيل تعلن عن مكافآت مالية لمن يقدم معلومات تساعد في القبض على قادة الحركة، وعلى رأسهم السنوار. من جانبها، لم تصدر حركة حماس تعليقاً رسمياً يؤكد أو ينفي صحة الفيديو.
خلفية ملاحقة السنوار
يعد يحيى السنوار، الذي يتزعم حركة حماس في غزة منذ عام 2017، الهدف الأبرز لإسرائيل في هذه الحرب. وتعتبره أجهزتها الأمنية العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر. قضى السنوار أكثر من عقدين في السجون الإسرائيلية قبل إطلاق سراحه في عام 2011 ضمن صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ومنذ بدء الحرب، ظل مكان وجوده مجهولاً، وركزت إسرائيل جزءاً كبيراً من حملتها العسكرية على جنوب غزة، وتحديداً خان يونس، اعتقاداً منها بأنه يختبئ هناك مع قيادات أخرى في شبكة الأنفاق الواسعة.





