في خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة رياضة المصارعة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أعلن اتحاد الإمارات للمصارعة مؤخراً عن انطلاق موسمه الرياضي الجديد لعامي 2025-2026. جاء هذا الإعلان خلال فعالية خاصة ومميزة أقيمت في «سي وورلد» بجزيرة ياس في أبوظبي، وشهدت حضوراً رفيع المستوى يعكس الأهمية التي توليها الدولة لتطوير القطاع الرياضي. وقد ضم الحضور شخصيات بارزة مثل الشيخ حمدان بن سعيد بن طحنون آل نهيان، الأمين العام للاتحاد، إلى جانب أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، وكوكبة من القيادات الرياضية والإعلامية، وممثلين عن الأندية والمدارس والأكاديميات الرياضية التي ستكون جزءاً فاعلاً في فعاليات الموسم.

تُشكل هذه الانطلاقة الجديدة نقلة نوعية في مسيرة المصارعة الإماراتية، حيث تهدف إلى بناء قاعدة رياضية قوية ومستدامة، تضمن استمرارية النجاحات على الصعيدين المحلي والدولي. تأتي المبادرات المعلنة في إطار رؤية شاملة تسعى لتوسيع انتشار اللعبة وجذب المواهب وصقلها، مع التركيز على القيم الأصيلة التي تمثلها المصارعة من انضباط واحترام وروح رياضية.
المحاور الرئيسية للموسم الجديد والمبادرات التنموية
كشفت الفعالية عن أجندة حافلة بالبطولات والبرامج والفعاليات المنتظرة، والتي صُممت بعناية لتحقيق أهداف الاتحاد الطموحة. تتضمن الأجندة عدة مبادرات محورية تهدف إلى إحداث تغيير جذري في المشهد الرياضي للمصارعة في الدولة:
- دوري الأندية للمصارعة: تُطلق النسخة الأولى من دوري الأندية للمصارعة كخطوة استراتيجية لتعزيز التنافسية بين الأندية وتوسيع قاعدة الممارسين المحترفين وشبه المحترفين. ستُقام منافساته على مدار خمس جولات رئيسية، تمتد من شهر أكتوبر 2025 وحتى أبريل 2026، مما يضمن احتكاكاً مستمراً وتطويراً للمستويات الفنية والبدنية للاعبين.
- دوري المدارس للمصارعة: يأتي هذا الدوري ليكون ركيزة أساسية لاكتشاف المواهب الشابة في سن مبكرة، وتوفير بيئة تنافسية منظمة لهم. سيشمل ست جولات رئيسية تُجرى خلال الفترة من يناير إلى أبريل 2026، وهو ما يعكس التزام الاتحاد بالاستثمار في الأجيال القادمة وبناء جيل جديد من الرياضيين الإماراتيين القادرين على تمثيل الدولة.
- كأس الاتحاد للمصارعة: تُوج الموسم ببطولة كأس الاتحاد، التي تعد بمثابة النهائي الرسمي والختامي لكل من دوري الأندية ودوري المدارس، مما يضفي بعداً احتفالياً وتنافسياً على ختام الموسم. من المقرر أن يجمع هذا الحدث الكبير أفضل 16 نادياً وأفضل 16 مدرسة في مواجهة حاسمة يوم 10 مايو 2026 في إمارة دبي، ليكون محطة رئيسية لتحديد أبطال الموسم وتكريم المتميزين.
- مركز الإمارات للمصارعة: أعلن الاتحاد عن قرب افتتاح أول مركز متخصص للمصارعة تحت مظلته في أبوظبي، وهو «مركز الإمارات للمصارعة». يمثل هذا المركز منصة متكاملة لتطوير اللاعبين، وصقل مواهبهم، وتوفير بيئة تدريبية متقدمة تستهدف كلاً من الرياضيين النخبة والمجتمع الرياضي عموماً. ويُخطط أن يكون هذا المركز النواة لإنشاء المزيد من المراكز المماثلة في مختلف إمارات الدولة، مما يعزز انتشار المصارعة وترسيخ حضورها محلياً وإقليمياً.
