تأهب في ولاية تاميل نادو الهندية مع اقتراب إعصار قوي من سواحلها
أعلنت السلطات الهندية حالة التأهب القصوى في المناطق الساحلية الشمالية لولاية تاميل نادو، الواقعة في أقصى جنوب البلاد، استعدادًا لوصول إعصار محتمل يتشكل حاليًا في خليج البنغال. وتأتي هذه الإجراءات الاحترازية بناءً على تحذيرات أطلقتها هيئة الأرصاد الجوية الهندية، التي تتابع عن كثب تطور العاصفة التي قد تشتد قوتها خلال اليومين المقبلين، مما يضع المجتمعات الساحلية في حالة ترقب.

التطورات الأخيرة والتحذيرات الرسمية
وفقًا لآخر تحديث صدر عن هيئة الأرصاد الجوية الهندية اليوم الخميس، فإن منخفضًا جويًا عميقًا يتمركز فوق جنوب غرب خليج البنغال، بالقرب من دولة سريلانكا المجاورة، ويتحرك باتجاه الشمال الغربي بسرعة تقدر بحوالي 17 كيلومترًا في الساعة. وتشير النماذج الجوية إلى أن هذا المنخفض سيتحول إلى عاصفة إعصارية كاملة خلال الـ 48 ساعة القادمة مع اقترابه من الساحل.
وأوضحت الهيئة أنه بمجرد وصول العاصفة إلى قوة الإعصار، سيتم إطلاق اسم "ديتواه" عليها رسميًا، وفقًا لنظام التسمية المعتمد في المنطقة. وقد أصدرت الهيئة تحذيرًا من هطول أمطار غزيرة إلى شديدة الغزارة على المناطق الشمالية من تاميل نادو، حيث يتوقع أن يتراوح منسوب المياه بين 64 و204 مليمترات خلال فترة 24 ساعة. ومن المتوقع أن تبلغ الأمطار ذروتها يومي 29 و30 من نوفمبر، مع استمرارها حتى الأول من ديسمبر، مما يزيد من خطر حدوث فيضانات مفاجئة وسيول.
التأثيرات المتوقعة والاستعدادات الجارية
تحسبًا للتأثيرات المحتملة للإعصار، بدأت السلطات المحلية في تاميل نادو تنفيذ خطط الطوارئ. وتشمل المخاطر المتوقعة فيضانات واسعة النطاق في المناطق المنخفضة، واحتمال حدوث انقطاع في خدمات الكهرباء والاتصالات، بالإضافة إلى تعطيل حركة النقل البري والبحري. كما تم توجيه تحذيرات خاصة للصيادين بضرورة عدم دخول البحر حتى إشعار آخر، نظرًا لاضطراب حالة الأمواج وارتفاعها بشكل خطير.
وقد تم وضع فرق الاستجابة للكوارث الوطنية والمحلية في حالة تأهب للتدخل السريع في حال وقوع أي طارئ. وتعمل الإدارة المحلية على تجهيز الملاجئ الآمنة لاستقبال السكان الذين قد يتم إجلاؤهم من المناطق الأكثر عرضة للخطر، مع التركيز على توفير الإمدادات الأساسية من الغذاء والمياه والأدوية لضمان سلامتهم.
خلفية عن الأعاصير في المنطقة
يُعد خليج البنغال أحد أكثر المناطق نشاطًا للأعاصير المدارية في العالم، خاصة خلال فترة ما بعد الرياح الموسمية التي تمتد من أكتوبر إلى ديسمبر. وتتعرض الولايات الساحلية الشرقية للهند، ومن بينها تاميل نادو وأندرا براديش وأوديشا، بشكل متكرر لتأثيرات هذه العواصف القوية، مما جعلها تطور خبرات كبيرة في التعامل مع مثل هذه الكوارث الطبيعية. وعلى الرغم من وجود أنظمة إنذار مبكر متطورة وخطط استجابة محكمة، تظل الأعاصير تشكل تهديدًا كبيرًا على الأرواح والممتلكات، وهو ما يدفع السلطات دائمًا إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر لتقليل الخسائر المحتملة.




