إيليو موسالّم في حوار مع "هي": رؤيتي للمرأة في تصميماتي وسرّ إطلالة ميريام فارس في موناكو
مؤخرًا، أطل المصمم اللبناني البارز إيليو موسالّم في حوار حصري مع مجلة "هي"، كاشفًا عن جوانب عميقة من فلسفته في عالم تصميم الأزياء الراقية، ومسلطًا الضوء على رؤيته الفريدة للمرأة التي يسعى لتجسيدها في كل قطعة يبدعها. وقد حظي الحوار باهتمام واسع، خصوصًا مع كشفه عن تفاصيل مثيرة حول إطلالة النجمة اللبنانية ميريام فارس التي أسرت الأنظار في موناكو، والتي حملت توقيعه.

يُعد هذا الحوار فرصة نادرة للغوص في عقلية مصمم ترك بصمة واضحة في المشهد العالمي للموضة، ليس فقط بجمالية تصاميمه، بل بعمق رسالته التي تتجاوز حدود القماش والخياطة، لتركز على تمكين المرأة وتعزيز ثقتها بذاتها من خلال الأزياء التي ترتديها.
فلسفة التصميم ورؤية إيليو موسالّم للمرأة
يشرح موسالّم خلال الحوار أن عملية التصميم بالنسبة له ليست مجرد رسم خطوط أو اختيار أقمشة، بل هي تجسيد لحلم ورؤية. يؤكد المصمم أنه عندما يبدأ في التصميم، يتخيل امرأة معينة: "امرأة جريئة، أنثوية، وحرة". هذه المكونات الثلاثة هي الركيزة الأساسية لكل قطعة تخرج من دار أزيائه. فالجرأة تتجلى في القصات غير التقليدية والدمج الجريء للألوان والخامات، مما يمنح المرأة إطلالة لافتة لا تخشى التميز.
أما الأنوثة، فهي العنصر الجوهري الذي يتغلغل في كل التفاصيل، من التطريزات الرقيقة التي تحاكي الزهور والطبيعة، إلى استخدام الأقمشة الفاخرة التي تلامس البشرة بلطف وتبرز جمال قوام المرأة بشكل راقٍ. يحرص موسالّم على أن تكون التصاميم مرادفًا للرقة والجاذبية دون التضحية بالراحة أو الأناقة. وتشكل الحرية بعدًا ثالثًا بالغ الأهمية، حيث يرى أن الأزياء يجب أن تمنح المرأة شعورًا بالتحرر والانطلاق، لا أن تقيدها. هذا يتجلى في تصميمات تسمح بالحركة السلسة، وتعبّر عن شخصية المرأة المستقلة الواثقة بقدراتها، والتي لا تخضع لقيود الموضة التقليدية بل تصنع توجهاتها الخاصة.
- الجرأة: تظهر في القصات المبتكرة، الألوان الجريئة، والتفاصيل غير المتوقعة التي تجذب الأنظار.
- الأنوثة: تتجسد في استخدام الأقمشة الفاخرة، التطريزات الدقيقة، والتصاميم التي تبرز منحنيات الجسم برقة وأناقة.
- الحرية: تعكسها التصاميم المريحة التي تسمح بالحركة وتمنح المرأة شعوراً بالاستقلالية والتعبير عن الذات.
مسيرة إيليو موسالّم وتأثيراته
لم تكن رحلة إيليو موسالّم في عالم الموضة مجرد مسار مهني عادي، بل هي قصة شغف عميق بدأ منذ سنوات مبكرة، مدعومًا بإلهام عائلي متجذر. نشأ موسالّم في بيئة تقدر الفن والجمال، مما صقل حسّه الفني ودفعه نحو استكشاف عالم الأقمشة والتصاميم. تأثر كثيرًا بالحرفية اللبنانية العريقة في مجال الخياطة والتطريز، والتي اشتهر بها لبنان كمركز للأزياء الراقية في الشرق الأوسط.
مع مرور السنين، طوّر موسالّم أسلوبه الخاص الذي يجمع بين التراث الشرقي العريق والحداثة الغربية المعاصرة. وقد أسس دار أزيائه الخاصة به ليقدم تصاميم تجمع بين الرقي الكلاسيكي واللمسة العصرية الجريئة، مما أكسبه مكانة مرموقة كأحد أبرز المصممين الذين يعيدون تعريف مفهوم الأناقة الراقية. يتميز موسالّم بقدرته على فهم احتياجات المرأة العصرية وتقديم حلول أزياء تتناسب مع مختلف المناسبات، من الفساتين الساهرة الفخمة إلى الأزياء النهارية الراقية، وكلها تحمل توقيعه الخاص الذي لا يخطئه أحد.
