نقابة الصحفيين السودانيين تناشد الأمم المتحدة للإفراج عن محتجزين لدى قوات الدعم السريع
أصدرت نقابة الصحفيين السودانيين نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، مطالبةً بالتدخل الفوري لضمان إطلاق سراح عدد من الصحفيين الذين تم احتجازهم أو انقطع الاتصال بهم في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. ويأتي هذا التحرك في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في أواخر يونيو 2024، مما أدى إلى تصاعد المخاطر التي تواجه العاملين في الحقل الإعلامي.

تفاصيل الانتهاكات في الفاشر
في بيان رسمي، أعربت النقابة عن قلقها البالغ إزاء مصير عدد من الصحفيين في الفاشر، وعلى رأسهم المصور الصحفي إبراهيم جبريل أبكر، الذي فُقد الاتصال به، والصحفي معمر إبراهيم، الذي تم تأكيد احتجازه لدى قوات الدعم السريع. وحمّلت النقابة قيادة الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامة الصحفيين، مشيرةً إلى أن هذه الحوادث تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يكفل حماية المدنيين، بمن فيهم الصحفيون، أثناء النزاعات المسلحة.
وأوضحت النقابة أن الصحفيين في الفاشر يواجهون حملة استهداف ممنهجة تهدف إلى إسكات الأصوات الإعلامية ومنع تغطية الأحداث الجارية على الأرض. وتشمل هذه الانتهاكات الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتهديدات، مما يخلق بيئة عمل شديدة الخطورة ويجبر الكثيرين على التوقف عن ممارسة مهنتهم أو النزوح إلى مناطق أكثر أمنًا.
مناشدة دولية ومطالب واضحة
لم تقتصر مناشدة النقابة على الأمم المتحدة، بل شملت أيضًا الاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة، مثل الاتحاد الدولي للصحفيين ومراسلون بلا حدود. وتمحورت مطالبها حول ضرورة ممارسة ضغط دولي حقيقي على أطراف النزاع، وخصوصًا قوات الدعم السريع، من أجل تحقيق عدة أهداف ملحة، من بينها:
- الكشف الفوري عن مصير جميع الصحفيين المختفين والمحتجزين.
 - الإفراج غير المشروط عن كافة الإعلاميين المعتقلين بسبب عملهم الصحفي.
 - ضمان توفير ممرات آمنة للصحفيين الراغبين في مغادرة مناطق القتال.
 - التحقيق في جميع الانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين ومحاسبة المسؤولين عنها.
 
سياق أوسع لأزمة الصحافة في السودان
تأتي هذه التطورات الأخيرة في الفاشر ضمن سياق أوسع من التدهور الحاد في حرية الصحافة في السودان منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. وقد وثقت منظمات حقوقية وإعلامية عشرات حالات الاعتداء على الصحفيين من قبل طرفي الصراع، بما في ذلك القتل والاعتقال والتعذيب واستهداف المؤسسات الإعلامية. وقد أدى هذا الوضع إلى تعتيم إعلامي واسع في أجزاء كبيرة من البلاد، خاصة في إقليم دارفور والعاصمة الخرطوم، مما يعيق بشكل كبير وصول المعلومات الدقيقة حول الأزمة الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان.
الأهمية والتداعيات
يمثل استهداف الصحفيين في السودان تهديدًا مباشرًا لحق المواطنين في المعرفة والوصول إلى المعلومات، وهو أمر حيوي في أوقات الحرب. ففي غياب التغطية الإعلامية المستقلة، تنتشر الشائعات والمعلومات المضللة، مما يزيد من معاناة المدنيين ويصعّب جهود الإغاثة الإنسانية. وتبرز دعوة نقابة الصحفيين للتدخل الدولي حجم العجز المحلي عن توفير الحماية اللازمة للعاملين في مجال الإعلام، وتؤكد على الحاجة الماسة إلى تحرك دولي منسق لوقف هذه الانتهاكات وضمان أن يتمكن الصحفيون من أداء عملهم دون خوف من الانتقام.




