إيلون ماسك يعلن دعمه لأندرو كومو في سباق رئاسة بلدية نيويورك
خلفية الحدث
في أواخر عام 2022، أثار رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الأمريكية بتدخله في الشؤون المحلية لمدينة نيويورك. جاء هذا التدخل في فترة كان فيها ماسك قد أكمل للتو صفقة استحواذه المثيرة للجدل على منصة "تويتر" (التي أصبحت تُعرف لاحقاً باسم "إكس")، وبدأ في استخدامها كمنصة رئيسية للتعبير عن آرائه السياسية المتنوعة، والتي غالباً ما كانت تثير ردود فعل قوية. في هذا السياق، وجه ماسك انتباهه نحو سباق محتمل على منصب عمدة مدينة نيويورك، مشيراً إلى دعمه لمرشح غير متوقع وهو الحاكم السابق للولاية، أندرو كومو.

يُعد أندرو كومو شخصية سياسية بارزة ومعروفة، حيث شغل منصب حاكم نيويورك لثلاث فترات. لكن مسيرته السياسية شهدت نهاية مفاجئة في أغسطس 2021 عندما استقال من منصبه في أعقاب تحقيق مفصل وجد أنه متورط في مزاعم متعددة بالتحرش الجنسي. منذ استقالته، ظل كومو بعيداً نسبياً عن الأضواء السياسية الرسمية، لكن التكهنات حول عودته المحتملة إلى الساحة السياسية لم تتوقف أبداً.
تفاصيل تصريحات ماسك ودعمه لكومو
جاء إعلان الدعم من إيلون ماسك عبر سلسلة من التغريدات على منصة "تويتر" في أكتوبر 2022. بدأ الأمر عندما تفاعل ماسك مع استطلاع للرأي نشره أحد المستخدمين على المنصة، والذي كان يسأل متابعيه عما إذا كان ينبغي على أندرو كومو الترشح لمنصب عمدة مدينة نيويورك في الانتخابات المقبلة. كانت نتائج الاستطلاع تشير إلى وجود دعم كبير لفكرة ترشح كومو.
رداً على هذا الاستطلاع، كتب ماسك تغريدة موجزة لكنها كانت ذات دلالات قوية، قال فيها: "سأصوت له". هذا التصريح المباشر من شخصية بمثل تأثير إيلون ماسك، الذي يتابعه عشرات الملايين حول العالم، كان كفيلاً بإشعال نقاش واسع حول مستقبل كومو السياسي والانتخابات البلدية في نيويورك. لم يقدم ماسك تفصيلاً إضافياً حول أسباب دعمه، لكن تغريدته اعتُبرت بمثابة إشارة واضحة على تفضيله لكومو على العمدة الحالي آنذاك، إريك آدامز.
ردود الفعل والتكهنات السياسية
أحدثت تغريدة ماسك موجة من ردود الفعل المتفاوتة. فمن ناحية، رأى بعض المحللين أن دعم شخصية مؤثرة في عالم التكنولوجيا والأعمال مثل ماسك قد يمنح كومو زخماً شعبياً وإعلامياً كبيراً إذا قرر العودة إلى الحياة السياسية. ومن ناحية أخرى، أشار منتقدون إلى أن دعم ماسك قد لا يكون له تأثير حقيقي على أرض الواقع، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية بالنظر إلى شخصية ماسك المثيرة للجدل ومواقفه المتقلبة.
غذّت هذه التطورات التكهنات التي كانت تدور بالفعل حول طموحات كومو السياسية. على الرغم من أن كومو لم يعلن رسمياً عن نيته الترشح لأي منصب، فإن مصادر مقربة منه أشارت في ذلك الوقت إلى أنه كان "مهتماً" بردود الفعل الإيجابية ويفكر جدياً في خياراته المستقبلية. اعتبر الكثيرون أن سباق عمدة نيويورك لعام 2025 قد يكون المنصة المثالية لعودته، خاصة في ظل وجود استياء شعبي من بعض سياسات الإدارة الحالية للمدينة.
- اعتبر أنصار كومو دعم ماسك دليلاً على أن الحاكم السابق لا يزال يتمتع بشعبية وقبول لدى شريحة من الجمهور.
- شكك المعارضون في جدوى هذا الدعم، مشيرين إلى أن سجل كومو المثير للجدل، خاصة فيما يتعلق بمزاعم التحرش، سيظل عقبة رئيسية في أي حملة انتخابية مستقبلية.
- لم يصدر أي تعليق رسمي من مكتب كومو على تغريدة ماسك، مما ترك الباب مفتوحاً أمام المزيد من التفسيرات والتكهنات.
الأهمية والسياق الأوسع
تكمن أهمية هذا الحدث في كونه يسلط الضوء على التقاطع المتزايد بين عالم التكنولوجيا والسياسة. فدخول شخصية مثل إيلون ماسك، بملكيته لواحدة من أهم منصات التواصل الاجتماعي في العالم، على خط السياسة المحلية يعكس قدرة الأفراد النافذين على تشكيل الرأي العام والتأثير على مسارات النقاشات السياسية، حتى دون الانخراط المباشر في العمل السياسي التقليدي.
كما أن هذا الموقف يوضح كيف يمكن للشخصيات العامة التي تواجه فضائح سياسية، مثل أندرو كومو، أن تجد طرقاً للبقاء في دائرة الضوء والتمهيد لعودة محتملة. وفي حين أن الطريق لا يزال طويلاً أمام كومو إذا ما قرر الترشح، فإن دعم شخصية بحجم ماسك يمثل متغيراً لا يمكن تجاهله في المشهد السياسي لمدينة نيويورك. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه التكهنات ستتحول إلى واقع في المستقبل، وما إذا كان دعم ماسك سيترجم إلى أصوات حقيقية في صناديق الاقتراع.




