اتهامات للدعم السريع بتصفية مرضى في مستشفى الفاشر والقوات تعلن فتح تحقيق
أعلنت قوات الدعم السريع في السودان عن فتح تحقيق في اتهامات خطيرة موجهة لعناصرها، تتعلق بارتكاب انتهاكات جسيمة شملت قتل و"تصفية" مرضى وطواقم طبية بعد اقتحام المستشفى الجنوبي في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. جاء هذا الإعلان في ظل تصاعد المعارك العنيفة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية، والتي تعتبر آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور.

خلفية الأحداث
تأتي هذه التطورات في سياق الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ أشهر، حيث تدور اشتباكات عنيفة بينها وبين الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه. وقد تعرض المستشفى الجنوبي، وهو المرفق الطبي الرئيسي في المدينة، لقصف متكرر خلال الأسابيع التي سبقت الحادثة، مما أدى إلى إعلان منظمة أطباء بلا حدود، التي كانت تدعمه، عن إغلاقه وخروجه عن الخدمة في أوائل شهر يونيو 2024. كان المستشفى يقدم الرعاية الطبية الحيوية لمئات الآلاف من السكان والنازحين المحاصرين في المدينة.
تفاصيل الاتهامات ورد الدعم السريع
بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المستشفى، انتشرت تقارير وشهادات من نشطاء ومصادر محلية تتهم عناصر القوات باقتحام المنشأة ونهبها وتنفيذ عمليات قتل بحق مرضى جرحى وكوادر طبية كانوا لا يزالون بداخلها. وصفت هذه المزاعم بأنها "جرائم حرب" وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المرافق الصحية والعاملين فيها.
في مواجهة هذه الاتهامات، أصدرت قوات الدعم السريع بياناً رسمياً أقرت فيه بوقوع "تجاوزات فردية" من قبل بعض عناصرها. وأكد البيان أن قيادة القوات أمرت بتشكيل لجنة تحقيق فورية للوقوف على حقيقة ما جرى، متعهدة بمحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الانتهاكات. وأضاف البيان أن هذه التصرفات لا تمثل سياسة القوات أو قيمها، وأنها تهدف إلى حماية المدنيين وليس استهدافهم.
الأهمية والسياق الأوسع
تكتسب هذه الحادثة أهمية خاصة لعدة أسباب:
- انتهاك القانون الدولي: يعتبر الهجوم على المستشفيات وقتل المرضى جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف، مما يضع قوات الدعم السريع تحت ضغط دولي متزايد.
- تدهور الوضع الإنساني: أدى خروج المستشفى الرئيسي الوحيد في الفاشر عن الخدمة إلى انهيار شبه كامل للقطاع الصحي في المدينة، مما يترك مئات الآلاف من المدنيين دون أي وصول للرعاية الطبية الطارئة والجراحية.
- نمط متكرر: تأتي هذه الاتهامات ضمن سلسلة من الادعاءات الموجهة لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في دارفور ومناطق أخرى من السودان منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، وهو ما يثير شكوكاً حول جدية التحقيقات التي تعلن عنها.
وقد أعربت منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، عن قلقها البالغ إزاء الهجمات الممنهجة على الرعاية الصحية في السودان، ودعت جميع أطراف النزاع إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي وضمان حماية المدنيين والمرافق الحيوية. ويبقى الوضع في الفاشر كارثياً، مع استمرار القتال الذي يهدد بحياة مئات الآلاف من السكان المحاصرين.