- بطولات المصارعة الشاطئية: في إطار سعي الاتحاد لابتكار أساليب جديدة لجذب الجمهور والمواهب، كشف عن خطط لإطلاق سلسلة من بطولات المصارعة الشاطئية. ستُقام هذه البطولات في إمارات مختلفة خلال الربع الأخير من عام 2025 والربع الأول من عام 2026، بهدف توفير تجارب تنافسية متنوعة ومنصات جديدة تتيح للمواهب خوض المنافسات في بيئات مختلفة، مما يثري المشهد الرياضي المحلي ويعرض اللعبة في مواقع جاذبة.
الشراكات الاستراتيجية ودعم المجتمع الرياضي
لتحقيق رؤيته الطموحة وتوفير بيئة رياضية مستدامة تعتمد على دعائم قوية، أعلن اتحاد الإمارات للمصارعة عن توقيع 14 مذكرة تفاهم مع مجموعة واسعة من المؤسسات والجهات الوطنية الرائدة. تعكس هذه الشراكات التزام الاتحاد بالعمل التعاوني مع مختلف القطاعات لضمان الدعم الشامل لتطوير اللعبة، وتشمل هذه الشراكات:
- الدعم الحكومي والمجتمعي: مؤسسات مثل دائرة تنمية المجتمع وبرنامج فزعة، مما يؤكد على أهمية البعد الاجتماعي في رؤية الاتحاد ودعم المبادرات الحكومية لتمكين الشباب وتقديم الرعاية.
- الإعلام والترفيه: شركة أبوظبي للإعلام وميرال، وهما جهتان حيويتان لضمان التغطية الإعلامية الواسعة والترويج للعبة كوجهة ترفيهية ورياضية جاذبة.
- قطاع الأعمال والتطوير: شركاء من قطاعات حيوية مثل شركة أدنوك، الدار العقارية، ساس العقارية، مجموعة لولو، بنك أبوظبي التجاري، وشركة الإمارات ريم للاستثمار، مما يوفر دعماً مالياً ولوجستياً بالغ الأهمية للمبادرات.
- الصحة والتعليم: مؤسسات مثل جيمس للتعليم، صيدلية العين، ومستشفى هيلث بوينت، لضمان توفير بيئة صحية وتعليمية داعمة للرياضيين، إلى جانب أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية التي تعزز حضور المرأة في هذه الرياضة وتدعم المواهب النسائية.
تهدف هذه الشراكات الاستراتيجية إلى دعم خطط تطوير اللعبة وتوفير بيئة رياضية مستدامة تسهم في تمكين الشباب، وتنمية مهاراتهم، وتعزيز الحضور المحلي والدولي للمصارعة، مما يضمن قاعدة قوية للنمو والازدهار المستمر.
رؤية القيادة وأثرها المستقبلي
في تصريح له بهذه المناسبة، أكد معالي محمد خليفة المبارك، رئيس اتحاد المصارعة، أن «الموسم الجديد يعكس رؤيتنا الطموحة لتطوير رياضة المصارعة، بما تمثله من قيم الانضباط والاحترام وروح الفريق». وشدد على أن الهدف الأساسي هو بناء قاعدة قوية من الرياضيين الإماراتيين في الأندية والمدارس، والارتقاء بمستوياتهم لإعدادهم لخوض المنافسات القارية والعالمية، وتمثيل الدولة بأفضل صورة ممكنة. وتتمثل الرسالة الجوهرية للاتحاد في تعزيز حضور المصارعة الإماراتية على الساحتين الإقليمية والدولية، وترسيخ مكانة الدولة على خريطة الرياضة العالمية، بما يتماشى مع التطلعات الوطنية.
من المتوقع أن يكون هذا الموسم الجديد نقطة تحول محورية في مسيرة رياضة المصارعة في دولة الإمارات. فمن خلال الجمع بين المنافسة القوية، والدعم المؤسسي الفعال، والشراكات المجتمعية الواسعة، يلتزم الاتحاد بترسيخ حضور اللعبة محلياً وعالمياً، مؤكداً بذلك التزام دولة الإمارات بمسيرة التميز الرياضي التي تنتهجها وتوفير كافة الإمكانات للارتقاء بقطاعها الرياضي.





