إيطاليا: لا إصابات لمواطنينا في حادث الطعن ببريطانيا
أكدت السلطات الإيطالية، في بيان صدر في العاشر من أكتوبر 2023، عدم وجود أي مواطنين إيطاليين ضمن المصابين في حادث الطعن الذي وقع على متن قطار في بريطانيا قبل يوم واحد. جاء هذا الإعلان من قبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، الذي طمأن الرأي العام الإيطالي بسلامة الجالية المقيمة أو الزائرة لبريطانيا بعد الهجوم الذي خلف عدداً من الجرحى.

تفاصيل الحادث
وقع الهجوم المروع يوم الاثنين، التاسع من أكتوبر 2023، على متن قطار تابع لشركة ساوث إيسترن، كان متجهاً من غيلدفورد إلى محطة لندن واترلو. بدأت الأحداث حوالي الساعة 2:30 ظهراً بالتوقيت المحلي عندما قام رجل بمهاجمة الركاب باستخدام سكين أثناء مرور القطار بالقرب من محطة فورست هيل في جنوب لندن. أسفر الهجوم عن إصابة ما لا يقل عن عشرة أشخاص، بعضهم بجروح خطيرة، تم نقلهم على الفور إلى المستشفيات لتلقي العلاج. سارع الركاب بالتحرك بعد وقوع الهجوم، وهرعت خدمات الطوارئ إلى الموقع، بما في ذلك شرطة النقل البريطانية وفرق الإسعاف.
تمكنت الشرطة من اعتقال المشتبه به، الذي تم التعرف عليه لاحقاً باسم جيرمين أندرسون، البالغ من العمر 30 عاماً، في مكان الحادث. وقد احتُجز الرجل بتهمة الشروع في القتل والإخلال بالنظام العام. أعلنت الشرطة فوراً أن دوافع الهجوم لم تكن إرهابية، بل بدا أنها عملية فردية عشوائية. وقد فتحت سلطات التحقيق البريطانية تحقيقاً شاملاً لكشف ملابسات الحادث وتحديد الدوافع الكامنة وراءه.
الموقف الإيطالي الرسمي
عقب انتشار أنباء الهجوم، باشرت السفارة الإيطالية في لندن والقنصلية العامة جهودها للتأكد من عدم وجود أي مواطنين إيطاليين بين الضحايا. وقد قام وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، بمتابعة الوضع عن كثب، حيث صرح بأن «الوحدة القنصلية التابعة لوزارة الخارجية قامت على الفور، وبالتنسيق مع الشرطة البريطانية، بالتحقق من عدم وجود أي مواطنين إيطاليين ضمن المصابين». وشدد تاياني على أن إيطاليا تتابع عن كثب تطورات التحقيق وتقدم التعازي للمصابين وتتمنى لهم الشفاء العاجل.
يعكس هذا الإعلان السريع حرص الحكومة الإيطالية على سلامة مواطنيها في الخارج، وهو إجراء دبلوماسي قياسي يتم اتخاذه في حالات الطوارئ أو الحوادث الكبرى التي قد تشمل رعاياها. وتهدف مثل هذه التصريحات إلى طمأنة الأسر في إيطاليا وتقديم الدعم اللازم للمواطنين المتواجدين في المنطقة المتضررة.
خلفية وأبعاد الهجوم
يشكل حادث الطعن هذا جزءاً من تحدٍ أوسع تواجهه بريطانيا، وتحديداً لندن، فيما يتعلق بجرائم السكاكين. فقد شهدت العاصمة البريطانية ارتفاعاً ملحوظاً في حوادث الطعن خلال السنوات الأخيرة، مما أثار قلقاً عاماً ودفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات مشددة لمكافحة هذه الظاهرة. وبينما لم تُصنف دوافع هجوم القطار كإرهابية، إلا أن وقوعه على متن وسيلة نقل عام يعيد إلى الواجهة المخاوف بشأن السلامة العامة في الأماكن المزدحمة.
تُظهر التحقيقات الأولية أن المشتبه به، جيرمين أندرسون، ربما كان يعاني من مشاكل نفسية، مما يثير تساؤلات حول الدعم المقدم للأفراد الذين يعانون من اضطرابات عقلية وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على السلامة المجتمعية. يذكر أن العديد من الهجمات العشوائية في بريطانيا كانت مرتبطة بمثل هذه الحالات، مما يدفع إلى مراجعة مستمرة للسياسات الصحية والأمنية.
ردود الفعل والتحقيقات
أثارت الحادثة ردود فعل واسعة من السلطات البريطانية، حيث أدانت وزارة الداخلية وشرطة النقل البريطانية الهجوم، مؤكدة التزامها بتوفير بيئة آمنة للمسافرين. تم تعزيز التواجد الأمني في محطات القطارات ووسائل النقل العام في أعقاب الحادث لزيادة الشعور بالأمان وتقليل أي مخاوف محتملة لدى الركاب.
تجري شرطة النقل البريطانية تحقيقاً مكثفاً في الحادث، حيث تم استجواب المشتبه به وجمع الأدلة من مسرح الجريمة ومن شهادات الركاب. من المتوقع أن يواجه المتهم اتهامات رسمية تتعلق بالهجوم، وسيتم عرض قضيته على المحكمة في الأيام المقبلة. تؤكد السلطات على ضرورة تقديم أي معلومات قد تساعد في سير التحقيقات لضمان تحقيق العدالة.
أهمية الخبر
تكمن أهمية إعلان الخارجية الإيطالية في عدة جوانب: فهو يمثل تطميناً مباشراً للمواطنين الإيطاليين وأسرهم داخل وخارج البلاد، ويسلط الضوء على الدور الحيوي للدبلوماسية القنصلية في حماية ورعاية مصالح الرعايا في الخارج. كما أنه يعزز العلاقات الثنائية بين إيطاليا وبريطانيا، حيث تتبادل الدولتان المعلومات والتعاون في قضايا الأمن المشتركة. ورغم أن الحادث لم يتضمن ضحايا إيطاليين، إلا أن متابعة روما لهذه التطورات تؤكد على اهتمامها بالأمن الإقليمي والدولي وسلامة مواطنيها في أي مكان في العالم.




