الأردن والمملكة المتحدة يعززان التعاون في التكنولوجيا الرقمية بمنتدى شامل
اختتمت مؤخرًا فعاليات المنتدى الأردني البريطاني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2025، الذي يعد منصة محورية لتعزيز أواصر التعاون وتبادل الخبرات بين المملكتين في مجالات الاقتصاد الرقمي المزدهرة. أقيم المنتدى في المملكة المتحدة، وشهد رعاية ملكية سامية من صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي أشرف على إطلاقه في الأسبوع الماضي، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذا الحدث.

نظمت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة الأردنية هذا التجمع بالتعاون الوثيق مع السفارة الأردنية في لندن، وحظي بدعم برنامج “جوردن سورس”. جمع المنتدى تحت مظلته أكثر من 140 من قادة قطاع التكنولوجيا والريادة من كلا البلدين، بهدف استكشاف سبل جديدة للتعاون والاستثمار المشترك، وفتح آفاق واسعة للنمو في عالم التحول الرقمي.
أهداف المنتدى ومحاوره الرئيسية
تمحورت النقاشات والجلسات على مدار يومين متتاليين حول عدد من القطاعات الحيوية التي تشكل ركيزة الاقتصاد الرقمي العالمي. ركز المشاركون على تحديد فرص الشراكة والاستثمار في مجالات التحول الرقمي، والصناعات الإبداعية التي تشهد نموًا مطردًا، بالإضافة إلى قطاع الألعاب الإلكترونية الذي يبرز كقوة اقتصادية صاعدة. كما شملت المحاور الرئيسية بحث آخر التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية ليشمل شرائح أوسع من المجتمعات والأعمال.
أكد المنتدى على أن هذه القطاعات لا تمثل فرصًا استثمارية فحسب، بل هي محركات أساسية للتنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل نوعية للشباب، وهو ما يتماشى مع الرؤى الوطنية لكلا البلدين لتعزيز الابتكار والاستدامة.
المشاركة والحضور الرفيع
لعبت الرعاية الملكية لسمو ولي العهد دورًا محوريًا في إعطاء المنتدى زخمًا كبيرًا، حيث أكد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني التزام الأردن بدفع عجلة التنمية الرقمية وتمكين الشباب. كما شارك في المنتدى نخبة من الخبراء وصناع القرار والمستثمرين من الأردن والمملكة المتحدة، الأمر الذي أثرى النقاشات وقدم رؤى متعددة الأبعاد حول التحديات والفرص المتاحة.
أبرزت الكلمات الافتتاحية واللقاءات الجانبية حجم الاهتمام المشترك بتطوير بيئة رقمية مستدامة، قادرة على استقطاب الاستثمارات العالمية ودعم المواهب المحلية في كلا الدولتين. وكانت المشاركة الواسعة دليلاً على الإيمان الراسخ بقدرة التعاون الدولي على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الأردن كمركز إقليمي للابتكار الرقمي
سلط المنتدى الضوء بشكل مكثف على الدور المتنامي الذي يضطلع به الأردن كمركز إقليمي واعد في قطاع التكنولوجيا والريادة الرقمية. أشار المشاركون إلى أن المملكة الهاشمية تتمتع ببيئة تكنولوجية حيوية، تجمع بين:
- الكفاءات الشابة والمبدعة: التي تشكل قوة دافعة للابتكار والتطوير.
- البنية التحتية المتطورة: التي تدعم نمو الشركات الناشئة واستقطاب الاستثمارات.
- الموقع الجغرافي الاستراتيجي: الذي يجعله بوابة للأسواق الإقليمية.
برز قطاع الألعاب الإلكترونية كمثال حي على الإمكانات الأردنية، حيث يشهد هذا القطاع نموًا متسارعًا في المنطقة، مع مساهمة شركات أردنية رائدة في تطوير ألعاب ذات جودة عالمية. وقد أكد المتحدثون أن هذه المقومات جعلت الأردن وجهة جاذبة للشركات العالمية الباحثة عن فرص استثمارية وشراكات في مجالات التكنولوجيا والإبداع الرقمي.
آفاق التعاون الأردني البريطاني
من الجانب البريطاني، أكد المتحدثون على أن المملكة المتحدة تتمتع بخبرات واسعة واستثمارات قوية في هذه القطاعات الرقمية، ما يجعل الشراكة مع الأردن فرصة استراتيجية لتحقيق النمو المشترك. تمثل هذه الخبرات البريطانية قيمة مضافة للأردن في جهوده لتطوير بنيته التحتية الرقمية ورفع مستوى المهارات المحلية.
عبر وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، سامي سميرات، عن تقديره العميق لرعاية سمو ولي العهد للمنتدى، مثمنًا دعم سموه المتواصل لمسيرة التحول الرقمي وتمكين الشباب. وأشار الوزير سميرات إلى أن الأردن يمضي بثقة نحو تعزيز مكانته كمركز إقليمي للابتكار الرقمي والاستثمار في التكنولوجيا والصناعات الإبداعية، ووجه دعوة للشركات البريطانية والعالمية لزيارة الأردن والتعرف عن قرب على بيئة الأعمال الحيوية وشبابه المبدع.
كما أكد الوزير على أهمية مبادرات مثل برنامج “جوردن سورس” والمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل في بناء شراكات استراتيجية تفتح آفاقًا جديدة في مجالات التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والألعاب، والتعليم الرقمي، مشددًا على التزام الحكومة الأردنية بتوفير بيئة محفزة للنمو التكنولوجي.
اللقاءات الثنائية والنتائج المتوقعة
على هامش المنتدى، عقد الوزير سميرات لقاءات ثنائية مع ممثلي عدد من الشركات التكنولوجية العالمية البارزة. تركزت هذه اللقاءات على استكشاف فرص التعاون والاستثمار المحتملة في السوق الأردني، بالإضافة إلى مناقشة سبل نقل الخبرات والتقنيات الحديثة لدعم مشاريع التحول الرقمي وتنمية المهارات الرقمية في الأردن. تهدف هذه الجهود إلى تعزيز القدرات التنافسية للشركات الأردنية ورفد السوق المحلي بأحدث الابتكارات.
يأتي تنظيم هذا المنتدى في إطار مساعي وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة المتواصلة لترسيخ مكانة الأردن كمركز إقليمي رائد للتكنولوجيا والريادة، وتوسيع شبكة شراكاته الدولية. يتوقع أن تسهم نتائج المنتدى في دعم الاقتصاد الرقمي الوطني من خلال استقطاب استثمارات جديدة، وخلق فرص عمل، وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات التكنولوجية، مما يعزز من مكانة المملكة كلاعب أساسي في المشهد الرقمي الإقليمي والعالمي.





