إسرائيل تكشف عن لقطات حديثة ليحيى السنوار قُبيل مقتله
أصدرت السلطات الإسرائيلية، في أواخر شهر أكتوبر 2024، مقطع فيديو جديدًا قالت إنه يُظهر زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، قبل أيام قليلة من مقتله. تم نشر اللقطات التي صورتها طائرة استطلاع إسرائيلية (درون) بعد تأكيد مقتل السنوار، وتهدف إلى رسم صورة لأيامه الأخيرة.

تفاصيل المقطع المصور
يُظهر الفيديو، وهو قصير وغير واضح تمامًا، شخصية يُعتقد أنها يحيى السنوار وهو يسير بمفرده وسط أنقاض مبانٍ مدمرة في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. ويبدو الرجل في المقطع هزيلاً ويحمل حقيبة على ظهره وشيئًا طويلًا يُشبه بندقية. كانت هذه اللقطات، بحسب الجيش الإسرائيلي، قد التُقطت في 10 أكتوبر 2024، أي قبل ستة أيام من العثور على جثته في المنطقة ذاتها.
لم يتضمن المقطع أي صوت، وركز على حركة الشخصية المنعزلة التي كانت تتنقل بحذر بين الركام، مما يعزز الرواية الإسرائيلية بأنه كان وحيدًا ومطاردًا في نهاية حياته.
السياق والتوقيت
جاء نشر هذا الفيديو في أعقاب الإعلان الرسمي عن مقتل السنوار. ففي 17 أكتوبر 2024، أكد الجيش الإسرائيلي أنه تم التعرف على جثة السنوار بعد العثور عليها يومًا قبل ذلك خلال اشتباك بين قوات من لواء بيسلماح ومجموعة من المسلحين في رفح. وكان السنوار على رأس قائمة المطلوبين لإسرائيل منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023 التي يُعتبر المهندس الرئيسي لها.
اعتبرت إسرائيل أن توقيت نشر الفيديو مهم لدحض أي مزاعم بأن السنوار كان لا يزال يقود العمليات العسكرية بفعالية حتى اللحظات الأخيرة. بدلاً من ذلك، سعت إلى إظهاره كشخصية مطاردة ومعزولة عن قيادته.
الأهمية والدلالات
يحمل نشر هذه اللقطات أهمية تتجاوز مجرد تأكيد وجوده في المنطقة، حيث يخدم عدة أغراض استراتيجية لإسرائيل:
- الحرب النفسية: يهدف الفيديو إلى التأثير على معنويات عناصر حركة حماس وأنصارها، من خلال تقديم صورة لزعيمهم وهو في حالة ضعف وعزلة، بدلاً من الصورة البطولية التي تسعى الحركة لترويجها.
- إظهار القدرات الاستخباراتية: يُعد المقطع رسالة من إسرائيل مفادها أن أجهزتها الأمنية كانت قادرة على تتبع الهدف الأكثر أهمية بالنسبة لها في غزة ومراقبته عن كثب حتى في أصعب الظروف الميدانية.
- ترسيخ الرواية الرسمية: يساهم الفيديو في بناء رواية متماسكة حول نهاية السنوار، حيث تؤكد إسرائيل أنه قُتل في اشتباك مباشر ولم يكن مختبئًا في شبكة أنفاق معقدة ومحمية كما كان يُعتقد سابقًا.
خلفية
يُعد يحيى السنوار من أبرز مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، وقد تولى قيادة الحركة في قطاع غزة منذ عام 2017. تعتبره إسرائيل المسؤول الأول عن تخطيط وتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر الذي أدى إلى اندلاع الحرب الحالية. استمرت عمليات البحث عنه لأكثر من عام، وشكّل مقتله هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا لإسرائيل في حربها على غزة.





