إنجاز تاريخي: منتخب المغرب للشباب يبلغ نهائي كأس العالم لأول مرة
في ليلة ستبقى خالدة في ذاكرة كرة القدم المغربية، حجز المنتخب الوطني للشباب تحت 20 عاماً مقعده في نهائي بطولة كأس العالم المقامة في الأرجنتين، وذلك عقب فوزه المثير على نظيره الفرنسي في مباراة نصف النهائي التي أقيمت مساء الجمعة. وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله في وقتيها الأصلي والإضافي، لتحسم ركلات الترجيح بطاقة التأهل لصالح "أشبال الأطلس" بنتيجة 5-4، في إنجاز غير مسبوق للكرة الوطنية على مستوى هذه الفئة العمرية.

تفاصيل المواجهة الماراثونية
بدأت المباراة بحذر من كلا الفريقين، مع أفضلية نسبية للمنتخب الفرنسي الذي حاول فرض سيطرته في وسط الميدان. لكن الدفاع المغربي المنظم بقيادة الكابتن أمين الوزاني حال دون تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الحارس المتألق ياسين الإدريسي. افتتح المنتخب الفرنسي التسجيل في الدقيقة 35 من الشوط الأول عبر تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء. لم يتأخر الرد المغربي طويلاً، حيث تمكن المهاجم سفيان بن جديدة من تعديل النتيجة في الدقيقة 44 بعد متابعة ممتازة لكرة مرتدة من حارس المرمى الفرنسي.
في الشوط الثاني والأشواط الإضافية، تبادل الفريقان الهجمات دون أن يتمكن أي منهما من هز الشباك مجدداً، لتمتد المباراة إلى ركلات الترجيح التي حبست أنفاس الجماهير. أظهر اللاعبون المغاربة هدوءاً وتركيزاً عالياً، حيث نجحوا في تسجيل جميع ركلاتهم الخمس، بينما كان للحارس ياسين الإدريسي الكلمة الأخيرة بتصديه لركلة الترجيح الفرنسية الخامسة، مطلقاً شرارة احتفالات تاريخية.
مسيرة مشرفة نحو النهائي
لم يكن وصول المنتخب المغربي إلى هذا الدور وليد الصدفة، بل جاء تتويجاً لمسار مميز أظهره الفريق منذ انطلاق البطولة. فبعد تصدره لمجموعته في الدور الأول، تمكن أشبال المدرب محمد وهبي من تحقيق انتصارات لافتة في الأدوار الإقصائية، أبرزها كان الفوز على المنتخب البرازيلي، أحد أبرز المرشحين للقب، في دور ربع النهائي بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد.
- دور المجموعات: تصدر المجموعة بالعلامة الكاملة.
 - دور الـ16: الفوز على منتخب كولومبيا بثلاثية نظيفة.
 - ربع النهائي: إقصاء البرازيل في مباراة تكتيكية عالية.
 - نصف النهائي: التفوق على فرنسا بركلات الترجيح.
 
أهمية الإنجاز للكرة المغربية
يأتي هذا الإنجاز ليؤكد على الطفرة الكبيرة التي تعيشها كرة القدم المغربية على كافة الأصعدة، مستلهمة من النجاح التاريخي للمنتخب الأول في كأس العالم 2022 بقطر. ويُظهر هذا التأهل عمق المواهب التي تزخر بها البلاد والعمل الكبير الذي تقوم به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على مستوى الفئات السنية. كما يُعد هذا النجاح دفعة معنوية هائلة للجيل الحالي من اللاعبين الشباب، ويفتح أمامهم أبواب الاحتراف في أكبر الأندية الأوروبية.
وبهذا الفوز، ضرب المنتخب المغربي موعداً في المباراة النهائية مع منتخب الأرجنتين، البلد المضيف، في مواجهة مرتقبة ستُقام يوم الأحد المقبل على ملعب "مونومنتال" في بوينس آيرس، حيث يأمل المغاربة في مواصلة كتابة التاريخ والتتويج باللقب العالمي لأول مرة.





