افتتاح أول مدرسة متخصصة في التكنولوجيا التطبيقية والغاز والطاقة المتجددة بمحافظة الغربية
في صباح هذا اليوم، شهدت محافظة الغربية حدثًا تعليميًا بارزًا تمثل في افتتاح مدرسة المهندس عبد الخالق عياد للتكنولوجيا التطبيقية والغاز والطاقة المتجددة بمدينة كفر الزيات. قام بافتتاح المدرسة اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، في خطوة تؤكد التزام المحافظة بتعزيز التعليم الفني والمهني لمواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة. تُعد هذه المنشأة التعليمية الجديدة إضافة نوعية لمنظومة التعليم الفني بالمحافظة، حيث أنها المدرسة الثالثة للتكنولوجيا التطبيقية في الغربية، والأهم من ذلك، هي الأولى من نوعها المتخصصة بشكل حصري في مجالات الغاز والطاقة المتجددة.
خلفية وأهمية التعليم الفني التطبيقي
يأتي تأسيس هذه المدرسة في إطار التوجهات الوطنية لجمهورية مصر العربية نحو تطوير التعليم الفني والتدريب المهني، والذي يُنظر إليه كركيزة أساسية لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. تهدف مدارس التكنولوجيا التطبيقية إلى سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات الصناعة، من خلال تقديم مناهج دراسية متطورة تركز على الجانب العملي والمهارات التطبيقية. ويُعتبر قطاع الطاقة، بفرعيه التقليدي والمتجدد، أحد أهم القطاعات الحيوية التي تتطلب كوادر فنية مدربة ومؤهلة تأهيلاً عاليًا.
لطالما كانت الحاجة ملحة لوجود خريجين يمتلكون المعرفة والمهارات اللازمة للعمل في صناعات الطاقة سريعة التطور، سواء في استكشاف واستخراج الغاز، أو في تشغيل وصيانة محطات الطاقة الشمسية والرياح، أو حتى في تطوير حلول الطاقة المستدامة. ومع تزايد الاستثمارات في مشروعات الطاقة المتجددة في مصر، يصبح توفير الأيدي العاملة المدربة في هذه المجالات ضرورة قصوى لدعم النمو الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة.
رؤية المدرسة والمناهج الدراسية
تتمحور رؤية مدرسة المهندس عبد الخالق عياد حول إعداد جيل جديد من الفنيين المتخصصين القادرين على المساهمة بفاعلية في قطاعي الغاز والطاقة المتجددة. ستعتمد المدرسة منهجًا دراسيًا قائمًا على الشراكة الفعالة مع كبرى الشركات العاملة في هذه الصناعات، لضمان أن تكون المقررات الدراسية والتدريب العملي متوافقة تمامًا مع أحدث التقنيات والمعايير العالمية. وسيحصل الطلاب على تدريب مكثف داخل ورش عمل مجهزة بأحدث المعدات والأدوات، بالإضافة إلى فرص للتدريب الميداني في مواقع العمل الحقيقية.
تشمل التخصصات التي ستوفرها المدرسة مجالات مثل:
- تقنيات استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي.
- صيانة وتشغيل شبكات الغاز وتوزيعها.
- تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية (الكهروضوئية والحرارية).
- تقنيات طاقة الرياح والأنظمة الهجينة.
- كفاءة الطاقة وإدارة المشروعات الصغيرة في هذا القطاع.
يهدف هذا التكامل بين التعليم النظري والتدريب العملي إلى تزويد الخريجين بمجموعة شاملة من المهارات التي تجعلهم مطلوبين بشدة في سوق العمل، وتؤهلهم للالتحاق بفرص وظيفية واعدة.
الأثر المتوقع والتطلعات المستقبلية
من المتوقع أن يكون لافتتاح هذه المدرسة تأثيرات إيجابية متعددة الأبعاد على عدة مستويات:
- على الطلاب والخريجين: ستوفر المدرسة مسارًا تعليميًا واضحًا ومستقبلًا مهنيًا مضمونًا، حيث تضمن لهم اكتساب مهارات عالية الطلب، مما يعزز فرصهم في الحصول على وظائف لائقة ويقلل من نسب البطالة بين الشباب.
- على الاقتصاد المحلي: ستساهم المدرسة في دعم الصناعات المرتبطة بالطاقة في محافظة الغربية والمناطق المحيطة بها، من خلال توفير عمالة فنية مؤهلة. هذا بدوره قد يجذب استثمارات جديدة في القطاعات المستهدفة ويعزز التنمية الاقتصادية للمحافظة.
- على الاستراتيجية الوطنية للطاقة: يلعب هذا النوع من المدارس دورًا حيويًا في تحقيق أهداف مصر للطاقة المتجددة وتوطين الصناعات والخبرات التكنولوجية. فمن خلال تخريج فنيين متخصصين، يتم بناء قدرات محلية في مجالات حيوية للدولة.
يُنظر إلى مدرسة المهندس عبد الخالق عياد للتكنولوجيا التطبيقية والغاز والطاقة المتجددة كنموذج يحتذى به، ويُتوقع أن يتم تكرار هذه التجربة الناجحة في محافظات أخرى لتعزيز التعليم الفني التخصصي في المجالات التي تخدم خطط التنمية الشاملة لمصر.


