قطاع البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات الصيني يحقق نمواً ملحوظاً في الأرباع الثلاثة الأولى
أظهرت بيانات رسمية صدرت في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2025، وتم تداولها إعلامياً مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أن قطاع البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات في الصين قد سجل توسعاً كبيراً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري. وكشفت الأرقام الصادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية عن نمو مزدوج الرقم في الإيرادات والأرباح، مما يؤكد الدور الحيوي للقطاع في دفع عجلة التحول الرقمي والاقتصاد الوطني.

السياق والأهمية الاستراتيجية
يُعد قطاع البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات حجر الزاوية في استراتيجية الصين الطموحة لبناء اقتصاد رقمي قوي ومبتكر. تهدف البلاد إلى ترسيخ مكانتها كقوة عالمية رائدة في التكنولوجيا، وتقليل الاعتماد على التقنيات الأجنبية، وتعزيز قدراتها التنافسية. ويساهم هذا القطاع بشكل مباشر في تحديث الصناعات التقليدية، وتوفير حلول رقمية متقدمة لمختلف القطاعات الاقتصادية، من التصنيع والمالية إلى الرعاية الصحية والزراعة. هذا النمو ليس مجرد مؤشر اقتصادي، بل هو انعكاس للجهود الحكومية المستمرة لدعم الابتكار والاستثمار في البنية التحتية الرقمية والمواهب التقنية.
أبرز التطورات والمؤشرات الاقتصادية
خلال الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2025، شهد القطاع أداءً قوياً في عدة جوانب رئيسية:
- نمو الإيرادات: سجلت الإيرادات المجمعة لقطاع البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات نمواً سنوياً تجاوز 13%، لتصل إلى مستويات قياسية، مما يدل على الطلب المتزايد على الحلول الرقمية.
- نمو الأرباح: ارتفع إجمالي الأرباح المحققة بنسبة فاقت 12% على أساس سنوي، ما يعكس كفاءة التشغيل وقدرة الشركات على تحقيق عوائد مستدامة.
- أداء القطاعات الفرعية: أظهرت بعض المجالات الفرعية نمواً استثنائياً، بما في ذلك:
- خدمات الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة.
- خدمات أمن المعلومات.
- منصات التجارة الإلكترونية وخدمات الإنترنت.
- البرمجيات الصناعية والحلول الرقمية للشركات.
- خدمات الاستعانة بمصادر خارجية لتكنولوجيا المعلومات (IT outsourcing).
- نمو الصادرات: كما شهدت صادرات خدمات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات ارتفاعاً، مما يعكس تزايد القدرة التنافسية للشركات الصينية في الأسواق العالمية.
العوامل المحفزة للنمو
عززت عدة عوامل هذا التوسع الملحوظ:
- الطلب المحلي القوي: دفع التحول الرقمي واسع النطاق عبر مختلف الصناعات الصينية إلى زيادة الطلب على البرمجيات المخصصة والخدمات التقنية.
- الدعم الحكومي: استمرت الحكومة في تقديم حوافز وسياسات داعمة، بما في ذلك التخفيضات الضريبية، وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير، وتسهيل الوصول إلى التمويل للشركات التقنية.
- الابتكار التكنولوجي: أدى التبني السريع للتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والجيل الخامس (5G) إلى ظهور فرص جديدة للشركات لتطوير حلول وخدمات مبتكرة.
- توسيع البنية التحتية: الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية للاتصالات ومراكز البيانات خلقت بيئة مواتية لنمو الخدمات الرقمية.
الأثر الاقتصادي والتطلعات المستقبلية
يمثل النمو المستدام لقطاع البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات رافعة أساسية للاقتصاد الصيني. فهو لا يساهم فقط في الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص العمل، بل يدعم أيضاً تحديث الصناعات التقليدية ويعزز الكفاءة والإنتاجية على المستوى الوطني. ومع استمرار الصين في دفع أجندتها للتحول الرقمي والابتكار، من المتوقع أن يحافظ هذا القطاع على مساره التصاعدي، متغلباً على التحديات الاقتصادية العالمية المحتملة من خلال التركيز على الابتكار وتلبية الطلب المحلي المتزايد، مما يعزز مكانة الصين كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي.