سرّ إطلالة ميريام فارس في موناكو
تطرق الحوار بشكل خاص إلى الإطلالة التي صممها إيليو موسالّم للنجمة اللبنانية ميريام فارس خلال إحدى الفعاليات الكبرى في موناكو، والتي أثارت ضجة واسعة وأشادت بها وسائل الإعلام ومحبو الموضة. وقد كشف موسالّم السر وراء هذه الإطلالة الأيقونية، مؤكدًا أنها لم تكن مجرد فستان جميل، بل كانت تعبيرًا متكاملًا عن شخصية ميريام فارس وتجسيدًا لرؤيته الفنية.
أوضح موسالّم أن التصميم بدأ بحوار معمق مع ميريام فارس نفسها، لفهم رؤيتها ورغباتها وكيف تريد أن تظهر في هذا الحدث الخاص. كان الهدف خلق إطلالة تجمع بين الجرأة والأنوثة الساحرة، مع لمسة من الفخامة التي تليق بالحدث ومكانة النجمة. الفستان الذي اختاره كان قطعة فريدة تتميز بقصتها المبتكرة، التي تبرز رشاقة ميريام وتمنحها حضورًا ملكيًا، مع استخدام أقمشة فاخرة تتلألأ تحت الأضواء وتضفي عليها بريقًا خاصًا. لم يقتصر السر على اختيار التصميم وحده، بل امتد إلى أدق التفاصيل من التطريزات اليدوية المعقدة إلى اختيار الألوان التي تتناسب مع بشرتها وتضفي عليها إشراقًا.
كانت هذه الإطلالة بمثابة دراسة متكاملة لكيفية تحويل رؤية فنية إلى حقيقة ملموسة، حيث جمعت بين:
- التناسب المثالي: الفستان صُمم ليناسب قوام ميريام فارس بدقة متناهية، مما عزز من أناقتها وراحتها.
- التفرد: لم يكن التصميم مألوفًا، بل حمل بصمة موسالّم الجريئة والمميزة التي تجعله يبرز عن غيره.
- التعبير عن الشخصية: عكس الفستان شخصية ميريام فارس الجريئة والراقصة، مما جعلها تشعر بالثقة والتألق.
- جودة الخامات: استخدام أجود أنواع الأقمشة والتطريزات التي أضفت على الإطلالة فخامة لا مثيل لها.
لقد لاقت الإطلالة صدى كبيرًا، وأصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الموضة، مؤكدة على قدرة إيليو موسالّم على إبداع تصاميم لا تُنسى تجمع بين الفن والأناقة والفخامة.
الأهمية والتأثير في عالم الموضة
يساهم حوار إيليو موسالّم مع مجلة "هي" ليس فقط في تسليط الضوء على أعماله الفردية، بل يلقي الضوء على المشهد الأوسع لصناعة الأزياء الراقية في المنطقة. فمثل هذه المقابلات تُعد مصدر إلهام للمصممين الشباب وتوضح أن الإبداع لا يزال له مكانة رئيسية في عالم يزداد فيه الاعتماد على الإنتاج الضخم.
إن فلسفة موسالّم التي تركز على المرأة الجريئة والأنثوية والحرة، تتوافق مع التوجهات العالمية نحو تمكين المرأة وتعزيز صوتها. عندما يرتدي المشاهير من أمثال ميريام فارس تصاميمه، فإنهم لا يعرضون فقط فستانًا جميلًا، بل يشاركون رسالة حول القوة والجمال والثقة بالنفس. هذا يؤكد على دور الموضة كأداة للتعبير الثقافي والاجتماعي، تتجاوز مجرد كونها ملابس.
يعمل إيليو موسالّم على ترسيخ مكانة الأزياء اللبنانية والعربية على الساحة الدولية، مقدمًا للعالم رؤية شرقية معاصرة لا تخشى التجريب والابتكار. مساهماته تبرهن أن الموضة ليست مقتصرة على العواصم التقليدية، وأن المواهب من كل أنحاء العالم قادرة على نحت مكانة لها وترك بصمة لا تُمحى.
في الختام، يمثل حوار إيليو موسالّم مع "هي" نافذة مهمة على عالم المصممين الذين لا يكتفون بابتكار الجمال، بل يسعون لإحداث تأثير أعمق من خلال أعمالهم. من خلال فلسفته الواضحة التي تحتفي بالمرأة بكل تفاصيلها، وقدرته على ترجمة هذه الفلسفة إلى تصاميم أيقونية، يواصل موسالّم تعزيز مكانته كاسم لا غنى عنه في سجل الموضة الراقية.





