في تطور يعكس التزام القطاع البيطري بحماية الثروة الحيوانية الوطنية، أعرب الدكتور مجدي حسن، نقيب الأطباء البيطريين، في تصريحات صدرت في الآونة الأخيرة، عن تقديره العميق وإشادته بالجهود المكثفة التي تبذلها الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة. تأتي هذه الإشادة تقديرًا لدور الهيئة المحوري والفعال في مواجهة والسيطرة على تفشي سلالة SAT2 الجديدة من مرض الحمى القلاعية. وقد أسهمت هذه الجهود بشكل مباشر في تحقيق استقرار ملحوظ في الحالة الوبائية للمرض، مما يؤكد نجاح الدور الذي تلعبه الأجهزة البيطرية والحملات الشاملة التي تنظمها لتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية.

إشادة نقابة الأطباء البيطريين بجهود الخدمات البيطرية للتحكم في سلالة الحمى القلاعية المستجدة
تُعد الإشادة الأخيرة من نقابة الأطباء البيطريين بمثابة اعتراف رسمي بالفعالية والكفاءة التي أظهرتها الجهات الحكومية المختصة في التعامل مع تحدٍ وبائي خطير يهدد أحد أهم مكونات الاقتصاد الزراعي. تعكس هذه الخطوة تقديرًا للعمل الدؤوب والتفاني في حماية الثروة الحيوانية، التي تُعتبر دعامة أساسية للأمن الغذائي والاقتصادي.
خلفية عن مرض الحمى القلاعية والسلالة SAT2
يُعتبر مرض الحمى القلاعية (FMD) من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي تصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق، مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير. يتميز المرض بسرعة انتشاره وقدرته على إحداث خسائر اقتصادية فادحة بسبب تأثيره على الإنتاج الحيواني، حيث يسبب انخفاضًا حادًا في إنتاج الحليب، وفقدانًا للوزن، وإجهاضًا، وفي بعض الحالات وفاة الحيوانات الصغيرة. لا يُشكل المرض خطرًا مباشرًا على صحة الإنسان، ولكنه يتسبب في اضطرابات تجارية كبيرة ويعرقل صادرات المنتجات الحيوانية.
أما سلالة SAT2، فهي إحدى السلالات الفرعية المتعددة لفيروس الحمى القلاعية. وتُعرف هذه السلالة بقدرتها على إحداث تفشي واسع النطاق، وقد تتطلب جهودًا خاصة في التحصين والمكافحة نظرًا لاختلاف خصائصها الوراثية عن السلالات الأخرى الشائعة. ظهور سلالة جديدة أو مستجدة يتطلب يقظة سريعة واستجابة فورية لضمان فعالية اللقاحات والإجراءات الوقائية، لتجنب موجة وبائية قد تكون أكثر شدة أو مقاومة للتدخلات التقليدية.
الجهود المبذولة من الخدمات البيطرية في السيطرة على الوباء
للتصدي لتفشي سلالة SAT2 الجديدة، نفذت الهيئة العامة للخدمات البيطرية استراتيجية شاملة ومتعددة الأوجه، شملت ما يلي:
- حملات تحصين مكثفة: تم إطلاق حملات تحصين وطنية واسعة النطاق استهدفت أعدادًا كبيرة من الماشية في مختلف المحافظات، مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة للخطر. وقد تم استخدام لقاحات فعالة ضد سلالة SAT2 لضمان أقصى حماية.
- نظام مراقبة وبائية متطور: تعزيز أنظمة الرصد والمراقبة للكشف المبكر عن أي حالات جديدة، وتحليل العينات المخبرية لتحديد السلالة الفيروسية بدقة، مما يسمح باتخاذ قرارات سريعة ومستنيرة.
- تطبيق إجراءات الأمن الحيوي: تشديد الرقابة على حركة الحيوانات داخل وخارج المزارع والأسواق، وتوعية المربين بأهمية تطبيق معايير النظافة والتعقيم الصارمة للحد من انتشار الفيروس.
- التوعية والإرشاد البيطري: تنظيم ورش عمل وحملات توعوية للمزارعين ومربي الماشية حول أعراض المرض وطرق الوقاية وأهمية التحصين المنتظم، ودورهم في الإبلاغ الفوري عن أي حالات مشتبه بها.
- التنسيق الفعال: تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعات المحلية لضمان استجابة موحدة وفعالة للأزمة الوبائية.
الآثار الإيجابية للسيطرة على الوباء
ساهمت هذه الجهود الجبارة بشكل مباشر في تحقيق استقرار ملحوظ في الوضع الوبائي للمرض. وقد تجلت الآثار الإيجابية لهذه السيطرة في عدة جوانب:
- حماية الثروة الحيوانية: تقليل معدلات الإصابة والوفيات بين الحيوانات، مما يحمي رؤوس الماشية من الخسائر المباشرة.
- دعم الأمن الغذائي: ضمان استمرارية إنتاج اللحوم والألبان، وبالتالي المساهمة في استقرار أسعار هذه المنتجات في الأسواق وتلبية احتياجات المستهلكين.
- الاستقرار الاقتصادي للمربين: حماية مصدر دخل المزارعين ومربي الماشية من الانهيار الذي قد يسببه تفشي وبائي واسع النطاق، مما يدعم سبل عيشهم ويقلل من الأعباء الاقتصادية عليهم.
- تعزيز الثقة: زيادة ثقة المنظمات الدولية والأسواق الإقليمية في قدرة البلاد على إدارة الأزمات الوبائية والحفاظ على صحة الحيوان.
دعوات للاستمرارية والحذر المستقبلي
على الرغم من الإشادة بالنجاحات المحققة، أكد الدكتور مجدي حسن على ضرورة عدم الركون إلى هذه الإنجازات، بل مواصلة اليقظة وتكثيف الجهود الوقائية. شدد على أهمية استمرارية حملات التحصين الدورية، وتعزيز البنية التحتية للرصد الوبائي، وتحديث البروتوكولات العلاجية والوقائية بما يتماشى مع المستجدات العالمية في مكافحة الأمراض الحيوانية. يُعد هذا التحدي مستمرًا، وتتطلب حماية الثروة الحيوانية التزامًا دائمًا بالابتكار والتطوير في الأساليب البيطرية.
تؤكد هذه المستجدات مجددًا على الأهمية الحيوية للدور الذي تلعبه الأجهزة البيطرية المتخصصة في الحفاظ على صحة الحيوان، وحماية الاقتصاد الزراعي، وضمان الأمن الغذائي للمواطنين، مما يرسخ مكانتها كخط دفاع أول ضد التهديدات الوبائية.





