إيتيدا تستقبل وفداً سويسرياً لبحث تعزيز التعاون في تكنولوجيا المعلومات
في الآونة الأخيرة، استضافت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) وفداً سويسرياً رفيع المستوى، في زيارة تهدف إلى بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. تعكس هذه الزيارة الاهتمام المتزايد من كلا الجانبين بتعظيم الاستفادة من الإمكانات الواعدة في مجالات التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي، بما يخدم الأهداف التنموية لكل من مصر وسويسرا في ظل التطورات العالمية المتسارعة.

خلفية التعاون وأهميته الاستراتيجية
تضطلع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، وهي الذراع التنفيذي للحكومة المصرية في هذا القطاع، بدور محوري في تطوير وتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصرية. تشمل مهامها جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، وتنمية الكفاءات الرقمية، بهدف ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي رائد للخدمات الرقمية والتصدير التكنولوجي. على الجانب الآخر، تتمتع سويسرا باقتصاد معرفي متقدم وبيئة ابتكارية مزدهرة، وتُعد مركزاً عالمياً للتكنولوجيا والبحث والتطوير.
تاريخياً، شهدت العلاقات المصرية السويسرية روابط دبلوماسية واقتصادية قوية ومتنامية، تشمل العديد من القطاعات. يأتي التركيز الحالي على تكنولوجيا المعلومات ليضيف بُعداً جديداً لهذه العلاقات، مستفيداً من التوجه العالمي نحو الرقمنة. يُعد قطاع تكنولوجيا المعلومات محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل المستدامة، كما أنه يلعب دوراً حاسماً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويدعم استراتيجية “مصر الرقمية” الطموحة التي تسعى لتحويل البلاد إلى مجتمع رقمي واقتصاد قائم على المعرفة.
تفاصيل المباحثات ومجالات التعاون المقترحة
شهدت الاجتماعات مناقشات معمقة بين مسؤولي إيتيدا وأعضاء الوفد السويسري، الذي ضم ممثلين عن جهات حكومية وشركات رائدة في القطاع الخاص وخبراء تكنولوجيين. تركزت المباحثات على استكشاف آفاق واسعة للتعاون، تشمل:
- التحول الرقمي: تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في تنفيذ استراتيجيات التحول الرقمي الحكومي والمؤسسي.
 - الاستثمار والشراكات: بحث فرص الاستثمار المتبادل في الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة المتخصصة في التكنولوجيا، وتشجيع الشراكات الاستراتيجية بين الشركات المصرية والسويسرية.
 - تنمية المواهب والكفاءات: التعاون في برامج بناء القدرات وتنمية المهارات الرقمية للشباب المصري، لا سيما في المجالات ذات الطلب المرتفع مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتحليلات البيانات الضخمة، وتطوير البرمجيات.
 - خدمات التعهيد وتصدير التكنولوجيا: تعزيز مكانة مصر كوجهة جاذبة لخدمات التعهيد (Outsourcing) وتصدير الخدمات الرقمية، والاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لمصر وكفاءة كوادرها.
 - البحث والتطوير والابتكار: دعم المشاريع البحثية المشتركة في التقنيات المتقدمة، وإنشاء بيئات محفزة للابتكار.
 - الأطر التنظيمية: تبادل الرؤى حول أفضل الممارسات في وضع الأطر التنظيمية التي تدعم نمو القطاع التكنولوجي وتجذب الاستثمارات.
 
أبدى الجانبان رغبة مشتركة في وضع إطار عمل واضح للشراكات طويلة الأمد، يعتمد على أسس الابتكار والمنفعة المتبادلة.
الآثار المتوقعة على القطاعين المصري والسويسري
يتوقع أن يسهم هذا التعاون في تحقيق فوائد ملموسة لكلا الطرفين. بالنسبة لمصر، يمكن أن يؤدي إلى:
- خلق فرص عمل: توفير المزيد من فرص العمل عالية القيمة للشباب المصري في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة.
 - جذب الاستثمارات: زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري، مما يعزز النمو الاقتصادي.
 - نقل المعرفة والتقنيات: الاستفادة من الخبرات والتقنيات السويسرية المتطورة لرفع مستوى الصناعة المحلية.
 - تعزيز الصادرات الرقمية: زيادة حجم الصادرات المصرية من الخدمات الرقمية والتكنولوجية، مما يعزز العملة الصعبة.
 - تسريع التحول الرقمي: دعم الأهداف الوطنية للتحول الرقمي في مختلف القطاعات.
 
أما بالنسبة لسويسرا، فستتيح لها هذه الشراكة:
- الوصول إلى الأسواق: فتح آفاق جديدة لشركاتها في السوق المصري الواعد والأسواق الإقليمية الأوسع في أفريقيا والشرق الأوسط.
 - الاستفادة من الكفاءات: الوصول إلى كفاءات مصرية شابة ومؤهلة في مجالات التكنولوجيا.
 - توسيع الشبكات: تعزيز شبكة شركائها الدوليين في قطاع التكنولوجيا.
 
آفاق التعاون المستقبلي والخطوات القادمة
اختتمت الاجتماعات بالتأكيد على أهمية متابعة المبادرات والمقترحات التي تمت مناقشتها. من المتوقع أن تشمل الخطوات المستقبلية صياغة مذكرات تفاهم أو اتفاقيات محددة، وتشكيل فرق عمل مشتركة لمتابعة تنفيذ المشاريع المتفق عليها. يمثل هذا التعاون خطوة استراتيجية في مسار تعزيز العلاقات الثنائية، ويتماشى مع رؤية مصر الطموحة لتصبح مركزاً رقمياً عالمياً، ومع اهتمام سويسرا بتوسيع نطاق شراكاتها الدولية في مجال التكنولوجيا.
بشكل عام، تفتح زيارة الوفد السويسري لـ إيتيدا آفاقاً واعدة للتعاون الثنائي في قطاع تكنولوجيا المعلومات، مما يبشر بتحقيق مكاسب مشتركة تساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي في البلدين.





