الإغلاق الحكومي الأمريكي يربك حركة الطيران مع كندا
تسبب الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الأمريكية في اضطرابات متزايدة في قطاع النقل الجوي، مما أثر بشكل مباشر على آلاف المسافرين بين كندا والولايات المتحدة. وخلال الأيام الأخيرة، أبلغت شركات الطيران عن موجة من التأخيرات والإلغاءات للرحلات، مع تزايد المخاوف من تفاقم الوضع إذا استمر المأزق السياسي في واشنطن.

تفاصيل الاضطرابات وتأثيرها على المسافرين
أعلنت شركات طيران كندية كبرى، مثل طيران كندا وويست جت، عن مواجهتها تحديات تشغيلية في رحلاتها المتجهة إلى المطارات الأمريكية الرئيسية، خاصة في الساحل الشرقي. وقد تركزت المشاكل بشكل كبير في مطارات حيوية مثل مطار لاغوارديا في نيويورك ومطار نيوآرك ليبرتي الدولي ومطار فيلادلفيا الدولي، حيث أدت النقص في أعداد المراقبين الجويين إلى فرض قيود على حركة الطائرات.
يواجه المسافرون من وإلى كندا تبعات مباشرة لهذه الاضطرابات، والتي تشمل:
- تأخيرات طويلة قد تمتد لساعات، مما يتسبب في تعطيل جداول السفر والعمل.
- إلغاء بعض الرحلات قبل وقت قصير من موعد إقلاعها، مما يضع الركاب في مواقف صعبة.
- تأثيرات متتالية، حيث إن تأخير رحلة واحدة يمكن أن يؤثر على شبكة الرحلات بأكملها لذلك اليوم.
- توصيات من شركات الطيران للتحقق المستمر من حالة الرحلات عبر الإنترنت قبل التوجه إلى المطار.
الأسباب الجذرية: نقص الموظفين في إدارة الطيران الفيدرالية
يعود السبب الرئيسي لهذه الفوضى إلى تأثير الإغلاق الحكومي على موظفي إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) وهيئة أمن النقل (TSA). يُعتبر هؤلاء الموظفون، بمن فيهم المراقبون الجويون وموظفو الفحص الأمني، "أساسيين" ويُطلب منهم مواصلة العمل، لكنهم يفعلون ذلك دون الحصول على رواتبهم.
أدى هذا الوضع إلى ضغوط مالية ونفسية هائلة على الموظفين، مما نتج عنه زيادة ملحوظة في نسبة الإجازات المرضية والغيابات غير المخطط لها. ومع تناقص أعداد المراقبين الجويين المتاحين في مراكز التحكم الجوي الحساسة، اضطرت إدارة الطيران الفيدرالية إلى اتخاذ إجراءات احترازية لضمان السلامة، مثل زيادة المسافات الفاصلة بين الطائرات وتقليل عدد عمليات الإقلاع والهبوط المسموح بها في الساعة الواحدة. هذه الإجراءات، المعروفة باسم "التحكم في تدفق الحركة الجوية"، هي التي تسبب مباشرة في تأخير الرحلات.
السياق والخلفية: طبيعة الإغلاق الحكومي الأمريكي
يحدث الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة عندما يفشل الكونغرس في التوصل إلى اتفاق حول تمويل العمليات الحكومية. نتيجة لذلك، تتوقف الوكالات الفيدرالية عن تقديم الخدمات "غير الأساسية"، بينما يضطر الموظفون "الأساسيون"، خاصة أولئك المرتبطون بالأمن القومي والسلامة العامة، إلى العمل دون أجر. ورغم أنهم عادة ما يتلقون رواتبهم بأثر رجعي بمجرد انتهاء الإغلاق، فإن عدم اليقين بشأن مدة الإغلاق يخلق صعوبات كبيرة لهم ولأسرهم.
ردود الفعل والتحذيرات المستقبلية
حذرت نقابات تمثل المراقبين الجويين وموظفي شركات الطيران من أن استمرار الوضع الحالي قد لا يؤثر فقط على جداول الرحلات، بل قد يبدأ في تهديد صلابة نظام الطيران الوطني على المدى الطويل. وأكدت النقابات أن موظفيها يعملون تحت ضغط شديد، وأن الإرهاق قد يصبح عاملاً خطيراً. من جانبها، تواصل شركات الطيران إصدار تحديثات للمسافرين، بينما تراقب السلطات الكندية، بما في ذلك وزارة النقل الكندية، الموقف عن كثب، وتقدم النصح للمواطنين الكنديين بالتخطيط المسبق وتوقع حدوث اضطرابات في خطط سفرهم إلى الولايات المتحدة. يعتمد حل هذه المشكلة بشكل كامل على توصل السياسيين في واشنطن إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق وإعادة تمويل الحكومة بشكل كامل.





