إعصار قوي في فيتنام: فيديو يوثق لحظة مرعبة لرجل يطير في الهواء
في أواخر شهر سبتمبر من عام 2022، انتشر مقطع فيديو صادم على منصات التواصل الاجتماعي العالمية، موثقًا لحظة مرعبة تعرض لها رجل في فيتنام عندما رفعته عاصفة هوجاء في الهواء مع قطعة من الصفيح المعدني. سلط هذا المشهد الدرامي الضوء على القوة الهائلة للطبيعة والمخاطر التي يواجهها السكان أثناء الظواهر الجوية المتطرفة، وتحديدًا خلال مرور أحد أقوى الأعاصير التي ضربت البلاد منذ عقدين.

تفاصيل الحادثة المروعة
يُظهر الفيديو، الذي التقطته كاميرات المراقبة في مقاطعة ثوا ثين هوي بوسط فيتنام، رجلاً يحاول جاهدًا تأمين سطح منزله المصنوع من ألواح معدنية قبل وصول الإعصار. وفي لحظة مفاجئة، هبت رياح عاتية بقوة شديدة على اللوح المعدني الذي كان الرجل متمسكًا به، محولة إياه إلى ما يشبه الشراع. لم يتمكن الرجل من الإفلات في الوقت المناسب، فقامت قوة الرياح برفعه في الهواء لعدة أمتار، حاملاً إياه فوق أسطح المنازل المجاورة قبل أن يسقط بعنف على سطح منزل آخر.
على الرغم من المشهد المخيف والسقوط الخطير، نجا الرجل بأعجوبة من الموت. وقد أفادت التقارير المحلية في ذلك الوقت بأنه أصيب بجروح، لكن حالته كانت مستقرة بعد تلقي الرعاية الطبية. أصبحت هذه الحادثة رمزًا للصراع الإنساني في مواجهة الكوارث الطبيعية، حيث يخاطر الكثيرون بحياتهم لحماية ممتلكاتهم من الدمار.
السياق: إعصار "نورو" وتأثيره
وقع هذا الحادث المروع أثناء مرور إعصار "نورو"، الذي يُعد واحدًا من أشد الأعاصير التي شهدتها فيتنام خلال العشرين عامًا الماضية. وعلى الرغم من أن بعض التقارير الأولية ربطت الفيديو بإعصار "كالمايجي"، إلا أن التحقق من التواريخ والمواقع أكد أن "نورو" هو العاصفة التي كانت تضرب المنطقة في ذلك التوقيت. وصل الإعصار إلى اليابسة مصحوبًا برياح تجاوزت سرعتها 130 كيلومترًا في الساعة، مما تسبب في دمار واسع النطاق.
استعدادًا لوصول الإعصار، قامت السلطات الفيتنامية بتنفيذ عمليات إجلاء ضخمة لحماية المواطنين، حيث شملت:
- إجلاء أكثر من 800,000 شخص من المناطق الساحلية المعرضة للخطر.
- إغلاق العديد من المطارات وتعليق مئات الرحلات الجوية.
- فرض حظر تجول في عدة مدن، بما في ذلك مدينة دا نانغ الساحلية الشهيرة.
- نشر عشرات الآلاف من الجنود وأفراد فرق الطوارئ للمساعدة في جهود الإغاثة والتأمين.
تسبب الإعصار في انقطاع واسع للتيار الكهربائي، وفيضانات غمرت آلاف المنازل، وأضرار جسيمة بالبنية التحتية والمحاصيل الزراعية في المقاطعات الوسطى من فيتنام.
انتشار الفيديو وأهميته
لم يكن الفيديو مجرد لقطة عابرة، بل أصبح نافذة كشفت للعالم عن مدى خطورة وقوة إعصار "نورو". حصد المقطع ملايين المشاهدات وأثار موجة من الصدمة والتعاطف عبر الإنترنت. كما عمل بمثابة تحذير بصري قوي، يوضح أهمية اتباع تعليمات السلامة الصادرة عن السلطات والبقاء في أماكن آمنة أثناء الظواهر الجوية القاسية. وقد أبرز الخبراء أن محاولة تثبيت الأجسام غير الثابتة، مثل ألواح الأسطح، أثناء هبوب رياح قوية تعد من أخطر التصرفات التي يمكن أن يقوم بها شخص، وهو ما جسده الفيديو بشكل مأساوي.
في النهاية، يظل هذا المقطع تذكيرًا حيًا بالجانب الإنساني للكوارث الطبيعية، حيث لا تقتصر الأضرار على الأرقام والإحصائيات، بل تمس حياة الأفراد الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع قوة لا يمكن السيطرة عليها.





