اتحاد تواركة يحدد شروط رحيل فؤاد الزهواني للأهلي: ثمن باهظ وبند تعاقدي غير مألوف
في تطورات حديثة تتابعها الأوساط الرياضية في مصر والمغرب، كشفت مصادر مقربة من نادي اتحاد تواركة المغربي عن تحديد النادي لشروطه الجوهرية للموافقة على رحيل لاعبه الشاب والموهوب، الظهير الأيسر فؤاد الزهواني، إلى النادي الأهلي المصري. تأتي هذه الشروط، التي تشمل مطالب مالية مرتفعة وبندًا تعاقديًا غير مألوف، بعد اهتمام متزايد من جانب النادي القاهري بضم اللاعب، الذي يُنظر إليه على أنه بديل محتمل للاعبه التونسي المخضرم علي معلول.

خلفية الاهتمام باللاعب
يمثل مركز الظهير الأيسر أحد المراكز الحيوية في أي فريق كرة قدم، ويُعد اللاعب التونسي علي معلول ركيزة أساسية لا غنى عنها في تشكيلة النادي الأهلي منذ انضمامه للفريق قبل سنوات. بفضل مهاراته الهجومية والدفاعية وقدرته على صناعة الأهداف وتسجيلها من الكرات الثابتة والمتحركة، بات معلول أيقونة لدى جماهير الأهلي. ومع تقدم اللاعب في العمر واقتراب نهاية عقده، بدأت إدارة النادي الأهلي في التفكير جديًا في استراتيجية التعاقب لضمان استمرارية قوة الفريق في هذا المركز. وفي هذا السياق، ظهر اسم فؤاد الزهواني بقوة كخيار مثالي لتعويض معلول في المستقبل.
يعتبر فؤاد الزهواني، البالغ من العمر نحو 20 عامًا، أحد أبرز المواهب الشابة الصاعدة في الدوري المغربي وفي منتخبات الشباب المغربية. اشتهر اللاعب بقدراته الفنية العالية، وسرعته، ومهاراته في المراوغة، بالإضافة إلى قدرته على أداء الأدوار الدفاعية والهجومية بفاعلية على الجانب الأيسر. وقد لفت الزهواني أنظار كشافي الأندية الكبرى بأدائه المميز في مباريات فريقه اتحاد تواركة وخلال مشاركاته الدولية مع منتخب المغرب للشباب، ما جعله هدفًا مرغوبًا للعديد من الأندية الطامحة.
تطورات المفاوضات والشروط المغربية
وفقًا للمعلومات المتداولة في الأيام الأخيرة، دخلت إدارة النادي الأهلي، عبر وسطاء، في اتصالات أولية مع نظرائهم في اتحاد تواركة لاستكشاف إمكانية ضم الزهواني. وقد أبدت إدارة النادي المغربي استعدادها للتفاوض، ولكنها وضعت مجموعة من الشروط التي تعكس سياستها في الحفاظ على حقوق النادي ورعاية مستقبل لاعبيها:
- القيمة المالية المرتفعة: حدد اتحاد تواركة سعرًا مبدئيًا لرحيل فؤاد الزهواني يقارب 2 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ يعتبر مرتفعًا نسبيًا للاعب شاب لم تتجاوز تجربته الاحترافية الكبرى سنوات قليلة. يشير هذا الطلب إلى إيمان النادي بقيمة اللاعب وإمكانياته المستقبلية الكبيرة.
- بند إعادة البيع المستقبلي: إلى جانب القيمة المالية الأساسية، اشترط النادي المغربي الحصول على نسبة مئوية كبيرة من أي عملية بيع مستقبلية للاعب من قبل النادي الأهلي إلى نادٍ آخر، والتي قد تصل إلى 30-40%. يهدف هذا البند إلى ضمان استفادة النادي من التطور المتوقع للزهواني وارتفاع قيمته السوقية في المستقبل، خاصة إذا ما انتقل إلى الدوريات الأوروبية الكبرى.
- البند التعاقدي غير المألوف: هذا هو الشرط الذي أثار الدهشة في الأوساط الكروية. يطالب اتحاد تواركة بوضع بند في العقد يضمن لـ فؤاد الزهواني مسارًا واضحًا للتطور واللعب المستمر. يتضمن هذا البند، وفقًا للمصادر، خيار إعارة اللاعب مباشرة إلى نادٍ أوروبي متوسط أو ضمان مشاركته في عدد معين من المباريات مع الفريق الأول لـ النادي الأهلي خلال موسمه الأول أو الثاني. الهدف من هذا الشرط هو حماية مستقبل اللاعب وضمان حصوله على فرص اللعب التي تساعده على التطور، وعدم قضاء فترة طويلة على مقاعد البدلاء، مما قد يعيق مسيرته الاحترافية الدولية. يعكس هذا الشرط رؤية اتحاد تواركة في كونه ليس مجرد نادٍ لبيع المواهب، بل شريكًا في تنمية مسيرة لاعبيه.
لماذا يهم هذا الخبر؟
تكتسب هذه المفاوضات أهمية بالغة لعدة أطراف:
- للنادي الأهلي: يمثل التعاقد مع الزهواني خطوة استراتيجية حاسمة لتأمين مستقبل مركز الظهير الأيسر، وهو ما سيمنح الجهاز الفني مرونة أكبر في إدارة الفريق ويخفف الضغط عن علي معلول.
- لاتحاد تواركة: في حال إتمام الصفقة، سيحقق النادي المغربي مكسبًا ماليًا كبيرًا، بالإضافة إلى تعزيز سمعته كمركز لتطوير المواهب الشابة وتقديمها لأكبر الأندية في القارة.
- لفؤاد الزهواني: الانتقال إلى نادٍ بحجم الأهلي، الذي يُعد أحد أكبر أندية إفريقيا والعالم العربي، سيمثل قفزة نوعية في مسيرته الكروية، وسيوفر له منصة أكبر لإظهار قدراته واكتساب الخبرة على أعلى المستويات، خاصة مع مشاركات الأهلي المتكررة في البطولات القارية والعالمية.
- لسوق الانتقالات الأفريقية: تعكس هذه الصفقة المحتملة تزايد قيمة المواهب الشابة في شمال أفريقيا، وتؤكد على ديناميكية سوق الانتقالات بين الأندية في المنطقة.
التوقعات والآثار المحتملة
من المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة مزيدًا من المفاوضات بين الناديين للتوصل إلى صيغة نهائية تناسب الطرفين. قد يحاول النادي الأهلي التفاوض حول تخفيض القيمة المالية أو تعديل بعض بنود العقد غير المألوفة. ومع ذلك، فإن إصرار اتحاد تواركة على هذه الشروط يعكس موقفه القوي ورغبته في الاستفادة القصوى من موهبة لاعبه. إذا ما تم التوصل إلى اتفاق، فإن ذلك قد يفتح الباب أمام صفقات مماثلة في المستقبل، حيث تسعى الأندية إلى تأمين مستقبل مراكزها الحيوية بمواهب شابة واعدة من المنطقة.
لا يزال مستقبل فؤاد الزهواني معلقًا على طاولة المفاوضات، لكن الاهتمام الكبير من النادي الأهلي والشروط التي وضعها اتحاد تواركة تؤكد أن اللاعب يمتلك قيمة سوقية وفنية عالية، وأن رحيله لن يكون بالأمر الهين أو الرخيص.





